| محليــات
** دعوني أتحدث عن شيء يغضب الصحف ورؤساء التحرير وبعض الصحفيين,.
** وعندما أقول كل الصحف,, فإنني أعني الجميع بدون استثناء,, صحف,, ومجلات وسائر المطبوعات مع الاسف,.
** انني هنا,, لا أعني مطبوعة دون أخرى,, ولا صحيفة دون أخرى,, لأن الكل يمارسه,, والكل يحفل به,, والكل يعتبره جزءاً مهماً من النجاح,.
** القضية,, هي بكل بساطة,, قضية المسابقات في الصحف والمجلات,, تلك الصحف التي حولت الصفحات الى مسابقات ودعايات وكوبونات,, والى دعاية في الصحيفة ودعايات اخرى,, وكأنها تقول,, الحقوا على الجوائز فقط,, وخذوا هذه الصحيفة واشتروها من اجل الجائزة فقط.
** يبحث عن القارىء لا عفوا,, عن مشتري الصحيفة بأي وسيلة,, المهم أن يرتفع رقم التوزيع,, وليس لأن الصحيفة أو المجلة صارت مطلوبة,, وليس لانها ناجحة,, وليس لأنها تحمل مضمونا تستحق معه الشراء والبحث عنها,, بل من اجل (الطمع في الفوز) بإحدى الجوائز الثمينة,.
** التوزيع قد يرتفع تبعا لذلك,, لأن هناك مئات,, بل آلاف القراء يبحث عن جائزة لعل الحظ يضرب معه مرة أو مرتين أو حتى عشر (فيضرب ضربته),, والمسألة مئات الآلاف من الريالات وليست هينة,.
** وشركات التوزيع ترصد بدقة وتقول,, ان تلك الصحيفة ارتفع توزيعها من اجل المسابقة,, وهذه انخفض توزيعها لانها ودعت المسابقة,, فالمسألة كلها مسألة مسابقة ورقم توزيع يسجل ارتفاعا وانخفاضا تبعا لهذا الرقم.
** إذا,, المسألة ليست مسألة جدارة,, ولا جودة,, ولا تفوق,, ولا حضور صحفي,, ولا تطور,, ولا نمو ولا تقدم,, بل هي المسابقة,, وبوسع كل صحيفة نائمة ميتة ان تضع مسابقتين أو ثلاث مسابقات (دسمة) و(خذ توزيع)!!,, المهم ان تكون كما قلت (دسمة),, لأن هناك آلاف الناس ولا أقول القراء,, يبحثون عن الفلوس,, وفيهم طمع شديد,, وهؤلاء,, هم قراء,, بل مشتري هذه الصحف,, وهو مشتر وقتي,.
** ولو كنت في مجلس ادارة احدى الصحف,, ووضعت امامي ميزانية تقول,, ان رقم التوزيع في تصاعد,, وان هناك نمواً في المبيعات,, لطلبت تفاصيل ارقام التوزيع وقارنته مع اعداد الصحيفة او المجلة ومتى وجدت بأن له علاقة بمسابقة (ما) فسأعتبره كأن لم يكن,, ولا قيمة له,, لانه لا يعكس اي جهد صحفي,, بل هو جزء من الغش الذي يمارس,, وجزء من الكذبة الكبرى,, ولا يستحق ان تقف عنده.
** إنه من المؤلم حقا,, ان تتسابق الصحف في جوائز المسابقات,, وتظهر أرقاما بمئات الالوف وبالملايين,.
** ولو ان هذه الملايين والألوف ضخت لاستقطاب كتاب وصحفيين ومهنيين وميكنة وتجهيز,, لكان افضل واجدى للقراء وللصحيفة نفسها,, بدلا من ان تذهب هذه الملايين لعمال أجانب لا يعرفون من الحرف العربي حتى (أ,ب) فكيف يمكن ان نسميهم قراء,, وكيف تتجرأ هذه الصحيفة أو تلك لتقول,, ان ارقام توزيعها قد تضاعفت,, لأن معنى هذا انها ناجحة صحفيا,, وانها قدمت شيئا للقارىء,, بينما الحقيقة المرة تقول,, ان المسألة مسألة بيع وشراء وتجارة,.
** كيف تحولت الصحف والمجلات الى محلات تجارية بحتة,, وكما تمارس المحلات الاخرى التخفيضات و(الاكازيون) والدعايات الكاذبة,, فإن الصحف تمارسه هي الاخرى,.
** قد ينبري لي أحد المستصحفين أو مدعي الثقافة والمعرفة ويقول,, ان المسألة مسألة عالمية و(كل صحف الدنيا) تعمله,, وكلها تضع مسابقات ووسائل جذب,, ولكننا نقول,, ان الخطأ خطأ,, فالصحف والمجلات,, وسائل ثقافة ووعي ومصدر معلومات,, يجد فيها المثقف والقارىء بغيته,, خبرا ورأيا,, ونقداً وتحليلاً ودراسة وأعمالا صحفية شاملة,, وليست مكاناً للمقامرات والمخاتلات والغش والضحك على القارىء بالجوائز,.
** نتمنى من صحفنا,, ان يكون التنافس على القارىء وعلى البيع من خلال تجديد العمل الصحفي,, واستقطاب الكفاءات والمهارات والكوادر والمبدعين,, وصرف هذه المبالغ عليهم,, وستجدون القارئ الحقيقي,, وستجدون رقم التوزيع الصادق,, وليس الرقم الوقتي المغشوش,.
** انني أعلم سلفاً,, أن أول الغاضبين لهذا الكلام,, هم رؤساء التحرير,, وللعلم,, فإنني أعنيهم هنا مباشرة,, ولا اعني غيرهم,, لأنهم,, هم أساس (البلا) إذ بوسعهم رفض هذه المسابقات والبحث عن مصادر نجاح حقيقية.
|
|
|