| رمضانيات
*مكة المكرمة عبيد الله الحازمي
هنأ معالي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي في مكة المكرمة المسلمين في العالم بمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك ودعاهم للاستفادة من دروس الصيام وعبره وفوائده وأكد على ضرورة التأسي بسيرة الرسول الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الشهر العظيم كما دعاهم إلى التعاون والتكافل والتمسك بحبل الله المتين والاحتكام إلى شريعته في كل مايمس حياتهم.
جاء ذلك في بيان أصدره الأمين العام بمناسبة قدوم الشهر الفضيل فيما يلي نصه:
بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذا شهر رمضان المبارك يحل اليوم بفضائله ودروسه المليئة بالعبر والعظات، وصوم هذا الشهر الكريم فرض على كل مسلم ومسلمة لقوله تعالى: فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر ولقوله صلى الله عليه وسلم: صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته .
إن شهر رمضان مدرسة شاملة للمسلمين فهو مدرسة في العبادة ومدرسة في الصبر وتحمل المشاق، ومدرسة في الآداب والأخلاق والتربية، ومدرسة في العلاقات الاجتماعية والتعاون والتكافل، وهو فوق ذلك مدرسة تقوي ارتباط الصائم بربه سبحانه وتعالى، وقد فرضه الله سبحانه على المسلمين لتتحقق لهم تلك المعاني والمنافع، قال تعالى: يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون .
إن صيام شهر رمضان يزيد من العمل الصالح بطاعة الخالق سبحانه والامتناع عن اللذائذ المادية طيلة النهار من مأكل ومشرب ومعاشرة زوجية، فهو بذلك يصقل الإرادة ويهذب النفس المسلمة فيعينها على الاستقامة والصفاء والصدق، كما يساعد القلب على التطهر والنقاء.
ورمضان هو شهر القرآن الكريم الذي جعله الله هدى وبياناً لمن شاء الله سبحانه هدايته، وجعله بينات لمن أراد ان يعرف أحكام الإسلام وحكمه، وفرقانا لمن وفقه الله سبحانه وتعالى للعمل الصالح بالالتزام بما أمر به الله ورسوله والابتعاد عما نهى عنه الله ورسوله.
وقد شهد شهر رمضان عبر التاريخ الإسلامي انتصارات إسلامية مهمة في حياة المسلمين، فقد حدثت فيه معركة بدر الكبرى التي كانت معركة فاصلة بين الإسلام والشرك ومنطلقاً لتحطيم قوى الشر والبغي والطغيان آنذاك، وحدث فيه كذلك فتح مكة المكرمة وهو الفتح العظيم الذي منّ به الله سبحانه وتعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم ومن معه من المسلمين، وفي هذين الحدثين العظيمين كثير من الدروس الإسلامية للأمة في الإعداد والتكافل والتضامن والتعاون ومواجهة الباطل والصبر على المشاق والاعتماد على الله والتوكل عليه وانفاذ أوامره والابتعاد عما نهىعنه.
لذلك ينبغي على المسلمين في هذا الشهر الكريم أن يغتنموا أيامه ولياليه بالعمل الصالح وصيانة اللسان والجوارح عما يقدح في الصيام وعليهم الإكثار فيه من الإحسان للفقراء والمحتاجين والإنفاق على المشروعات الإسلامية، كما ينبغي زيادة الإقبال على تلاوة القرآن الكريم وتدبر معانيه وحث الأهل والأبناء والأقارب على ذلك.
إن رابطة العالم الإسلامي إذ تهنىء مسلمي العالم بحلول شهر رمضان المبارك فإنها تؤكد على ضرورة التمسك بأوامر الله سبحانه والابتعاد عن نواهيه وان يعملوا جميعاً حاكمين ومحكومين على ابتغاء مرضاة الله والتمسك بأهداب شريعته وتحقيق مقاصد الشريعة الإسلامية كما تدعوهم إلى المزيد من التراحم والتكافل والتعاون مع المسلمين المنكوبين في عدد من المواطن الإسلامية ولاسيما في فلسطين المحتلة التي يعاني شعبها من صنوف الاضطهاد والعدوان على يد المعتدين اليهود الصهاينة الذين سفكوا الدماء وهجروا الأبرياء العزل واغتصبوا أراضيهم بالقوة ودنسوا المقدسات الإسلامية وعلى رأسها المسجد الأقصى أولى القبلتين وثالث المساجد التي تشد إليها الرحال، ومع قدوم شهر رمضان المبارك تدعو رابطة العالم الإسلامي جميع المسلمين إلى مد يد العون لإخوانهم في فلسطين لسد حاجتهم وتمكينهم من الاستمرار في انتفاضتهم ورفضهم للاحتلال والعدوان، مع اغتنام ليالي وأيام هذا الشهر الفضيل والدعاء لهم بالنصر على اليهود الذين لايرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة.
وأخيراً فإن الصيام يدرب المسلم على التضحية ولا بد للمسلمين أن يبذلوا التضحيات لاستعادة موقعهم الريادي في العالم، كذلك تهيب بجميع المسلمين ان يتحلوا بالوعي التام والتفكير المتوازن فيما يتطلبه لمشكلاتهم من فهم لنصوص الشريعة الإسلامية ومقاصدها وفهم للظروف المحيطة بالأمة وسط المتغيرات والمستجدات في العالم لتحصين الأجيال الناشئة من المسلمين من المخاطر التي تحيط بهم, وصلى الله وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
|
|
|
|
|