| عزيزتـي الجزيرة
يتساءل كثيرون عن الحملة الوطنية لترشيد استخدام المياه والمحافظة عليها ومدى ما تحقق من أهداف من هذه الحملة التي انطلقت بناء على التوجيهات السامية الكريمة اعتباراً من 26/2/1418ه بعد أن مضى من عمرها الثلاث سنوات ونصف السنة وكما هو معروف عن حملات التوعية انها تحتاج الى وقت ليرى ثمار ونتائج هذه الحملات لأن الهدف التوعية بتغيير اسلوب معين ومتبع الى اسلوب آخر أفضل للتعود عليه.
لا شك في ان الحملة الوطنية لترشيد استخدام المياه وهي تهدف بالدرجة الأولى الى بث الوعي المائي لدى المواطن والمقيم على أرض هذه البلادتسير بإذن الله نحو تحقيق الأهداف المرجوة منها فقد اصبحنا نسمع عن الترشيد في استخدام المياه لدى طلاب المدارس والأطفال وترديد شعار الحملة في كل مرحلة من مراحلها على ألسنتهم مثل الاسراف سبب كل جفاف، لا تسرف في الماء,, الماء أمانة، الماء سر الحياة وهؤلاء هم رجال وأمهات المستقبل مما يؤمل معه في خلق جيل واع بأهمية المياه وأهمية المحافظة عليها، كما يتقدم كثير من المواطنين باقتراحات تصب في تفعيل ترشيد استخدام المياه والمحافظة عليها ونشاهد العبارات الترشيدية على كثير من منتجات المصانع الوطنية المختلفة وتساهم معظم الجهات الحكومية في تفعيل مناسبات المياه في كل عام.
من خلال البرامج التلفازية التي تبث في كل مرحلة من مراحل الحملة الوطنية لترشيد استخدام المياه لالقاء الضوء على أهداف ومرتكزات المرحلة وكذلك خلال يوم المياه العالمي وأسبوع المياه الخليجي في كل عام نجد أن كثيراً من الاتصالات التي ترد من المواطنين الى المختصين المستضافين في هذه البرامج تطالب برفع تسعيرة المياه لترشيد استخدامها والمحافظة عليها وكذلك تطالب هذه الاتصالات برفع الغرامات المطبقة على من تتسرب المياه من منازلهم وأعتقد جازماً ومؤكداً أن هذه الاتصالات والمطالبات لم تكن لتتم لولا شعور المواطن والمقيم بأهمية المياه وأن المحافظة عليها واجب ديني ووطني وكل ذلك ثمرة من ثمار الحملة الوطنية لترشيد استخدام المياه والا كيف يطلب برفع تسعيرة المياه ورفع غرامات تسرب المياه من المنازل.
هدفت وزارة الزراعة والمياه بتوجيهات سامية كريمة الى التوعية بأهمية المياه وترشيد استخدامها والمحافظة عليها اداراكاً من القيادة الحكيمة لهذه البلاد أيدها الله بذلك وبأهمية التوعية قبل التسعيرة فعند انطلاق المرحلة الأولى من الحملة وخلال ترؤس خادم الحرمين الشريفين يحفظه الله لجلسة مجلس الوزراء الموقر بتاريخ 17/11/1418ه أي بعد حوالي عشرين يوماً من انطلاق المرحلة الأولى من الحملة أوضح يحفظه الله ان عملية ترشيد استخدام المياه واجب ديني ووطني وتنموي لابد من الالتزام به كما أكد أيده الله استمرارالمملكة في اصدار ومراجعة النظم واللوائح التنظيمية لاستهلاك المياه لجميع الأغراض وترشيدها بهدف المحافظة عليها واستغلالها على أسس اقتصادية.
لا شك ان تسعيرة المياه في شريحتيها الأولى والثانية 10 هللات و15 هللة لكل متر مكعب من الخمسين متراً لكل شريحة تعتبر متدنية جداً وقد تكون من أرخص التسعيرات في العالم وان رفع تسعيرة المياه سيكون عاملاً مساعداً على المحافظة على المياه وترشيد استخدامها ولكن التوعية بأهمية المياه أهم من وجهة نظري الشخصية لأن المياه تستخدم في كل مكان وليس في المنزل والوحدة السكنية فقط فالمياه تستخدم في المساجد والحدائق والأماكن العامة والدوائر الحكومية والمزارع والمنتزهات وهذه لن يكون مستخدم المياه مسؤولاً عن تسديد ما يهدر فيها من مياه أو محاسب عليه ولكن المياه أمانة وطنية يجب المحافظة عليها وترشيد استخدامها والتوعية بأهميتها تخلق جيلاً يعي ذلك ويرشد في استخدامها في أي موقع يكون متواجداً فيه وقد سبق وأن أوضح معالي وزير الزراعة والمياه المتابع المباشر والموجه لمراحل هذه الحملة استمرار الوزارة انفاذاً للتوجيهات السامية الكريمة في هذه الحملة الى ان تحقق أهدافها بإذن الله وقد يتطلب الأمر لتحقيق بعض هذه الأهداف فرض استخدام المواد المقتصدة في المباني وتدوير المياه واستخدام مياه الصرف الصحي المعالجة لري المنتزهات والملاعب الرياضية والحدائق ومنع استيراد صناديق الطرد السيفونات كبيرة الأحجام وغيرها مما يساعد على الاقتصاد في استخدام المياه مثلما استخدمت مواد العزل للمباني واشترط ايصال الكهرباء بعد تنفيذ ذلك.
عبدالله بن عبدالرحمن الحمين مساعد مدير عام ادارة تنمية موارد المياه - وزارة الزراعة والمياه
|
|
|
|
|