| عزيزتـي الجزيرة
تقع المشاكل والخلافات في الرأي وسوء الفهم بين أفراد المجتمع أسرة أو جيرانا أو أقرباء وتتأجج هذه الخلافات وتتفاقم بسبب تبرع فرد أو مجموعة في التوسط لحل مشكلة ما، حيث يظهرون التعاطف مع أحد الأشخاص المختلفين فيخطئون الآخر ويطلبون منه التراجع عن رأيه والاعتذار للأول، وهذا عين الخطأ، فبغض النظر عن المخطئ أو المصيب، فان الاصلاح بين الناس يتطلب تقريب وجهات النظر بين المتخاصمين حتى لو أدى الى تنازل صاحب الحق عن بعض حقه، ولنضرب مثالاً عن الخلافات الأسرية العادية التي تقع بين الوالدين،الأب والأم فيتعاطف الأولاد والبنات مع أمهم بحكم ضعفها وعاطفتها وبكائها وشكواها من زوجها والد أبنائها، فيرحمها الأبناء والبنات وبدل احتواء المشكلة وحث والدتهم على الصبر وتحمل ما تلقاه نراهم ومن دون قصد يخطئون والدهم ويغتابونه ويذكرون مساويه مع أن الأب يكون على صواب فتستفحل المشكلة ويكبر الخلاف بسبب توهم الزوجة الأم أن زوجها ظلمها نتيجة المساندة الخاطئة من الأبناء، وتزداد المشاكل حينما يتبرع أحد الأبناء أو البنات بحل موضوع المشكلة والتحدث الى والده بطريقة استفزازية وبأسلوب توجيه اللوم والخطأ له، فيثور الأب ويغضب ويحصل ما لا يحمد عقباه من القطيعة وقد يصل الأمر الى الطلاق.
ان الرأي الصواب في هذه الخلافات التي تقع بين أفراد المجتمع العائلة الأقرباء والأصدقاء والجيران هو معالجتها بطريقة احتواء وامتصاص الخلاف والمشكلة بين المتنازعين وعدم تخطئة أحد الطرفين حتى وان بدا لك خطأ أحدهما بل عليك حثهما على الصبر والتحمل والمبادرة الى الاصلاح بسبب ما يكنه له خصيمه من ثناء ومدح حتى وان كان كذباً، فالكذب في هذه الحالات جائز,ان كثيراً من المشاكل تحدث ببدايات تافهة وبسيطة ولكنها تكبر بسبب التدخلات الخارجية من مغرضين أو حاقدين أو أشخاص لا يثمنون لأفعالهم وتصرفاتهم الرعناء ونصائحهم المنحرفة عن جادة الصواب، وللاسف الشديد فان أغلبهم من النساء وأكثر ضحاياهم أيضاً من النساء اذ ان المرأة تفكر بعاطفتها وليس بعقلها، فكم تسبب هؤلاء بقطيعة الأرحام وحل روابط الأخوة والجيرة والصداقة، وكم طالت وعمت تدخلاتهم أطراف ليسوا من المشكلة في شيء,لقد حرم الاسلام الغيبة والنميمة وحذر من الظن السيء وتحميل الناس ما لا يحتملون ورغب في الاصلاح والتسامح والعفو ليسود المجتمع الاسلامي المحبة والوئام.
أخيراً كن مصلحاً ولا تكن حكماً، فالحكم بين شخصين أو جماعتين ليس اليك ولكن للقاضي الشرعي، أما الاصلاح فيستطيع القيام به أي شخص ما دام قادراً عليه.
روابي ابراهيم- المبرز
|
|
|
|
|