| الاقتصادية
أصبحت مواسم الشراء والتخفيضات من الكثرة بمكان حتى انه لا يكاد ينتهي موسم الا ويبدأ غيره وتحولت السنة بأكملها الى مواسم شراء وتخفيضات وقد يتداخل بعضها مشكلة بذلك مهرجانا احتفاليا يموله المشترون وتكونت لدى كثير من الأسر في السنوات الأخيرة دائرة شراء لا تعرف من اين بدأت ولا الى أين تنتهي، وأصبحت تدور داخل حلقة مفرغة من المشتريات لا تستطيع الخروج منها، فمواسم الشراء تبدأ على سبيل المثال لدى العديد من الأسر بموسم العودة الى المدارس الذي ما ان ينتهي الا ويبدأ موسم فصل الشتاء ثم يتلوه موسم شهر رمضان وموسم العيد ثم موسم العودة الى المدارس مرة أخرى ثم موسم عيد الأضحى ثم موسم فصل الصيف بما يشتمل عليه من مناسبات وسفريات وغير ذلك الى ان نصل مرة أخرى الى موسم العودة الى المدارس وهكذا, هذا عدا المواسم الخاصة والتي عادة ما ترتبط بمناسبات معينة.
ونتيجة لذلك أصبحت السنة كلها مواسم شرائية وكلها تخفيضات والضحية في النهاية هم المشترون الذين ليس لديهم تخطيط مالي سليم يساعدهم على اتخاذ القرارات باستقلالية وموضوعية بعيدا عن ضغط المواسم الشرائية وما يصاحبها من برامج دعائية مغرية وتخفيضات لا تكون حقيقية في معظم الأحيان ولذا فانه من الخطأ ان يجعل الشخص نفسه أسيرا لهذه المواسم ويجعل قراراته بيد غيره لا بيده والخروج من هذه الاشكالية يتطلب ان تضع الأسرة لنفسها خطة مالية تراعي احتياجاتها ومتطلباتها المرحلية والاستراتيجية وبناءً على هذه الخطة يتم اتخاذ القرارات الشرائية والاستثمارية المتعلقة بالاسرة وربما احتاجت الأسرة احيانا في بعض القرارات الهامة الى آراء ذوي الخبرة لتتضح الصورة كاملة ويتم التعرف على كافة البدائل والخيارات المتاحة قبل اتخاذ القرار.
في هذه الحالة فقط يصبح المشتري مستفيدا من مواسم الشراء والتخفيضات لا ضحية لها لأنه سيكيف مشترياته وفق احتياجه وقراراته التي اتخذها بشكل مستقل وسيستفيد من هذه المواسم في الحصول على ما يحتاجه فعلا لا ما يرغب الآخرون في بيعه وتسويقه.
اما في حالة عدم وجود التخطيط المالي فسيجد نفسه قد كيف قراراته وفقا لمواسم الشراء او التخفيضات وربما اشترى سلعا لا لكونه بحاجة إليها وانما لأنها رخيصة او ان سعرها مناسب.
وهذه تعابير شائعة في الاستخدام اليومي تدل على عدم وجود الرؤية الواضحة لدى بعض الاسر للكيفية السليمة التي يفترض ان يتخذ بناءً عليها قرار الشراء من عدمه.
وقد أدت بعض التصورات الخاطئة الى تعامل الأسر مع التخفيضات بالذات وكأنها فرصة العمر التي لن تتكرر مرة أخرى وهي في واقع الأمر تتكرر باستمرار طالما ان هناك من يصدقها ويقتنع بها ويتصرف في حياته بناءً على ذلك فهو أو هي يشتري او تشتري لأن هناك تخفيضات وهي ستتكرر لأن المنتج والبائع بحاجة لهذا الأسلوب لتسويق ما لديهم من سلع.
ورد خطأ مطبعي في الفقرة الاخيرة من مقال الاسبوع الماضي وصحة العبارة كالتالي (ويدل على مدى أهمية عامل الثقة في إكساب الاقتصاد الامريكي والدولار على وجه الخصوص السيطرة الموجودة لهما الآن ان 60% من الدولارات الامريكية موجودة خارج حدود الولايات المتحدة الامريكية، وان الاصول المملوكة للاجانب الموجودة في الولايات المتحدة الامريكية بلغت قيمتها أكثر من أربعة تريليونات في عام 1995.
*قسم الاقتصاد والعلوم الادارية جامعة الإمام محمد بن سعود
|
|
|
|
|