| عزيزتـي الجزيرة
أهي العروس أَم هي الموءودة لدى بعضنا؟
أهي النهر الفرات أم هي البحر الأُجاج؟
أهي الجراح الملتئمة أم ان ذاك حسب الظروف والأحوال؟
بل أقول هي الثمار اليانعة والنبوت اليافعة.
نعم هي العروس في مهدها ولن تكون الأرملة في وءدها فهي الحصن الحصين والدرع المتين إذا كانت وفق ما أراده الله وهي أساس استمرارية الأمم بل وهي أساس زعزعته وشتاته وتفسخه وهلاكه.
فهي الهالكة الماحقة لنفس الأمة حسب معطيات التعامل معها وكل ذلك بإرادة الله ومشيئته.
فهي الدائمة ببقائها معنا في دورنا وحوارينا وطرقنا وحدائقنا فهي معنا كالهواء وتسري في دمائنا كالماء ونتاج الغذاء وهي الأسرع من الريح وأقسى شدة منها ولكنها بجانب آخر أرق وأنعم من الحرير بل وأرق من نسمة الهواء النجدية الربيعية.
تتعامل معك حسب تعاملك معها بدون مزايدة ولا مساومة إما سلبا أو إيجاباً فهي نتاج مدخلات ومعطيات وتعاملات وممارسات وسلوكيات حياتية يومية بل وآنية.
هل عرفتموها؟
إنها التربية نعم إنها التربية فلا تسعد وترقى الأمم إلا بها.
ولا تسقط وتهوي إلا إذا تخلوا عنها أو ناقضوها ومبادئها وهي كل ما يرتبط بالفطرة التي جبل الإنسان عليها وهذا يعني أنها نابعة بإيجابياتها ومحاسنها من دين الفطرة ألا وهو الإسلام الدين الرباني الخالد.
فكل مبادئ الأخلاق والتربية الحسنة والفاضلة سواء في المشرق أو في المغرب فهي نابعة من الإسلام منهجاً وسلوكاً وعقيدة وما خالف ذلك فليس من الإسلام في شيء.
فيا أيها التربويون الأحبة المخلصون بتوجهاتكم ويا أيها الإعلاميون الرائعون بتربيتكم أقول لكم الله الله بالتربية وكل ما يرتبط بها فكل الأمم من المحيطين بنا يمنة ويسرة وشرقا وغرباً شمالا وجنوباً أقول جميعهم يتكالبون علينا وكأننا غذاء يريدون أكله مصداقا لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم حول هذا الموضوع.
فالتربية تكون منذ خروج المولود من رحم أمه مروراً بجميع مراحل وزوايا حياته اليومية بمأكله ومشربه وملبسه وتعاملاته في شتى جوانب الحياة اليومية كما ذكرت.
وإذا كان المربي الأب أو المدرس أو الأم أو المدرسة قدوة صالحة فإن نتاج الغرس يكون طيباً والعكس يحدث إن لم تتوفر القدوة الصالحة ولا التربية السوية حيث إن الحصاد يكون أشبه ما يكون إعصاراً ماحقاً والعياذ بالله إما بالتدريج أو بالسرعة المباشرة الفورية ويكون إعصار فساد وسوء ديناً وخلقاً فتعامل الجيل الناتج يكون تعاملاً شاذاً غالباً أو تعاملاً غريباً عن عادات وتقاليد بل عن دين مجتمعه وأناسه وذلك حسب درجة سوء تلك التربية.
إذن هي منظومة متكاملة وكل لا يتجزأ.
فيا أيها الأحباب التربويون وكذا أيها الإعلاميون ويا أيها الآباء ويا أيتها الأمهات الله الله بالتربية بأشكالها المباشرة وكذا بأشكالها غير المباشرة والمؤمن كيس فطن كما قال صلى الله عليه وسلم.
حسين الراشد العبد اللطيف
|
|
|
|
|