لقاء : محمد إبراهيم العبيد
الجمعية الخيرية لرعاية المعوقين في عنيزة لبنة جديدة وإضافة خدمية اجتماعية جاءت لحاجة شريحة هامة وغالية على الجميع ومبادرة ريادية من أبناء مجتمع عنيزة لهذه الفئة وما إن أعلنت الفكرة حتى تهافت الجميع مبادرين ومشاركين مادياً ومعنوياً وخلال وقت قصير جداً وبتأسيس متين ومدروس شارك فيه نخبة كبيرة من الخبراء والمفكرين ومن واقع تجارب مختلف الجمعيات داخل وخارج المملكة هكذا أصبحت الجمعية الوليدة تسير جنباً إلى جنب كرابع جمعية خيرية بعنيزة وحدها مع اختلاف الهدف والمضمون, ولكي نلقي الضوء على هذه الجمعية التقينا بسعادة رئيس مجلس إدارتها محافظ عنيزة الأستاذ/ عبدالله اليحيى السليم وكان هذا الحوار التالي:
زمن قياسي
الخطوات التأسيسية
بعد الحصول على موافقة صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم في بداية محرم عام 1419ه اتخذت خطوات الإعداد لطلب تسجيل الجمعية وتحديد أهدافها,, وقد تحقق هذا في زمن قياسي حيث صدرت الموافقة على التسجيل المبدئي في 27/8/1419ه ثم التسجيل الرسمي في 29/8/1420ه برقم 160 في سجل الجمعيات الخيرية,
أهداف الجمعية:
1 - رعاية المعاقين من أبناء محافظة عنيزة ذكوراً وإناثاً وتقديم الخدمات الوقائية والعلاجية والإيوائية لهم,
2 - تقديم خدمات,, التأهيل الاجتماعي والتدريب المهني والتعليم لفئات المعاقين ليكونوا أكثر اندماجاً وإنتاجاً في مجتمعهم,
3 - تقديم الخدمات الفنية وقائية وتدريبية ووسائل لعائلات المعاقين - خاصة في مراحل التدخل المبكر - ولمجتمعهم لزيادة فرص تقبل المعاق والتكيف معه ومراعاة ظروفه وإمكاناته واحتياجاته,
4 - بث الوعي: بتعميق مفهوم خدمة المعاق في إطار مجتمعه المحلي، والتعريف بالأسباب المساعدة على الإعاقة وطرق الوقاية واستخدام الوسائل المناسبة (نشرات إصدارات ثقافية/ ندوات ومحاضرات، وغيرها من أدوات الثقافة العامة),
5 - العمل على تحديث المعلومات الإحصائية والفنية وبناء شبكة الاتصال الجيدة للتعاون والتكامل بين الجمعية وأجهزة الخدمات المختلفة لتيسير رعاية المعاق وأسرته وإزالة المعوقات (استثمار ما لديه من طاقات، وما لدى مجتمعه من فرص عمل),
6 - العمل على تدريب العاملين في فروع التربية الخاصة ذكوراً وإناثاً من العاملين في الجمعية، والراغبين من أفراد المجتمع لرفع كفاءتهم العلمية والمهنية بالدورات التدريبية والتطبيقية على رأس العمل، والبعثات العلمية داخل المملكة وخارجها، والاستعانة بالخبراء والمختصين لإثراء خبرات المجتمع ومعارفه في هذا المجال الحيوي,, وتوفير وسائل التقنية المساعدة لخطوات الفحص والرعاية والعلاج والتدريب والإنتاج,, والمشاركة العملية في توطين الخبرة، وإحلال العامل الفني المواطن في وطنه,
الشيخ علي الجفالي ومتابعة منذ البداية
المرحلة التمهيدية:
- خلال العامين الماضيين,, اتيحت لعدد من أعضاء الجمعية من مجلس الإدارة واللجان فرص زيارة كل من الأردن والكويت والبحرين والإمارات العربية المتحدة وبعض مدن المملكة وكذلك المشاركة في الورش الفنية أو المؤتمرات الدولية والدورات الخاصة التي أقيمت بهذه الدول إضافة إلى زيارة العديد من المؤسسات الاجتماعية والعلمية التي تهتم بموضوع الإعاقة,, لتكوين الخلفية الفنية والعلمية والإفادة من تجارب الآخرين,
- وبتوجيه مشكور من الشيخ علي الجفالي (الذي كان متابعاً لمشروع الجمعية منذ بداية التكوين) قام مدير الجمعية بمشاركة مندوب الجفالي في الأردن بمتابعة موضوع التصاميم الإنشائية المناسبة لأغراض الجمعية وخصوصياتها,, وتحديد المتطلبات المناسبة لأقسامها الفنية على ضوء أهدافها والحصول على المشورة الفنية من المختصين في التربية الخاصة والإعاقة في المؤسسات العلمية والاجتماعية في الأردن الشقيق,, وفي المملكة.
- لقيت فكرة إنشاء الجمعية وأهدافها وخطواتها,, تجاوباً ودعماً معنوياً ومادياً سخياً من أبناء عنيزة في داخلها وفي بقية مناطق المملكة,, ومن أبناء المجتمع السعودي الكريم,
- ونتيجة لهذه الزيارات التي قام بها مجلس الإدارة وأعضاء اللجان للعديد من الجمعيات والمراكز والكليات والمناسبات العلمية وورش العمل,, أعدت الجمعية خطة العمل ذات المراحل المتدرجة,, بدأنا في مرحلتها التنفيذية الأولى,
المرحلة التنفيذية
أسرة المرحوم علي التميمي تمنح الجمعية مقراً مكون من قصر كبير
حصلت الجمعية على منزل الشيخ علي العبد الله التميمي رحمه الله منحة من أسرته وتم إفراغه للجمعية ومساحة أرضه 8500م2 ومبانيه القائمة 1100م2 وأضيف إلى الأرض مساحة 2500م2 تبرع بها فضيلة الشيخ عبدالله العبد العزيز العقيل وهي مجاورة لمنزل التميمي وتم إفراغه ليكون المقر الأول لنشاط الجمعية,
تقرر افتتاح مركز التربية الخاصة - للرعاية النهارية بهذا المقر - وتخصيصه بكامله للنشاط النسائي بما فيه تخصيص الدور العلوي من المبنى لسكن العاملات,, ويجري الآن العمل لإنجاز ست وحدات إضافية في الفناء بمساحة إجمالية تتجاوز 1700م2 ينتظر إنجازها إن شاء الله في شهر ذي القعدة 1421ه,
وخلال الفترة التي تسبق إنجاز المبنى الرئيسي لمقر الجمعية وأنشطتها المتكاملة (بحدود ثلاث سنوات تقريباً) سيقتصر العمل على - أنشطة التوعية العامة - الدورات التدريبية لفئات مختلفة من قسمي الرجال والنساء - التنسيق والتعاون مع المؤسسات الطبية والاجتماعية والعلمية والتربوية إضافة إلى إجراء التقويم والتشخيص للحالات واستكمال ملفاتها وتقديم الخدمات التي تسمح بها ظروف المكان وتجهيزاته إضافة إلى أنشطة مركز التربية الخاصة (الرعاية النهارية) الذي يعتبر باكورة النشاط الميداني للجمعية وتتوفر فيه الخدمات المناسبة حسب متطلبات المرحلة الفنية والبشرية,
لقد اختارت الجمعية العمل حسب التوجهات العالمية الحديثة للعمل ضمن المجتمع بما فيه مؤسسات الخدمات الحكومية والأهلية ذات العلاقة,, وحصر خدمات الإيواء في الحالات الضرورية التي تتطلبها الخطط التأهيلية والعلاجية لكل حالة - وهذا الاختيار يجمع بين مزايا اجتماعية واقتصادية وتربوية بعدم فصل المعاق عن أسرته ومجتمعه إلا لظرف خاص ولمدة مؤقتة وترشيد النفقات وتشجيع المعاق وبيئته على التقبل والإندماج في الحياة الطبيعية,
ومن خصائص العمل مع المعاقين الحاجة إلى تخصصات متعددة,, وعدد كبير من العاملين بمتوسط دولي لا يزيد عن 2 - 3 حالات للأخصائي والمعلم والفني في مجال التأهيل المهني والتربوي والاجتماعي,
كما يتطلب الكثير من المهن المساندة,, إضافة إلى نوعية التجهيزات المطلوبة لكل نوع من الإعاقات والأعمار,, وما يتطلبه التأهيل المجتمعي لإشراك البيئة بكاملها (الأسرة - والمدرسة وبقية فعاليات المجتمع ومؤسساته) في التعامل مع الإعاقة والتعاون في رسم وتنفيذ الخطوات الوقائية والخطط العلاجية والتأهيلية الفردية والجماعية,
ولصغر حجم المنطقة المخدومة نسبياً - نتوقع بتوفيق الله أن يحصل المعاق على قدر كبير من الاهتمام,, كما نتطلع إلى أن يساهم ذلك في وضع مساهمات المجتمع المالية والتطوعية وخدماته في موضعها المنشود,
لقد عملنا ولله الحمد على إعداد سلسلة من المطبوعات للتوعية والتعريف على هيئة دليل للآباء والأمهات والمعلمين تتكون من سبعة عناوين أنجز منها خمسة والباقي تحت الطبع لسد النقص في المعلومات في هذا المجال,, وقد تعاون معنا مكتب مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية بدول مجلس التعاون وكذلك الصندوق الأردني الهاشمي للتنمية البشرية والجامعة الأمريكية بالقاهرة (قسم علم النفس وصحة البيئة) لإعادة طباعة بعض إصداراتهم تعميماً للفائدة وتوزع أربعة عناوين منها مجاناً,
ولقد عرضنا على كل من جامعة الملك سعود ووزارة المعارف (الأمانة العامة للتربية الخاصة) ورئاسة تعليم البنات( التربية الخاصة) ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية بعض برامج الدورات التي ستعطى للسعوديين والسعوديات من حملة الشهادة الجامعية لتأمين الجهاز البشري الفني الوطني للجمعية والجهات الحكومية ذات العلاقة (بدأت الدورات مع بداية شهر شعبان في القسم النسائي) على أمل مساعدة الجمعية في تقويمها والإسهام الفني في تنفيذها وتقويم الأداء وقد روعي في تشكيل الجهاز الفني الذي تم استقدامه إمكانية قيامه بهذا الدور في قسمي الرجال والنساء علاوة على المحاضرات والندوات وورش العمل التي تنوي الجمعية إقامتها ضمن برامج التوعية العامة والتأهيل المجتمعي المتكامل إن شاء الله,
|