| رمضانيات
* القاهرة مكتب الجزيرة عثمان أنور:
لرمضان في نفوسنا ذكريات ومواقف لا تنسى تظل عالقة في الذهن بحكم ارتباطها بهذا الشهر المقبل والدكتور أحمد كمال أبو المجد المفكر الإسلامي ووزير الإعلام الأسبق في مصر يحدثنا عن هذه المواقف والذكريات من خلال الأسطر التالية:
يرتبط شهر رمضان لدي بذكريات عزيزة على القلب ففي رمضان نلت الدكتوراه وفي رمضان تعرفت على زوجتي وفي رمضان أيضا رزقني الله بولدي محمد، لذا فشهر رمضان من أكثر الشهور التي حملت لي خيراً كثيرا، وهذا فضل من عند الله.
فأتذكر أن أول حديث عن زواجي كان في إحدى الأمسيات الرمضانية صيفا في أواخر الخمسينات وكان الحديث يدور حول ترشيح إحدى قريباتي كي أتزوج بها فقلت على بركة الله ومن يومها وكانت نعم الزوجة ورفيقة العمر، وفي أحد أيام شهر رمضان بعد ذلك بعدة سنوات تقرر مناقشة رسالة الدكتوراه التي عكفت على كتابتها لمدة تزيد على 3 سنوات فاستبشرت خيرا بهذا الشهر المبارك الذي ظل يحمل لي خيراته فرزقني الله فيه بالولد.
وإذا ما عدنا إلى أيام الطفولة وذكرياتي معها في شهر رمضان فلا يتسع المجال لحصرها سواء الفرحة بالفانوس المرتبط عادة بالأطفال في شهر رمضان المبارك والسهر مع الأصدقاء حتى موعد السحور.
وأتذكر أول يوم صممت على الصيام فيه وكنت في السابعة من العمر عندما قلت لوالدي رحمه الله إنني أريد الصيام فقال لي توكل على الله، وحينما أشفقت عليَّ والدتي وقالت لي مازلت صغيرا، وخوفا علي لم توقظني في السحور فصحوت في صباح اليوم الأول من رمضان أبكي لأنها لم توقظني حتى أتناول السحور لكي أبدأ الصيام ورغم ذلك صممت على الصيام إلا إنني شعرت بوطأة الجوع في منتصف النهار فقالت لي أمي الآية الكريمة: لا يكلف الله نفسا إلا وسعها ومازلت أحفظها عن ظهر قلب منذ ذلك العام، ووعدتني بأنها ستساعدني في اليوم التالي على الصيام, وتستمر الأحداث والذكريات المرتبطة بالشهر الكريم مما غرس بداخلي منذ الصغر قدسية هذا الشهر وأفضليته، ويكفي أنه الشهر الذي أنزل فيه القرآن رحمة للعالمين، وهو الشهر الذي يجازي به الله وتستغفر فيه الملائكة للمؤمنين ويأمر الله الجنة أن تتزين وتتجمل لعباده الصالحين.
|
|
|
|
|