أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 28th November,2000العدد:10288الطبعةالاولـيالثلاثاء 2 ,رمضان 1421

مقـالات

نوافذ
الأسس,,!!
أميمة الخميس
في برنامج إذاعي سألتني المذيعة عن أهم الأساليب والطرق التي على الكاتب أن يتبعها في مجال التأليف لأدب الطفل للوصول الى أكبر شريحة من القراء واستقطابهم؟؟!
وبدا لي وقتها ان السؤال قد دخل الى القضية من بوابتها الخلفية، فالسؤال يطالب الكاتب بأن يتحول الى بهلوان متعدد الألوان باستطاعته أن يقوم بجميع الأمور التي تثير البهجة وبالتالي يتوفر هناك عدد وافر من الجماهير المتابعة، على اعتبار أن تداول الكتاب هو قضية خاصة بالمؤلف دون الرجوع إلى البيئة التي يغرس فيها شتلاته واغصانه المذعورة.
ولو افترضنا أن كاتب ما قبل بدور البهلوان على مضض وتحدث عن الديناصورات، وأبطال الكرة، والخيال العلمي المرعب الذي يحتوي على مخلوقات مكفهرة وحفنة من المغلوبين يحاولون نصرة الخير، وما هنالك من المادة الاستهلاكية التجارية التي تقدم للأطفال في هذه الأيام، فهل سيحظى بكم مرضى من القراء والمتابعين؟؟ بالتأكيد لا أعتقد هذا فالقضية تتراوح بين عائقين أساسيين لم يستطع كتاب الطفل المحلي أن يقفز فوقهما.
الأول: الهجمة الاستهلاكية المكتسحة والتي تحتل جميع مساحات يوم الطفل سواء عندما يشاهد التلفاز أو من خلال الكمبيوتر أو حينما يستعمل أدوات أو يرتدي ملابس مزركشة بالشخصيات الكرتونية، وبداخل هذه الخيمة المكينة كيف للطفل أن يستنشق هواء صحيا منبعثاً من بيئة تشبهه؟؟ أو يقرأ قصص سندباد أو علاء الدين التي تختلط بمسحوق الخيال؟؟ وكما يقولون (الخيال هو حيلة العاجز).
الثاني: ليس هناك بيئة تربوية أو اجتماعية من شأنها أن تحتوي الكتاب وتكمل حلقته بين القارىء والكاتب، فمعظم المنازل لا تجعل من قصص ما قبل النوم طقساً مهما أو تحرص على وجود مكتبه موسوعية يرجع لها الطفل فتصبح هي زاده وسلوته، فإذا انتقلنا من المنزل نجد العديد من المدارس التي ضربت صفحا عن المكتبة الجيدة الثرية والشيقة في الوقت نفسه وأصبحت معظم محتوياتها هو تحصيل حاصل فلا تمثل للطلب مصدراً للمعلومة أو المتعة أو الفائدة.
وهكذا في ظل هذه الأرضية الجرداء يبدو من الباعث على الأسى أن نناقش قضية الكتاب وانتشاره على حين أن القراءة لدى الكثير منا هي شيء هامشي ومؤقت تستعمل في بواكير الحياة لنيل الشهادة المدرسية ومن ثم تتحول الى قدرة نستطيع من خلالها قراءة الفواتير فقط.
وعندما أقارن بين أرقام التوزيع الضخمة للكتاب في الدول المتحضرة (والتي تتعرض الى نفس المد الاستهلاكي) وبين النسب الهزيلة للتوزيع لدينا، أعرف عندها بأن المشكلة مركبة ولا تنحصر في العرض البهلواني الذي من الممكن أن يقدمه الكاتب في كتاباته.
ردود:
العزيزة ريما السبيعي، شكرا لكلماتك وحماسك، عاودي بعث قصتك لي كي تجد طريقها للنشر لك تحياتي.
omaimakhamis@yahoo.com

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved