أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 28th November,2000العدد:10288الطبعةالاولـيالثلاثاء 2 ,رمضان 1421

رمضانيات

في ندوة عن صحة الصائم في رمضان
الاعتدال في الأكل مطلب ضروري لحماية صحة الصائم
* الرياض سلطان المواش:
ضمن توجهات وزارة الصحة لرفع مستوى الوعي الصحي وتعميمه على كافة شرائح المجتمع وبمناسبة قدوم شهر رمضان المبارك، قامت ادارة الاعلام الصحي والنشر بالوزارة وفي إطار أنشطتها المختلفة بتنظيم ندوة عن صحة الصائم في رمضان في قاعة الاجتماعات بديوان الوزارة وذلك برعاية د, عثمان الربيعة، وكيل الوزارة للتخطيط والتطوير نيابة عن قاسم القصبي، وكيل الوزارة للشؤون التنفيذية الذي لم يستطع الحضور لانشغاله بمهمة عمل خارج ديوان الوزارة.
وقد استضافت الندوة كلا من أ,د, أحمد متولي أستاذ الأمراض الباطنة وأمراض الكلى ورئيس قسم الباطنة في كلية طب جامعة الملك سعود، الذي تحدث عن تأثير الصيام على الكلى ومرضى الكلى, ود, مشعل عبدالله المشعل، استشاري أمراض القلب ورئيس قسم القلب بمجمع الرياض الطبي الذي أسهم بدوره بالحديث عن تأثير الصيام على القلب وتأثيره على مرضى القلب والضغط كما أدلى د, عبدالعزيز العثيمين، عالم ابحاث التغذية بمركز الابحاث بمستشفى الملك فيصل التخصصي، بدلوه فاشار إلى نوعية الغذاء الصحي في الفطور والسحور.
وقد استهل د, عثمان الربيعة الحديث مرحبا بالجميع، حاضرين ومحاضرين,, ومنوها بأهمية مثل هذه الندوات ومشيدا بدور إدارة الاعلام الصحي والنشر في ترجمة دور الوزارة عمليا بعقد مثل هذه الندوات والعمل على ايصال فعالياتها إلى الجمهور تعزيزاً للفائدة المرجوة,, ومبينا ان الموضوع المختار للندوة هو في غاية الاهمية حيث يتزامن طرحه مع قدوم شهر رمضان المبارك.
بعد ذلك بدأ أ,د, أحمد متولي بالحديث عن فوائد الصيام بشكل عام على صحة الانسان جسديا ومسلكيا وأبان انه للحصول على الفائدة المرجوة من الصيام لابد من ممارسته بالشكل الصحيح وليس بالشكل الذي يمارسه فيه معظم المسلمين، وخاصة من ناحية كمية ونوعية الاطعمة التي يتناولونها بشراهة في وجبة الافطار، مما ينعكس سلبا على صحتهم,, ومن الجدير معرفته ان فترة الصيام تعطي راحة كبيرة لمعظم اجهزة الجسم وخاصة الكبد والكليتين حيث يتم التعامل مع معظم الاغذية ومن ثم يتم ارسال المفيد منها إلى بقية اعضاء الجسم,, أما الفضلات الضارة فيتم التخلص منها للخارج اما عن طريق البول او عن طريق طرح الفضلات,, لذلك إذا صام الانسان خف الحمل على هذه الاعضاء.
وأورد معلومة طبية علمية جديدة ومفيدة,, الا وهي ان الكلى عندما ترتاح بممارستنا للصيام تبدأ بتأدية وظائف مفيدة كعملية ترتيب الشوارد في الجسم مثل الصوديوم والكالسيوم,, كما تبدأ في انتاج بعض الهرمونات المفيدة والهامة في صناعة الدم وكذلك الهرمون الذي يساعد في استخراج الفيتامين (د) الذي يلعب دوراً هاما في نمو العظام.
ورداً على سؤال طرحه د, عثمان الربيعة متوخيا بذلك ضرورة ايصال هذه المعلومة المهمة للجمهور,, ومفادها ان الكلى إذا حصلت على قسط من الراحة (كما هي الحال اثناء الصيام) فإنها تتفرغ لانتاج هرمونات مفيدة من خلال اتاحة الفرصة لها لتنشيط وظائفها في هذا المجال,, أجاب سعادة أ,د, أحمد متولي ان معظم ما تتناوله من اغذية وخاصة اللحوم الحمراء اي البروتينات هو سموم,, وهذه السموم يخرج منها ما يدعى بالبولينا أو اليوريا,, وأشياء أخرى كالاحماض الأمينية غير الصالحة للجسم,, وعندما تذهب هذه المواد السامة للكلى للتخلص منها يكون لها تأثير سلبي على انتاج الكثير من الهرمونات,, وذلك انه للتخلص من هذه السموم لابد من إنتاج الهرمونات التي تلزم لتوسيع مجاري الكلى للمساعدة في تسريع التخلص من تلك المواد السامة,, أي أنه كلما ازدادت هذه المواد ازداد اجهاد الكلى وانشغالها بانتاج هرمونات اقل ما يقال عنها انها غير مفيدة بالمقارنة مع ما يمكن ان تنتجه من هرمونات مفيدة حالة كونها تعمل دونما اجهاد.
وعليه فإن الصيام يُعد بصفة عامة اجازة للجسم من السموم التي يتناولها الفرد منا على مدار العام.
مصابو الفشل الكلوي
وحول سؤال عن أهمية السوائل للجسم عموما وللمصابين بالفشل الكلوي بوجه خاص وكيفية مراعاة ذلك خلال فترة الصيام,, أجاب أ,د, متولي بايراد نبذة بسيطة عن فيزيولوجية الكلى التي تعد من اهم اعضاء الجسم الحيوية حيث يذهب إليها ربع كمية ضخ دم القلب,, إضافة إلى ان الكلى تقوم بعدة اعمال كموازنة الشوارد مثل الصوديوم والبوتاسيوم والمغنيزيوم والكالسيوم التي يؤدي كل منها دوراً فعالا في عمل كل خلية من جسم الانسان,, لذا فإن الكلى تحاول ان تجعل معدلات هذه الشوارد بالجسم معدلات موزونة يستفاد منها وذلك لأن زيادة هذه الشوارد أو نقصها له مفعول سلبي شديد على عمل الخلايا,, وبالتالي على عمل الجسم ككل, وتقوم الكلى ايضا بموازنة نسبة حموضة البول وقلويته اضافة إلى التحكم بكمية الماء في الجسم عن طريق التحكم بأحد الهرمونات الموجودة في الدماغ والتي يعتمد نشاطها او انعدام نشاطها على مدى حاجة الجسم للماء او حاجته للتخلص منه, وعليه نرى ان الصائم لا يتبول كثيرا أثناء الصيام,, وإن فعل فيكون لديه خلل ما,, كالتهاب بسيط في الكلى او السكري.
كما أن الكلى تتحكم ايضا في عملية افراز الكثير من الهرمونات,, وبالاضافة إلى تحكمها بالبول واخراجه وكمية السوائل بالجسم فإنها تتحكم بالضغط لذلك إذا زادت نسبة السوائل او الشوارد ترتفع نسبة الصوديوم ونسبة الماء في الجسم الشيء الذي ينتج عنه ارتفاع في الضغط لدى الانسان مما يؤثر على قلبه فيبدأ بالهبوط وبالاضافة إلى الهرمونات التي ذكرت سابقا هناك هرمون يصنع في الكبد ويرسل إلى الكلية التي تتعامل معه حتى تنضجه فيصبح فعالا ونشطا وهذا الهرمون يساعد على تنظيم عمل الغدة الجارديقية او ما يسمى بالباراثايرويد,, فإذا نظمنا عمل هذه الغدة فإننا ننظم كمية الهرمون الذي يتحكم بالعظام,, فإذا نقص هذا الهرمون الآتي من الكلى زادت كمية الهرمون الخارج من الغدة الجاردرقية فيصاب الانسان بمرض الكساح أو ما يسمى بالريكيت,, والعكس صحيح.
ومن كل هذا نخلص إلى نتيجة هامة وهي ان الكلى عضو هام في جسم الانسان وان على المصابين بأي اعتلال فيها استشارة الطبيب الذي يقرر بعد اجراء التحاليل اللازمة لمعرفة تركيز البول لديهم فيما اذا كان باستطاعتهم الصوم أم لا, ونفس الشيء ينطبق على مرضى السكري الذين يتوجب عليهم استشارة طبيبهم لمعرفة امكانيتهم للصيام دون ان يتضرروا صحيا من ذلك.
الاعتدال في تناول الطعام
ورداً على سؤال حول كمية الطعام الزائدة التي يتناولها الصائم بين الفطور والسحور والتي تجهد وظائف الجسم لدى الانسان,, نصح أ,د, متولي بالاعتدال في تناول الطعام وخاصة عند الافطار وكذلك عدم الشراهة في الاكل قبل النوم,, لان الانسان إذا نام نامت خلايا جسمه كلها ماعدا الخلايا الدهنية التي تبقى نشطة وبالتالي تستحوذ على معظم الطاقة الموجودة في الطعام الذي تم التهامه قبل النوم مباشرة.
وفي مجال تأثير الصيام على مرضى القلب والضغط استهل د, مشعل عبدالله المشعل حديثه بأنه علاوة على عظم اجر الصائم وما أعده الخالق من المثوبة فإن هناك فوائد صحية عديدة يجنيها الصائم ان التزم الاعتدال في المأكل والمشرب,, وشهر الصوم المبارك هو فرصة عظيمة للجميع للتخلص من بعض العادات الضارة كالافراط في الطعام والتدخين,.
ومن ناحية القلب فإن البدانة هي احد عوامل الخطورة المباشرة وغير المباشرة في الاصابة بأمراض القلب حيث اثبتت البحوث دور البدانة في زيادة الكولسترول وهذا له اثره المباشر على حدوث اصابات في شرايين القلب وحصول ما يسمى بالنوبة القلبية او الذبحة الصدرية,, وهناك اثر غير مباشر في ان زيادة الدهنيات وزيادة وزن الانسان عموما قد تزيد من قابلية الانسان للاصابة بارتفاع ضغط الدم وكلا هذين العاملين اي زيادة الكولسترول وارتفاع ضغط الدم يؤثران على شرايين القلب وقد يسهلان الاصابة بالجلطة او الذبحة الصدرية اضافة إلى ان ارتفاع ضغط الدم قد يساعد في حدوث هبوط في عضلة القلب وهذا كله مرتبط بالبدانة ولدينا فرصة عظيمة في هذا الشهر المبارك للالتزام بالاعتدال في المأكل والمشرب وبالتالي المحافظة على صحتنا.
وبالنسبة لامراض القلب فإن الغالبية منها او مجملها تكون اما حادة او مزمنة كاحتشاء عضلة القلب والامراض الروماتزمية والتهاب الغشاء التاموري وغيرها,, وفي هذه الحالات لا ينصح الطبيب المريض بالصوم لان المريض عندها قد يحتاج إلى تناول جرعات دوائية متقاربة زمنيا وقد تزداد الحالة الحادة خطورة لما يصاحب الصوم من اجهاد نفسي وجسدي اما اذا كانت الحالة مستقرة,, فإن الصيام قد يساعد المريض المصاب بارتفاع في ضغط الدم على تخفيض ضغط الدم, وكما ذكر فإن مرضى صمامات القلب سواء الحادة او المزمنة لا مانع من صيامهم إذا كانت حالاتهم بسيطة,, وذلك حسبما يحدد الطبيب المعالج اما إذا كانت حالاتهم شديدة الخطورة فقد يحدث لديهم تغير في نظم القلب مع ما يتبع ذلك من اصابات قد تكون خطيرة.
أما عن نوعية الغذاء الصحي في وجبتي الفطور والسحور فقد اورد ضيف الندوة سعادة د, عبدالعزيز العثيمين مقولة هامة واساسية جدا وهي ان الصيام يجب ان ينظر إليه على انه فرض وتجب ممارسته بغض النظر عن فوائده الصحية او الخلقية.
وانطلاقا من مبدأ الوقاية فقد ركز سعادته من الناحية الغذائية، على الاصحاء اكثر من المرضى كون هؤلاء لديهم من يعتني بهم من الاطباء المشرفين على حالاتهم وهنا نصح سعادته بعدم الاسراف في تناول الطعام.
وأشار سعادة د, العثيمين إلى اهمية التوازن في تناول الطعام سواء اثناء شهر الصوم الكريم او خارجه إذ لابد للشخص من تعديل اسلوب حياته عبراستشارة المختصين في هذا المجال لمساعدته في تنظيم غذائه وتوازنه وذلك تجنبا لحدوث الكثير من المشاكل الصحية.
وبالنسبة لموضوع الفطور والسحور فمن المعروف ان فترة الفطور تأتي بعد صيام فترة طويلة يكون الجسم قد فقد خلالها الكثير من السكر والسوائل,, ومن المعلوم ان خلايا المخ هي الخلايا الوحيدة في جسم الانسان التي لا تولد السكر عند الحاجة اليه فلابد إذاً من البدء بالفطور بتناول مادة سكرية,, وقد وجهنا الرسول صلى الله عليه وسلم لتناول التمر الذي هو افضل مادة سكرية يمكن للصائم ان يبدأ فطوره بها,, وكذلك تناول الماء لتعويض السوائل.
أما بالنسبة لموضوع الاسراف في تناول الطعام في شهر رمضان المبارك فقد اكد ما سبق ان أورده ضيفا الحلقة الآخران من ضرورة تنظيم الوجبات وتحديد كميتها بحيث يتم تناول وجبة خفيفة عند الفطور وذلك تجنبا للنوم مباشرة بعد الافطار الذي عادة ما يحصل نتيجة اتخام المعدة بالكثير من الطعام مما يسبب توجه الدم كله للمعدة ويتسبب بالتالي في خمول الانسان,, يلي ذلك تناول وجبة بعد الانتهاء من صلاة العشاء والتراويح,, وأخيراً تناول وجبة خفيفة وتأخيرها ما أمكن عند السحور كما دعا إما إلى إلغاء وجبة منتصف الليل أو إلى أن تكون مؤلفة من الفاكهة إذا اقتضى الامر وذلك لاعتقاده المبني على نتائج دراسات مراكز التخسيس باستخدام الحمية الغذائية التي تقول بأن تناول الغذاء يكون افضل إذا تم خلال ساعات النهار وليس اثناء الليل.
وفي الختام شكر د, عثمان الربيعة الحاضرين والمحاضرين,, وإدارة الاعلام الصحي والنشر لتنظيم هذه الندوة راجيا الاكثار من أمثالها تعميما للفائدة.

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved