أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Sunday 26th November,2000العدد:10286الطبعةالاولـيالأحد 30 ,شعبان 1421

عزيزتـي الجزيرة

أعجب ممن لا ترى عيونهم سوى المثالب!
التوجيه والإرشاد الطلابي,, أين الخلل؟!
عطفاً على ماكتبه هنا الأخوان خالد الفايز وابراهيم الصيخان حول التوجيه والإرشاد الطلابي، أقول: إن من الإنصاف أن أذكر أن الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد قد أسست هذا المجال بوزارة المعارف منذ عشرين عاماً، وقامت وتقوم بشيء من التأطير المنهجي لهذا العلم بصفتها جهة منظمة، ولكنه ليس بالقدر الكافي المنشود والكفيل بالتطوير اللازم, إن التوجيه والإرشاد علم معترف به عالمياً، شئنا أم أبينا، وله أسسه ومناهجه وأهدافه التي تسعى إلى النمو الشامل للمسترشد, وهو علم لا ينفك عن التربية, ومن العجيب أن الكثيرين يلمسون فنياته وتطبيقاته التربوية وفي ذات الوقت ينكرون وجوده، ويتنكرون لمن أوجده وللقائمين على تنفيذه.
وبرغم سيره بقدم واحدة (وهي جهود المخلصين أيّاً كان موقعهم) إلا أنه يعد متقدماً جداً في المملكة عنه في الدول العربية وعن بعض دول العالم الثالث رغم سطوة المعوقات المالية والمعنوية ورتابة التخطيط، والحق أن الدراسات العلمية تؤكد أن الجانب التطبيقي لدور مرشدي الطلاب في المدارس مازال دون الحد المأمول وأن أغلب الاتجاهات نحو ذلك الدور مازالت سلبية, إلا أنه يتحتم علينا قبل أن نلوم المرشد الطلابي أن نتساءل ماذا قدمنا له؟!!
هل أهلناه التأهيل العلمي المطلوب ؟ هل وضحنا له دوره بجلاء، وهل وعينا من حوله بذلك الدور؟ هل دربناه التدريب الكافي؟ هل أزلنا ما يعترض طريقه في الميدان من معوقات؟ هل أنزلناه منزلته اللائقة تربوياً داخل المدرسة وخارجها؟؟ هل أرحناه من الحمل الروتيني الذي أثقل كاهله؟, إن مما لا يدع مجالاً للشك أن جهود المرشد ونجاحاته وعلاقاته وإنجازه الإيجابي تغير كثيرا من المفاهيم والاتجاهات نحو دوره داخل وخارج المدرسة، ولكن المسكين لن يصل إلى هذا المستوى من الإنجاز، وكل من حوله يضع العراقيل في طريقه، مما دفع بكثير من المرشدين إلى السلبية وعدم وضوح الهوية، وقد يبحث البعض عن ذاته في دور معاكس لطبيعة عمله الإرشادي داخل المدرسة.
إنني أتساءل الآن: أين الخلل؟,, أهو في الإدارة العامة للتوجيه والإرشاد بالوزارة؟ أم بإدارات التعليم كقصور في تنفيذ ومتابعة وتجديد وابتكار في برامج وفنيات هذه المهنة؟ أم في نقص التأهيل والتدريب؟ أم في قصور التوعية بتعميق مفهوم دور المرشدين لدى منسوبي المدارس من الإداريين والمعلمين؟ أم قصور الإعلام بشكل عام وغياب دور المختصين الكبار في هذا المجال؟ أم أن عمر التوجيه والإرشاد مازال دون سن الرشد؟
إن الأمر يقتضي تخطيطاً قوياً جاداً لحملة وطنية إرشادية تربوية إعلامية تأهيلية تدريبية تأخذ على عاتقها نفض الغبار المتراكم على اتجاهات أغلب الفئات نحو التوجيه والإرشاد الطلابي لتغييرها وإزاحة ما ران على قلوب المرشدين من جراء ذلك, وهذا التخطيط يقتضي وضع أهداف استراتيجية ثلاثية الأبعاد تأخذ في الحسبان عدة مرتكزات أساسية وهي من وجهة نظري كما يلي:
تعميق النية الصادقة المصحوبة بالاجتهاد نحو التغيير.
الدعم المالي العام الذي يليق بنفرة التغيير.
الدعم المعنوي والمادي للإدارة العامة للتوجيه والإرشاد من قبل المسؤولين الأكبر بالوزارة، لمزيد من التوكيدية!!.
تجديد دماء أداء مشرفي التوجيه والإرشاد سواء في الوزارة أو في إدارات التعليم بالتدريب المكثف والابتعاث الداخلي والخارجي.
فتح الباب علىمصراعيه بأسرع مايمكن للحصول على دبلوم التوجيه والإرشاد لكل مرشد، ولكل معلم يريد ذلك، والتدخل السريع جداً لتأهيل المشرفين غير الحاصلين على الدبلوم، مع التوسع وإعطاء الأولوية في الحصول على الماجستير، وكذا الدكتوراه في التوجيه والإرشاد،!!.
وضع استراتيجية علمية تربوية لقبول المتقدمين لولوج هذه المهنة تجعل التخصص مرتكزاً رئيساً لذلك، مع تأطير مقابلات القبول بأطر جادة تنطلق من مفاهيم وأسس ومناهج التوجيه والإرشاد، وذلك للحد من التهافت على المهنة من كل ما دب، وما أكل السبع بدوافع قوية من الاتجاهات السلبية نحو هذه المهنة العلمية.
إقصاء من لا تثبت فعاليته في الأداء من كل الفئات (دون أن تأخذنا العاطفة) وإحالته إلى جهة تعليمية أخرى مناسبة يستطيع أن ينتج فيها بفاعلية, لأن ضرر أدعياء الإرشاد أكبر من نفعهم، والنفس البشرية ليست جثة هامدة نشرحها كيف ما نشاء!!.
إيلاء التدريب المكثف الأولوية القصوى، وتوظيف الكفاءات المؤهلة للتدريب سواء من داخل البلاد أو من خارجها.
وضع الميزانيات المناسبة والكافية لبرامج وخدمات الإرشاد في أقسام الإرشاد بإدارات التعليم ومراكز التوجيه والإرشاد ومراكز التدريب، ووضع ميزانية خاصة لكل مرشد في مدرسة.
إيجاد لائحة جديدة خاصة صريحة جادة (لاتتوارى حياء خلف ثنايا القواعد التنظيمية التي صدرت مؤخراً، أو تهمس همس الخجول وراء نشرات أو كتيبات أو تعميمات على طريقة خذها أو اتركها) تنص هذه اللائحة على توضيح الدور العظيم للمرشد داخل المدرسة وحدود مهامه وعلاقاته، وحدود صلاحيات إدارة المدرسة في التعامل معه.
عقد دورات مكثفة لمديري ووكلاء المدارس والمعلمين لتوضيح دورهم فيما يناسبهم من خدمات التوجيه والإرشاد وبيان مسؤولياتهم تجاه تسهيل دور المرشدين.
الجدية في التقييم السنوي من أجل تقويم الاعوجاج وتصحيح المسار الأدائي على أن يتولى المشرف المختص تقييم الجوانب الفنية التخصصية، ويتولى مدير المدرسة الجوانب الإدارية كالمحافظة على الدوام وعلاقات المرشد بمنسوبي المدرسة وأولياء أمور الطلاب ونحو ذلك مع الاستئناس بالرأي التبادلي بين المشرف والمدير في جو من الاحترام والالتفاف حول الهدف النبيل المنشود.
وعوداً على بدء فإنني أعجب من كثير من منسوبي التربية والتعليم الذين لا ترى أعينهم إلا المثالب، ويغضون الطرف عن إيجابيات المرشدين بل ويغمضون أعينهم تماماً عن أخطاء المعلمين والمديرين والمشرفين بل وكثير من التربويين صغاراً وكباراً, لماذا هذه النظرة الأحادية وكل بني آدم خطاء؟.
وبرغم هذا فإنني ألمس قصدا إيجابياً في دهاليز هذه السوداوية، شيء يلوح، تؤمن بأهميته أغلب الفئات لكنه غير محدد المعالم بالنسبة لها، ألا وهو التوجيه والإرشاد، إنني أرى أن هذه النقطة هي بيت القصيد، بل هي التي ستأمن الدخول إلى التغيير الجاد من خلال أحد الثقوب في جدار الوعي النسبي المتوفر في الوقت الراهن, إن هناك طائفة مازالت على الحق الإرشادي منصورة برغم المعوقات المادية والمعنوية وهي راضية عن ذاتها، وهي نواة الخير التي ستغير الاتجاهات السالبة نحو هذه المهنة الشريفة، ولايضيرها ما يقال عنها لأنها تسير في الطريق الصحيح، وتنتهج النهج القويم، إنني أشبهها بالخليفة العباسي هارون الرشيد رحمه الله إذ كان يحج سنة ويغزو سنة، ورغم هذا لم يسلم من افتراء ألسنة حداد.
والله من وراء القصد.
علي محمد هشبول الشهري
مشرف توجيه وإرشاد بالمنطقة الشرقية

أعلـىالصفحةرجوع














[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved