|
| ملحق جسر الملك فهد
إن البحرين، كونها جزيرة، كانت تتطلع منذ عقود طويلة أن يكون لها منفذ بري يصلها بالعالم الخارجي لتسهيل عملية انتقال الأفراد والبضائع منها وإليها ولكن كيف؟ وما هي الوسيلة؟ إن الحلم يتكفل بذلك، فما الحلم إلى مسودة مشروع، ولتحقيقه لابد من توافر الإرادة القوية والتخطيط الواعي وتوفر وسائل الدعم اللازمة, وعندما يقف رجال نذروا أنفسهم لتحقيق أحلام شعوبهم والسهر على راحتهم فإن كل شيء يتحقق لا محال,
وقد تحقق بالفعل قبل أربعة عشر عاماً هذا الحلم الكبير الذي جمع بين شعبين شقيقين، ربطت بينهما جسور المحبة منذ الأزل، من خلال جسر ردم الهوة الجغرافية التي فصلتهما، ألا وهو جسر الملك فهد الذي تحقق بفضل الجهود السامية لقائدي بلدينا المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة رحمه الله، وجلالة خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله, وها نحن نرى ثمار المجهود العظيم، والذي تزداد أهميته يوماً بعد يوم, فمن المعروف أن سهولة الوصول إلى أي بلد وتعدد منافذه هي المقومات الأساسية للاقتصاد الناجح، فبالإضافة إلى الدور الكبير الذي لعبه الجسر في نمو التبادل التجاري بين البحرين ودول المنطقة والدول المجاورة لها، أيضاً ساهم هذا الصرح العظيم في نمو النشاط السياحي البحريني الداخلي منه والخارجي، الأمر الذي أكد توطيد العلاقات الاجتماعية والروابط الأسرية, فاستطاع عدد كبير من مواطني ومقيمي دولة البحرين التنقل وبكل سهولة إلى دول الخليج والوصول أيضاً إلى الدول المجاورة لها, وبالمثل لقد استطاع عدد أكبر من مواطني ومقيمي دول مجلس التعاون زيارة البحرين,
فقد قفز عدد المسافرين إلى البحرين خلال أربعة عشر عاماً من أربعة وستين ألف (64000) في سنة 1985م إلى ثلاثة ملايين وثلاثمائة ألف (3300000) زائر في نهاية عام 1999م، حيث شكل مستخدمو الجسر 80% من إجمالي الزوار, وفق إحصائيات العام ذاته بلغ عدد الزوار من مواطني دول مجلس التعاون عبر جسر الملك فهد مليونين وثلاثمائة وأربعة عشرة ألف وأربعمائة واثنين وثلاثين زائر (2314432) يشكلون 88% من إجمالي عدد الزوار,
ولمواكبة هذا التصاعد في عدد الزوار من دول الخليج، حرصت حكومة البحرين على توفير المناخ المناسب للعائلات الخليجية والعالمية في تشييد المرافق السياحية المنوعة والتي تكفل راحة العائلة الخليجية، حيث شيدت الفنادق بأنواعها، والمجمعات التجارية، والأماكن الترفيهية والمنتجعات، كما أن هناك عدد من المشاريع السياحية الضخمة قيد التنفيذ والتي روعي فيها الذوق الخاص بالعائلة الخليجية, هذا وأن فعاليات مهرجان البحرين للعائلة الخليجية المزمع إقامته في الفترة من 21 فبراير حتى 9 مارس، ما هي إلا تأكيد لحرص الحكومة على تشجيع السياحة العائلية الخليجية, ومن هنا يتسنى لنا القول بأن الحلم بالعبور إلى الشاطئ الآخر قد تحقق فعلاً، محققاً معه منجزات ومكاسب للشعبين البحريني والسعودي وكذلك لمواطني دول الخليج الأخرى والمقيمين فيها,
|
|
|
|
|
