أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 28th November,2000العدد:10288الطبعةالاولـيالثلاثاء 2 ,رمضان 1421

فنون مسرحية

الجدار الرابع
فساد الذوق العام
فهد الحوشاني *
هناك اتفاق على ان العمل الابداعي هو ذلك العمل الذي يسعى جاهدا من يقوم به الى خدمة الناس محترما ذوقهم العام والعمل على تهذيب سلوكياتهم من خلال الرسائل التي يحملها ذلك العمل الإبداعي بين طياته.
وبجانب المبدعين وحرصهم على المفهوم السابق للابداع كان هناك ما يسمى بالذوق العام وهو حارس الامان، فعندما كان معافى سليما عمل على التصدي لكل المحاولات التي يقوم بها المتاجرون بالفن والمتاجرون بالاداب والاخلاق لكن الذوق العام في ظل انهيار اساسه الذي كان يتكئ عليه وهم (النقاد) بمالهم من سلطة يذودون عن حياضه امام هجمات المفسدين اعداء كل ما هو جميل من القيم والاخلاق والسمو والرفعة والانسانية وكل ما يساهم في بناء الحياة بشكل كان يحرص عليه الذوق العام عندما كان له الامر والنهي متسترين تحت الحرية الشخصية والعولمة وغير ذلك,لقد ساعد الانفتاح العالمي الجديد على خروج الاقزام واعداء الجمال الفني والادبي ومروجي كل ما هو ساقط ساعدهم على ذلك انهيار اجزاء كبيرة من جدار الذوق العام فلم يبق منه ما يشجع على انتاج اعمال ابداعية يتوقع المنتجون لها رواجا واقبال الناس عليها في حين يرون بأم اعينهم ان الرواج في هذا الوقت لكل ما ينافي الذوق السليم والا فما معنى تهافت المستمعين على تلك الاغاني التافهة ذات الشعر الهزيل والمعنى الضار بالصحة الفكرية والثقافية وما معنى تهافت القراء على مجلات الفراغ الفكري في حين تظل المجلات القيمة رجيعا يعود الى اصحابه وما معنى تهافت المشاهدين على قنوات التردي الاخلاقي، ومامعنى ايضا تصوير الاغاني على الفيديو كليب يتزعمهم مطربو الملاهي الليلية ليقوموا بالهبوط بدرجة الحشمة الى التعري وكسر لكل ما هو مألوف من الاخلاقيات واساسيات الذوق وما معنى ايضا رواج الافلام الخليعة والكتب والروايات التي يتكلم بها أصحابها عن فضائحهم الشخصية وكل انواع شذوذهم ويكون ذلك هو سبب رواج ما انتجوا ولقد سيطرت افلام الحب والجنس والمخدرات على الانتاج السينمائي العربي والمحزن انها ليست كلها تحارب هذا الثالوث الخطير! لقد كان كتاب ومخرجو السينما العربية اوصياء غير امناء فرضوا وصوروا واقعا غير واقع المواطن العربي,.
ويتحمل القارئ والمشاهد والمستمع جزءا من هبوط الذوق العام فلو لم يجد مروجو كل ما سبق رواجا لبضائعهم لتوقفوا عن الانتاج ولكن هذا التجاوب من الجمهور هو ما يشجع على المحاولة المستمرة على افساد الذوق العام,ولقد كسدت بضائع الصادقين الجادين من المبدعين في كافة المجالات حيث ترك بعضهم الساحة لانه لايحسن فن التخفيضات على مبادئه وقيمه,, فتركوا الساحة وتقوقعوا في بيوتهم هربا من هذا الازعاج الذي فرضته المتاجرة وتمكن بعضهم من سد أذنيه ليتيسر له ان يحفظ شيئا من صحة ذوقه العام, ان المشكلة الحقيقية ان الكثير منا لم يتخذ قرارا بعد يرفض ما يسوء وما هو هابط,, في زمن اصبح فيه الهبوط اسرع وسيلة للوصول الى القمة لقد سيطر اعداء الذوق العام على طائرة الابداع وغيروا مسارها في ظل صمت من النقاد والمبدعين ومباركة منا نحن المستهلكين.
alhoshanei@hotmail.com


أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved