هذا مزاج الشعر فامتزجي بهِ
وتخلقي في رشقةٍ من نخبهِ
وتلحّفي دفء العروق شهيةً
وتما يلي فالعشق مال بلبِّهِ
وتوشّحي مطر الحياة كفارسٍ
خطرت له الأصداء ساعة ضربِهِ
وتوسّدي صبحاً تموسق بالندى
واستبشرى عند المساء بقربهِ
وتخيّري لغةً تليق بشدوهِ
إن اللغات خليةٌ من حبهِ
وتلمّسي للوجد عذراً واهياً
وقت الرحيل فإنه من ركبهِ
وتحبّبي لليل إن جوانحي
من نبضه,, وملامحي من عشبهِ
وتمثّلي عبق الحنين فإنه
كلفٌ به، ومحلق في سربهِ
كيما يلملم من سمائك مهجةً
تصحو، فيفصح ذنبها عن ذنبهِ
وتذكّري حلماً سكبت نشيجهُ
والحلم عمر نشيجه في سكبهِ!
ما أعمق الذكرى إذا اتسعت لهُ
في كل زاويةٍ يمرُّ بصحبهِ
واستدرجي الآهات نحو ضلوعهِ
وضعي الطريق على مشارف هدبهِ
وتعتّبي إن العتاب مراكبٌ
نصف المواجع من مراكب عتبهِ
وتبسّمي فالحزن فرض كفايةٍ
إن غاب لن نشقى أسىً في جلبهِ
وتمهّلي، بعض الحديث وشايةٌ
والمرء أصدق ما يقول بقلبهِ
الشعر فاتنتي، وإن لم تسألي
صعبٌ، وكل غوايتي في صعبهِ
الشعر إبحار، وطيف مرافىء
لا تنجلي، إلا بشهوة سلبهِ
حسبي إذا قيل اقتفى في شعره
اثر الخلود، ولم يحد عن دربهِ
فتوهجي بالشعر,, شمعة حائرٍ
تفنى، أجل، لكنها تحيا بهِ