أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 28th November,2000العدد:10288الطبعةالاولـيالثلاثاء 2 ,رمضان 1421

الاخيــرة

أمريكا
شريكة إسرائيل في العدوان
الموقف الرجولي الإسلامي التاريخي للأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد بأصالته العربية الإسلامية في رفض حضور مؤتمر القمة الإسلامي التاسع في قطر، ما لم تغلق حكومة الدوحة المكتب التجاري الإسرائيلي فيها هو موقف من عشرات المواقف من هذا النوع للأمير عبدالله بن عبدالعزيز، وليس هو الأول ولن يكون الأخير لسموه فيما يرفع سمعة العرب والمسلمين، ويعزز تضامنهم ووحدة كلمتهم، أمام العدو الإسرائيلي المتغطرس بقوة السلاح الذي تزوده به أمريكا صانعة هذا الكيان وجرثومتها التي زرعتها في الجسد العربي الإسلامي منذ عام 1948م وحتى اليوم، وذلك لغرض إنهاك هذا الجسد وإشغاله بما يؤخر تطوره وتقدمه.
إن موقف الأمير عبدالله وإعلانه عدم حضور هذا المؤتمر قبل أن تغلق الدوحة المكتب الإسرائيلي فيها هو موقف شجاع، وحكيم، وأصيل، يستند إلى مبادئ الحق والعدل والدفاع عن عزة الإسلام وكرامة الأمة العربية والإسلامية.
ولولا هذا الموقف السعودي القوي والحكيم لَتَشَرذَمَ مؤتمر القمة الإسلامية بدَدَاً,, ولما انعقد في جو طبيعي تسوده في الغالب هذه المحبة والتفاهم والإخاء,, لم تجد قطر بدّاً من الرضوخ للموقف السعودي الشجاع والذي تؤيده أغلبية الدول الإسلامية إن لم تكن جميعها .
وكان الأفضل والأولى للشقيقة قطر أنها حذت حذو المغرب، وتونس، وعُمان,, التي أعلنت أثناء مؤتمر القمة العربية الطارئ في القاهرة الشهر الماضي قطع جميع علاقاتها بإسرائيل بعد أن أدركت جيداً ان العلاقة مع الدولة اليهودية لن تقدم أو تؤخر في قضية عدوانها الاجرامي على الشعب الفلسطيني، ورفضها الانسحاب من أرضه ومياهه ومقدساته,, بل ربما يشجعها التمثيل الدبلوماسي أو التجاري مع الدول العربية أو الإسلامية، على المزيد من إصرارها على مصادرة الأراضي الفلسطينية والعربية ولمزيد من اضطهاد هذا الشعب المناضل,, وكما يقول المثل العربي من أمِنَ العقاب أساءَ الأدب .
***
إن أمريكا تتحمل نصف جرائم اسرائيل على أقل تقدير وذلك من خلال إمدادها بالسلاح الذي يصرع الأطفال والشيوخ والنساء العزل من أي سلاح سوى الثقة والإيمان بالله ثم بقذف حجارة لا تصنع شيئاً سوى التعبير الرمزي لرفض الواقع المر، والاحتجاج عليه في حين تقابل اسرائيل هذا الحجر الصغير بأفتك الأسلحة وأحدثها.
كما أن أمريكا، إمعاناً منها في عدائها للعرب والمسلمين، تمنع الأمم المتحدة من إرسال قوة حماية للشعب الفلسطيني من حرب الإبادة التي تقوم بها اسرائيل في الأرض المحتلة.
إن أمريكا، بحق وصدق، شريكة فعالة لإسرائيل في حربها الإجرامية للشعب الفلسطيني الأعزل، سواء أقرّت أمريكا بهذا الواقع أم لم تقر.
***
وأعتقد أن أمريكا لو رأت عزيمة صارمة من الدول العربية والإسلامية ضد مواقفها الانحيازية إلى جانب اسرائيل فإنها ستراجع حساباتها حتماً، ولن تكابر فتخاطر بمصالحها الكبرى في هذا العالم الإسلامي الذي يمثل 25% من سكان الأرض، وتمثل إمكاناته البشرية والمادية رقماً عالمياً كبيراً.
وبعد: فيجب أن لا ننسى في خضم صراعنا مع أعداء الله وأعدائنا قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم، والذين كفروا فتعساً لهم وأضلَّ أعمالهم ولله عاقبة الأمور.
عبدالله بن إدريس
أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved