** كل الكتب التي تملأ الرفوف,.
وكل هذه التجميعات التي توهمك بأنك وحين تنهي قراءتها سوف تتخلق من جديد,.
وتبدع من جديد,.
وتكسب حب الناس من جديد,.
وأنك ستقبل كل الأمور وستصنع من عملك مناخاً مثالياً لا تسمع فيه إلا همس العصافير وتغريد البلابل ودأب النحل والنمل وسكينة كل المخلوقات التي خلقت بلا لسان,.
** كأنما تريدك هذه الكتب أن تتحول إلى إنسان بلاستيكي تُملى عليه مشاعره فيبتسم كمقدمة لغضبه من خطأ فلان,.
ويذم نفسه كي يمهد لذم فلان,, ويجير كل نجاح حققه إلى الآخرين ليكسب ودهم ومحبتهم وتاهت العفوية,.
وتاه الصدق,.
وضاع الإنسان الحقيقي الذي تشبه نفسه ومشاعره تضاريس الكون,.
فحين يرضى فهو كما السهل الممهد,, سهلاً ليناً,, صافياً رقراقاً مثل قطرات الماء,, وحين يغضب فهو مثل الجبال وعورة وثقلاً,, تحتاج لكي تعيده إلى ما كان عليه من حالة الرضا إلى بذل وجهد تماماً مثلما تتصعّد جبلاً,, يحتاج الإنسان إلى الصدق,.
لكن كم هم أولئك الذين يقدِّرون صدقك,.
ويضعونه في الخانة المناسبة,.
كم هم الذين حين تكون ليناً صافياً شفافاً,.
لا يخدشون صدقك بخيبات متوالية,, تكاد تدمي هذا الفؤاد الذي عاهدته على الصدق,.
** كم هم الذين منحوك من الخيبات ما جعلك تكاد تظل وعراً صلفاً أشد من الجبال العاليات صعوبة,.
حتى كادوا يفقدونك الرغبة في أن تعود من جديد لما كنت عليه,.
** وستظل وإن تزاحمت كتب التعامل وكسب الناس تملأ أرفف المكتبات تقذف بها المطابع وتغذ ركضاً إليها الجيوب,, ستظل وفياً لصدقك وعفويتك,.
ومهارتك هي صدقك,.
وليتعلم الآخرون كيف يتعاملون معك وفق مهارتك التي تتقنها أما أنت فلا تلزمك كل هذه الكتب وكل هذه العبارات التي تعبئ الرفوف,.
لأنك لم ولن تكون مخلوقاً بلاستيكياً,.
تغشى ملامحه البلاستيكية الجامدة دمغة مصانع البلاستيك التي تتزاحم على أطراف المدينة!!
عنوان الكاتبة ص,ب 26659 الرياض 11496
|