| الاقتصادية
رغم كل المحاولات الحديثة التي قامت بها البنوك في المملكة لتسهيل استفادة المتعاملين معها من خدماتها إلا أنه لايزال القطاع الأكبر يتعامل معها مباشرة، إما لأنه لم يستخدم بعد الآلية الحديثة في تعامله مع خدمات البنوك أو لأنه قليل الثقة بأداء هذه الآلية وصحة معلوماتها.
وحتى أولئك الذين يتعاملون مع الخدمة البنكية الآلية يجدون أنفسهم أحياناً مضطرين للذهاب مباشرة إلى البنك نظراً لكثرة الأعطال والأخطاء في الخدمة الآلية.
نتيجة هذا وذاك لاتزال البنوك في المملكة تزدحم بالطوابير البشرية في الصباح والمساء وبشكل يذكرنا أحياناً بطوابير الجوازات التي جعلها أسعد عبدالكريم جزءاً من التراث جزاه الله خيراً وكثّر من أمثاله .
وجاء قرار إجازة يوم الخميس ليجعل من الطوابير أزمة بنكية حقيقية.
وقد لاحظت أيضاً أن البنوك لاتستقبل في المساء أصحاب التسديد النقدي للفواتير وتطلب منهم علانية الخروج من أعمالهم الصباحية والوقوف في الطابور.
وهكذا زادت الطوابير صباح مساء وزاد معها خروج الموظفين إلى البنوك، فشكراً للبنوك وشكراً لإجازة يوم الخميس فالتخطيط والتنسيق في هذا الوطن على مايرام ولكن على طريقة عادل إمام في دول عدم الانحياز أي كل واحد مالوش دعوى بالثاني فليحترق الإنتاج العام وموظفوه في سبيل أن ترتاح البنوك يوماً آخر في الأسبوع ولتكثر الطوابير وتزيد حتى تصل إلى الشوارع وتسبب أزمة مرور كما كانت طوابير رخص العمل في مكاتب العمل يوم كان الأشقاء من اليمن يتوافدون على هذه المكاتب من صلاة الفجر.
ولكن الحمد لله فقد اختفت هذه الطوابير من الجوازات ومكاتب العمل والمستشفيات باختراع بسيط سهل يسمى طابور الأرقام بدلاً من طابور الأجسام وهو اختراع لم تسمع به البنوك بعد وإن كانت قد سمعت به فإنها لم تفكر به لأنه سيكلفها مقاعد يرتاح عليها المراجعون وهي ما هي ناقصة مقاعد رغم أنها تتخلص في كل يوم من موظف ومن مقعد!
إنها تُسرِّح عشرات الشباب السعودي إلى الشارع دون أن تجد من يقول لها ماذا تفعلين يا بنوكنا العزيزة؟
وأعود إلى الطوابير التي سببها الرئيسي قلة الموظفين ففي كل فرع اصبحت ترى الشبابيك مغلقة إلا واحداً أو اثنين، وحين تقول للموظف: سلامات أين بقية زملائك عسى ما أصابهم مكروه لاقدر الله؟
فإنه يلتفت يميناً وشمالاً ثم إلى الخلف قبل أن يهمس في أذنك وهو يرتعد من الخوف: لقد فنّشوهم,, مسّكوهم الباب قضّبوهم الشارع!!
وهكذا تزداد طوابير البنوك وطوابير العاطلين وليس أسوأ من كلمة طابور إلا كلمة عاطل.
|
|
|
|
|