شهر الخير,, أقبل,, وبدأ الناس,, يراجعون صحفهم السابقة,, وهؤلاء هم المحظوظون,, الذين يفكرون في الآخرة أكثر من تفكيرهم في الدنيا,, لان هناك من فتح له باب الرزق الواسع, ولكنه لا يفكر إلا في دنياه، مع أن الرزق من الله,, إذا توفر وتوسع فإنه يوجب الشكر,, والشكر هو حلقة رابطة بين الله وبين العبد,, وقد مضى الآن من رمضان السابق احد عشر شهراً، ماذا كنا نعمل فيها، ما الفروق بين شهر وشهر، وبين يوم ويوم، في الأعمال والتفكير والنوايا,, يجب أن يستعرض الواحد منا انجازاته، لان كل نفس بما كسبت رهينة,, ولان,, الانسان على نفسه بصيرة,, ولو ألقى معاذيره، والعاقل من الناس يعرف أن عمره محدود، وانه مهما بلغ من الجاه، ووفرة المال فإن النهاية صراط وميزان,, وكان سلمان الفارسي رحمه الله يقول,, موعدكم الميزان، ولأن هذا الميزان ليس كموازين الدنيا,, تختلف كفتاه بسبب من الانسان، لكنه ميزان عدل وتميز، فمن ثقلت موازينه فأولئك هم المفلحون، ومن خفت موازينه فأولئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون,, وفي المواسم الخيرة يحرص المسلم على الاغتسال والتطهر في مياهها النقية، ويستعرض أعماله وتصرفاته ورمضان موسم خير وبركة جعله الله لأمة محمد محطة تطهر وكسب لمزيد من الخير والعتق، فأوله رحمة وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من النار، وأينا لم يخطئ ولم يقصر، فكلنا خطاؤون، وخير الخطائين التوابون، ومن فضائل رمضان انه يذيب الفوارق بين الكبير والصغير وجاهة، وبين الغني والفقير، فالكل يفطر في وقت واحد، ويلزم عن الأكل في وقت واحد، والكل يتجه إلى الله طمعاً فيما عنده، ولكن الناس يتفاوتون في رمضان بما يقدمون، وبما يتحملون من العبادة، وأيضاً,, صفاء النفوس وطهارة القلوب لوازم تساعد على قبول العبادة ويا ليتنا نهتم بالعبادة في غير رمضان مثلما نهتم بها في رمضان, كذلك الزكاة والصدقة، والتعاطف والتراحم، والتقارب، والتودد إلى الناس، كل هذه يعتريها شيء من الفتور في غير رمضان,, اننا كمسلمين يجب أن نهنئ أنفسنا بان منحنا مثل هذا الشهر الكريم للاغتسال فيه من الأدران الذنوبية والتقصير في الطاعات والعبادات، ومما تميزت به هذه البلاد المسلمة: ولله الحمد انه اضافة إلى امتلاء المساجد بالمصلين، وحضور حلقات الذكر، أخذ كثير من الناس فنصب الخيام حول المساجد لإفطار الصوام من العمال والفقراء وأبناء السبيل وهذه خطوات حميدة، تجلب معها الخير لأهلها وللبلد وتدفع السوء,.
فاللهم اعنا في رمضان على قيامه وصيامه، واجعلنا فيه من المقبولين.
|