منيرة,.
يا سيدتي وأنتِ تتحدثين عن مأزق الأخلاق,, نهضت في ذاكرتي حيةً تتحرك تمرقُ من أعنان المأزق منيرة الشامخة وهي تتحرك فوق أرض مساحتها تخطَّت سياج مواقع العمل، الى أبعاد الأرض كلها,,,، أخلاقٌ فريدة تتحرك,,، تنثر عطرَ الخلق الجميل الوديع الذي تُلقيه كأنما هو شذى العطر من حولها,,,، يستقرُّ ليس في جارحةٍ واحدةٍ، بل هو ينفذ إلى كلِّ نبضة حسن في كل الذين يمارسون التحرك معها هنا,.
منيرة يا سيدتي سيدةٌ فارهة بخلقها,,، سامقةٌ بصبرها,, جميلةٌ بروحها,,، معطاءةٌ بأريحيتها,, ثريةٌ بعطائها,,.
إن نطقت فبخير، وإن سعت فإلى بذل,,.
تُعَلِّمُ من حولها ليس أبجديات العمل,.
وإنما تعلمهن أبجديات الخلق,.
تقولين: تخلَّقوا بخلق القرآن,,.
ومنيرة تفعل,,.
تعالي أحدثك عن هذه الميزة بكلِّ سلوك مشرق منها,, يرسل أشعته الى كل منفذ أمامها,.
تعمل منذ سنوات طويلة,, لم تبحث عن ترقية، ولم تسع نحو منصب، ولم تنابز من أجل شهرة، تعطي في صمت، وتبتسم بصدق، وتحتضن في صبر,,,، تؤدي ما هو عليها، وما هو عنها وما هو منها، دون أن تنتظر ما حولها، وما هو اليها، وما هو من غيرها,.
لم تبحث عن زيادة مقابل، عندما تبذل وقتاً آخر فيما تعطي,,.
ولم يضق صدرها بنجاحٍ تناله من هي معها,.
ولم تتقلِّب لأجل تافهٍ,.
تثبتُ مواقفها، تتجاوزُ عن الصغائر فيما يمرُّ بالإنسان مع الإنسان، أو في تفاصيل اليوم الذي يمارس فيه الإنسان معطيات كلِّ شيء,.
هي الأخلاق تتحرك ماشيةً,,.
بصفاءٍ يندر له مثيل,,، فقلبها محارةٌ بيضاءُ تُشرع عن صدفتين واسعتين تحتويان كلَّ من حولها، وكلَّ ما حولها,.
هي الصدق حين يعزُّ الكلام، وهي الصبر حين يعز اللِّجام,,.
هي النقاء بأبعاده الوضيئة,,.
ما كنت لها سُحنة في يوم مليء بشيء من الضباب,,.
ولا أظلمت لها جبهة في لحظة تكتظ بحلكة المواقف,,.
ولا قُبِضَتُ لها اطلالة مع الضباب والحلكة، ينثرهما مروق الانسان في لحظات ضعفه,,.
قويةٌ في الحق,, وفيَّةٌ عند قوله,,.
ايمانها مَعقَلُ سلوكها وبوصلته,,,، ودفَّته، ومِقوده,,.
نظيفة في الإطلالة نظافتها في النوايا,,.
تُظهر ما تُبطن,,,، وتفعل ما تقول,,.
لديها قدرةٌ على الاحتمال كأنها السفينة التي تمرِّر عبورَها بين الأمواج في هدوء الثقة بسلامة اتجاهها,,.
قدوةٌ هي لكلِّ من يعمل معها,,,، أنموذجٌ لكلِّ من يطمع في مثلها,,.
يا سيدتي,,.
منيرة هذه أنموذجٌ فريدٌ للخلق الجميل، وللقدوة المثلى,,.
وأنتِ تتحدثين عن مآزق الأخلاق,,, عَرَفتُهَا واحِدَةً مِمَّن تَجَاوَزَ أَعنَاقَ الزُّجَاجَاتِ فِي مآزِقِهَا,,,، عَبَرَ الى دروبِ البياضِ، وأشرعَ رايةَ النقاءِ، ونقشَ فوقَ الأرضِ بصمةً الصِّدقِ، وانطَلَقَ بجوَادِ الحَقِّ، واتَّجَهَ نَحوَ أَبعَادٍ رَاقِيةٍ فِي الحِسِّ، والتَفكِيرِ، والفِعلِ,,.
وبمثل ما تكتبين عن مناشدة الخلوص من مأزق الأخلاق,,.
بمثل ما نرغب في أن تكتبي عمن تجاوز دوائر المآزق إلى فسحات الصفاء، خالصاً منها، باصماً على الأرض بؤرة الانطلاق عنها,,,، ومنيرة احدى النماذج في ادارة عمل تُشيع فيها حسنَ الخلق، وأنموذوجية,, ولعلك لا تغفلين النماذج الرائعة الرائعة في هذا المجتمع، التي تتحرك على الأرض فتتحرك معها أخلاقها، وتنشر بها عبيرها الذي يعيد للصدور الثقة، ويشيع الفرحَ.
*** هذا ما سعدت به أذناي من حديثٍ عن منيرة، الناهضة في ساحات البياض والنقاء، أنموذج للخلق، وهي تتخطى به مأزق التَّروي,,,، بوركَ في منيرة وفي كلِّ من هو مثلها.
ولعلي أوفيتُ لها بما قلتِ عنها يا إباء.
|
