| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة,.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
الغزو الفكري هو نوع من الجهد البشري المبذول ضد أمة ما لكسب معارك الحياة منها، ولتذليل قيادتها وتحويل مسارها، وضمان استمرار هذا التحول حتى يصبح ذاتيا إذا أمكن .
يقول الخبيث زويمر رئيس ارساليات التبشير في المؤتمر الذي عقده في القرن الماضي، وحضره دعاة التبشير:
مهمة التبشير التي ندبتكم دول المسيحية للقيام بها في البلاد المحمدية، ليست هي ادخال المسلمين في المسيحية، إن في ذلك هداية لهم وتكريما؟، إن مهمتكم أن تخرجوا المسلم من الاسلام ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله، وبالتالي لا صلة له تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في حياتها,, إنكم أعددتم نشئا في ديار المسلمين لا يعرفون الصلة بالله، ولا يريد أن يعرفها,, وبالتالي جاء النشء الاسلامي لا يهتم بالعظائم، ويحب الراحة والكسل، ولا يصرف همه في دنياه إلا في الشهوات، فإذا تعلم فللشهوات وإذا جمع المال فللشهوات,, .
إن شباب الأمة الاسلامية عامة، وشباب هذا البلد خاصة، مستهدفون أشر استهداف من أعداء الاسلام ويسعون جاهدين لأن يتخلى ابناء هذا البلد عن دينهم وعن قيمهم وأخلاقهم ومبادئهم السامية، يسعون جاهدين لنتنكر لديننا ووطننا وأهلنا؟، يسعون جاهدين لنقع في الرذيلة، ولنسقط في مستنقعات الوحل، يسعون لانهيار مقوماتنا، يسعون لتجريدنا من الحياء والانسانية، ولنكون مصدرا للأوبئة والطواعين والجريمة، يسعون لزرع العداوة والبغضاء بيننا، ولاثارة الفتن في صفوفنا، وحتى يكون مجتمعنا عرضة أو مسرحا للشائعات المغرضة، وتكثر فيه الأقاويل، حتى ننهار ونتفرق ونتشتت.
إن الحضارة والرقي والتقدم، لا تعني أن يتخلى أو بالأصح أن يتجرد الانسان من قيمه السامية، لأن تجرده يعني بداية نهايته، وسقوطه في الحضيض، والعياذ بالله,, وان يعيش الانسان متخلفا أفضل من أن يعيش حضارة وتقدماً ورقياً تعني له الخراب والضياع.
ومن الأساليب القذرة التي يستخدمها أعداء الاسلام ضد الأمة الاسلامية عامة، والمملكة خاصة، هي شن الحملات المسعورة ذات الأهداف الخبيثة والدنيئة، وللأسف أنهم يجدون من بعض قنواتنا العربية منبرا لهم، لمحاربة هذا البلد وأهله! فلا ولن يزيدنا نباحهم إلا قوة وتماسكا، بإذن الله.
تقول الحكمة:التعليم في الصغر كالنقش في الحجر .
وتقول حكمة أخرى العقل كمظلة القفز من الطائرة لا تنفع إلا حين تفتح .
وقد قيل الحكيم: ممن تعلمت الحكمة؟ فقال: من الرجل الضرير! لأنه لا يضع قدمه على الأرض إلا بعد ان يختبر الطريق بعصاه!, وتوعية وحماية النشء من الموجات والحملات الفكرية الهدامة، والتي تنادي بتخلينا عن ديننا، ووطننا، مسؤوليتنا جميعا لا يعفى منها أحد، فالأب مسؤول، والأم مسؤولة، ولكن الجزء الأكبر من المسؤولية يقع على عاتق المعلم، نعم المعلم، لأنه يحمل بين يديه رسالة عظيمة، وهي أمانة بين يديه، وأبناء المسلمين بين يديه، ويرون في معلمهم قدوتهم، على المعلم أن يحرص أشد الحرص على تعليم وتربية النشء تربية اسلامية صحيحة، وان يعلمهم علوما نافعة، فأطفال اليوم هم رجال الغد، وهم عدة المستقبل، على المعلم ان ينمي بطلابه الاحساس بالمسؤولية، وان على عاتقهم النهوض بأمتهم، فعليهم أن يتسلحوا بالايمان بالله، وأن يعتمدوا على رب العباد في شؤونهم، وأن يفعلوا ما أمرهم به الدين ويجتنبوا ما نهاهم عنه، وأن يحميهم من الانحراف، ومن كل شر وبلاء ووباء، ومن كل الظواهر الدخيلة علينا.
على المعلم أن يقوم بتوعية النشء بالأهداف القذرة للحملات الفكرية الهدامة التي يروج لها أعداء الأمة، وأن اهدافها ابعادنا عن ديننا القويم، عليه أن يحصنهم بجرعات قوية، للتصدي لمثل تلك الحملات الوبائية؟
ولنلق نظرة بسيطة لبعض الشعوب والأمم التي تفتقد لنعمة الأمن والأمان، ترى هل يهنؤون بنومهم؟ وهل يهنئون بمأكلهم ومشربهم.
ونظرة أخرى للشعوب والأمم التي تنادي بالحرية المطلقة والى التفسخ الأخلاقي والتجرد كليا من الحياء، كيف تتفشى فيهم الأمراض؟
ونظرة ثالثة للشعوب التي خرجت على ولي أمرها، كيف تتفشى فيهم الفتن، والانفجارات والتشوهات الخلقية؟ وكيف زرعت بينهم العداوة والبغضاء؟.
إننا وبإذن الله إذا نجحنا في وقاية وحماية الشباب من الحملات المغرضة، فإننا وبإذن الله سننجح في اعداد النشء رجالا مخلصين لدينهم ثم مليكهم ووطنهم، رجالا قادرين على تحمل المسؤولية، وقادرين على النهوض بأمتهم، وقادرين على التحضر والتقدم والرقي من غير الاخلال بدينهم، بل من واقع الدين، متمسكين بالعروة الوثقى.
يقول الشاعر فارس الغزي:
والله لو تنزل سماها على الأرض وتطيح كل جبالها فوق راسي ما أرخص أمورٍ عندي أولهن العرض وكرامتي وأصلي وفصلي وساسي |
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مفلح بن حمود بن مفلح الأشجعي عرعر/ المحمدية
|
|
|
|
|