| مقـالات
قرأت الإعلان المنشور في هذه الصحيفة يوم الاثنين 24/8/1421ه من وزارة التعليم العالي ومضمونه عدم الاعتراف بأي شهادة يتم الحصول عليها من الكليات أو الجامعات في الخارج دون الموافقة المسبقة من وزارة التعليم العالي على الالتحاق بتلك الجامعات.
أمر جيّد أن تقوّم الوزارة الجامعات من الناحية العلمية لئلا ينخدع طلابنا بجامعات تحرص على الدخل دون الارتقاء بمستواها الأكاديمي، وهذه رعاية علمية من الوزارة، ولكن لتسمح لنا الوزارة بأن نطرح الموضوع بشيء من الصراحة، فهي قد شدّدت القيود على الدراسة في الخارج من ناحية ربطه بإذنها حتى لو كان الدارس على حسابه، وهي في الوقت نفسه لم تقوم كثيراً من الجامعات الأهلية التي تكاثرت في الدول المجاورة، واصبحت افضل سبيل لمن لم يجد مقعداً في جامعاتنا أو وَجَده في تخصص لا يرغبه، فالذي أسمعه ولم أتأكد منه ان من يراجع الوزارة لايجد تقويماً لهذه الجامعات الأهلية وبالتالي لن تأذن له الوزارة بالدراسة في جامعة لم تعادل شهادتها بعد تقويم مناهجها.
هذه الجامعات التي انتشرت في البلاد العربية المجاورة لنا يدرس فيها طلاب من كل الجنسيات العربية، ويجد فيها الطالب شيئين, أولهما التخصص العلمي الذي يرغب دراسته وثانيهما معقولية الرسوم الدراسية، وهذا ما لايجده، في بعض الكليات الأهلية التي فتحت في بلادنا، فتخصصاتها محدودة، وشروط القبول فيها لاتختلف عن شروط الجامعات الحكومية من حيث نسبة النجاح، ورسومها مرتفعة فهي في حدود 30 الفا للرسوم الدراسية عدا مصاريف السكن والإعاشة ومتطلبات الدراسة من كتب وغيرها، في حين ان بعض هذه الجامعات في الخارج رسومها معقولة وبلادها أرخص من حيث السكن وما يلحق به.
ومع ان الكليات الأهلية في بلادنا غير ربحية حتى الآن إلا ان رسومها لا تختلف عن الربحية، وحتى الآن لم تفتح جامعات اهلية تحتوي على التخصص الذي يرغبه الطالب بغض النظر عن نسبته العامة وفي الوقت نفسه تأخذ رسوماً معقولة وتكون مصاريف الحياة معقولة لمن لا يسكن في المدينة نفسها، والتطلع ان تنشأ جامعات مماثلة للجامعات في البلاد العربية المجاورة، تقدّم مستوى علمياً مساوياً للتعليم الحكومي بل لا اختلاف بينها وبين الجامعات الحكومية في هذه الناحية ويجد الطالب رغبته الدراسية دون نظر لنسبته.
ومع تحذيرات الوزارة إلا ان آلافا من الطلاب والطالبات يدرسون في تلك الجامعات، وبدراساتهم تهاجر معهم ملايين الريالات التي كان ينبغي ان تنفق في بلادنا، والأهم من ذلك ان يدرس هؤلاء في بلادهم بعيداً عن المؤثرات التي قد تحدث لمن يدرس خارج بلاده من جميع النواحي، وإذا كانت المعادلة لايحتاج اليها الطالب إلا للوظيفة، فالوظيفة لم تعد تهم كثيراً من الطلاب في ضوء قلتها، فهو يريد تأهيلاً علمياً يفتح له آفاق الحياة.
الدراسة العليا صار فيها تضييق كثير فلا الجامعات تستوعب، ولا السماح بالدراسة في الخارج ميسر، بل إن الدراسات العليا في داخل المملكة اصبح يكتنفها كثير من القيود وبخاصة للموظف الذي يشترط موافقة مرجعه على التفرغ، مع ان الدراسة يمكن ان تكون في المساء بالنسبة للساعات المقررة اما الإشراف على الرسالة فبالإمكان الاتصال بالاستاذ المشرف الآن بأيسر السبل.
إنني اتطلع ان تتجاوز الوزارة الموقرة التحذير إلى ايجاد البدائل وبخاصة فتح جامعات اهلية برسوم معقولة، وبفتح باب التخصص لمن يريده دون تشددات الجامعات الحكومية التي الجأها إليها كثرة الطلاب، وان تضع الوزارة لإدارة هذه الجامعات نظاماً صارماً كنظام الجامعات الحكومية، والله الموفق.
للتواصل ص,ب 45209 الرياض 11512 الفاكس 4012691
|
|
|
|
|