أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 28th November,2000العدد:10288الطبعةالاولـيالثلاثاء 2 ,رمضان 1421

مقـالات

خاطرة رمضانية
يضفي شهر رمضان مناخاً روحانياً على المسلمين ويكفي أنه شهر القرآن الكريم الذي أنزل على سيد البشر عليه الصلاة والسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور, كما ويكفيه شرفاً انه شهر قد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه شهر اوله رحمة وأوسطه مغفرة وآخره عتق من النار.
وشهر رمضان وما خصه الله به من فريضة الصوم هو مدرسة يقف فيها المسلم ويدخلها كل عام في حياته لكي يتعلم فيها الكثير من الاخلاق الفاضلة ويتزود منها بزاد خلقي، تلك الاخلاق التي احصاها الإسلام وحث عليها وطالبنا بالتمسك بها والعيش في هذه الحياة في ظلالها.
وكثيرة تلك المواقف التي دعا فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم الى التمسك بالأخلاق الفاضلة فقد قال: إن أحسن الناس إسلاماً أحسنهم خلقاً وحيثما سئل صلى الله عليه وسلم: اي المؤمنين أكمل إيماناً؟ قال: أحسنهم خلقاً وفي مقابل ذلك حذر من سوء الاخلاق فقال: (,,, وإنه ليبلغ بسوء خلقه اسفل درجة في جهنم).
وحسن الخلق حثنا ديننا عليه يجعل المسلم ليّن الجانب، سهل الطبع، يألف الناس ويألفونه، يسعى دائما بالخير بين الناس، بل يسارع الى الخيرات حينما يصبح حسن الخلق ساريا في دمه وسلوكاً مسيطراً على تصرفاته وفكره.
ولكن قد يفهم البعض حسن الخلق على غير ما دعا إليه ديننا الحنيف فليس حسن الخلق ضعفاً أو استسلاماً أو ميلاً للاستسلام بل هو صيانة للبشرية وحفظ للحقوق وشجاعة في قول الحق والتمسك به,, وحرص على نجدة الملهوف وإغاثته, فرسول الله صلى الله عليه وسلم كان أحسن الناس خلقاً وأكرمهم شمائل وكان أجود الناس وأكرمهم والينهم جانباً، ومع هذه الأخلاق الفاضلة التي اقرها القرآن الكريم وامتدحها في قول رب العالمين وإنك لعلى خلق عظيم هذه الأخلاق الفاضلة كانت صفة الشجاعة فيها خلقاً مميزاً لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال علي رضي الله عنه: انا كنا إذا حمي البأس واحمرت الحدق نتقي برسول الله صلى الله عليه وسلم, فما يكون أقرب الى عدو منه .
وهذه الشجاعة والنجدة والحرص على تلبية نداء الاستغاثة تعبر عنه السيرة العطرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم (حينما فزع اهل المدينة فانطلق ناس قبل الصوت فتلقاهم رسول الله راجعاً فقد سبقهم إليه واستبرأ الخبر على فرس لابي طلحة عُري والسيف عنقه وهو يقول: لن تُراعُوا).
تلك الأخلاق العالية الفاضلة في النجدة والإغاثة قد استمسك بها المسلمون ولكن جهل اعداؤهم فحواها، وتمادوا في مواقفهم ضد الإسلام والمسلمين وأوقعوا الظلم عليهم ويذكر التاريخ انه عند غضبة المسلمين لرد الظلم وردع العدوان فإن النصر يكون حليفهم بعون الله فهم يدافعون عن الحق ويسعون من أجل السلام ويستمسكون ايضا بمكارم الأخلاق.
وإن لنا في رمضان وفي ايامه الفاضلة خير عبرة فهو شهر انتصارات المسلمين وشهر مناصرة بعضهم بعضا وشهر ظهور الحق على الباطل، وشهر الفتوحات العظيمة، فلنتوجه إلى الله فيه بطلب النصر واستعادة الحقوق ومناصرة المسلمين في كل مكان.
د/ عبد الرحمن بن سليمان الدايل

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved