تعثر الليل في حزني وفي أرقي

وانداح مابين أنفاسي إلى طرقي

كتبت للموج لحنا باذخا فسطا

نحوي وأحيا بوجهي سنة الغرق

وركّب الليل في نفسي فما برحت

إلا به مهمها متروعة الشفق

منها أنا لام هذا الليل مدرعا

فحش النقاط تقاسيم الجوى الترق

أفتر عن قائظ يلقي الي مدى

يختال مابين آلامي إلى حرقي

كأنما جاب عمري الأرض ثم أتى

يتلو علي احاديث الغد القلق

يوما تفيأت احلامي لعل بها

خصبا فظل بذي احراشها ودقي

تنتابني الأرض إما كنت أخمصها

شجوا يمازج بين الطين والرحق

وتكسر الليل في نفسي وتلعقه

إذا استبانت طريق الأمس في ورقي

رحلت منتجعا وجهي أعلله

بأننا قد عبرنا عتمة الحدق

وفي القرى كان جذع اللحن متكئا

على الحكايات عمر الحسن والألق

يظل معتكفا كالأمس فوق فمي

وسانحا هو للإيغال في الفرق

ظللت أجتث نفسي من لواعجها

وهبتها لدمون الشيح والعبق

أنا القرى يستظل الأثل في رئتي

يهدي إليّ فصول الكد والعرق

يضمني السيل كالأحجار يجمعني

والعصر يأوي لنفسي باذخ الفرق

الأمس أيقظني للسهد ثم غفا

فبت منتجعا للجن والحرق

مكوّم في سفوح الآه تعرفني

مفرق في رداح البين والفرق

أنا من انتصبت بالحزن خيمته

أنا الذي نظر الأعمى إلى ورقي

غدا سأبحر في نفسي لعل بها

هنيهة لاقتراف العشق والشفق