| الثقافية
*الرياض نجيب محمد الخطيب
استضاف نادي القصة السعودي في الجمعية العربية السعودية للثقافة والفنون كلاً من الدكتور عبدالعزيز السبيل والدكتور أحمد قطريه، حيث بدأت الأمسية بكلمة تقديمية مختصرة لسكرتير نادي القصة الاستاذ خالد اليوسف بقوله: عن تواصل النص المحلي مع النصوص الأخرى: يسعدنا هذه الليلة ان يستضيف منتدانا كلاً من الدكتور أحمد قطريه والدكتور عبدالعزيز السبيل كي يحدثانا عن تجربتهما في هذا المجال .
ثم بدا الدكتور أحمد قطريه الحديث وقال إنه يود ان يبدأ الحديث بطرفة، ثم تحدث عن أمور تتعلق بالترجمة بشكل عام، وتحدث عن صفات المترجم وما يجب ان تتوفر فيه من صفات، وقال هنالك سؤال لماذا يترجم المترجم ومن هو المقصود بهذه الترجمة ثم أضاف قد يكون الجواب لدى البعض واضحا ولكن الحقيقة غير واضحة, لماذا يترجم المترجم؟ قد يكون لكسب لقمة العيش أو لسبب أكاديمي لتحسب له في الترقية وهذا يتم باستمرار، والترجمة الاكاديمية على أغلب الاحيان تكون جيدة والمترجم يكتب لمن يقرأ النص وفي نفس الوقت لأنه أحب النص فيشارك الكاتب في عملية الابداع فهو يبدع مرة أخرى ويكون نص في لغة أخرى, ثم تحدث الدكتور قطريه عن من يخدم المترجم في عملية الترجمة وقال الأكاديمي تهمه الدقة، أما من يترجم لخدمة صاحب النص فإنه يسعى لخدمة النص وقارئه، بعد ذلك تحدث عن الترجمة الشعرية وقال ان الشعر هو ما بقي خارج الترجمة، وعن تجربته مع الترجمة الفورية قال في احدى الليالي السوداء من حياتي وكنت قد عدت حديثا من الولايات المتحدة الأمريكية بعد 14 عاما من الغربة لم أتحدث خلالها اللغة العربية، حيث كانت لغتي العربية ضعيفة حيث عدت إلى دولة قطر، وقد طلب مني مدير الجامعة ترجمة لأحد الضيوف وكانت الترجمة تتحدث عن اشياء كثيرة متعددة في الأدب والعلوم والدين وغيرها واثناء المحاضرة اكتشف الدكتور ان المحاضرة التي ترجمها طوال الليلة السابقة ليست هي المحاضرة المطلوبة وكان الأمر بالنسبة له سيئا للغاية, وعن بدايات الترجمة له في السعودية قام بترجمة قصة قصيرة بعنوان (حلة العيد) لعبدالعزيز مشري رحمه الله حيث اثرت فيه القصة لأنها تجربة قد عاشها وعاشها الكثير منا، والقصة قصيرة تثير الذكريات للكثير وقد نشرت في جريدة (الرياض ديلي) نشرها الدكتور سعد البازعي, ثم تحدث الدكتور قطريه عن عمله في الاذاعة السعودية القسم الأوروبي في برنامج أسبوعي, وعن تجاربه الأخرى هنالك قصة تركت له أثر طيب في نفسه لمحمد علوان بعنوان (الحب والمطر) من مجموعته الحكاية، والقصة تتحدث عن الجن وسرد مقتطفات من القصة, وقد اجرى الدكتور دراسة على القصة وقارنها مع قصة أجنبية اسمها عربي بعد ذلك قصة لعبدالعزيز مشري من مجموعة اسفار السروي بعنوان الشيخ وكانت غير صالحة للاذاعة ولكنها صالحة للنشر، فيها النثر الموزون وكل جملة تقرأها لا يمكن ان تكتب بطريقة مختلفة لأنها عمل جيد، بل هي تحفة وهي من ألمع القصص على الاطلاق, كذلك ريح الكادي ترجم منها فصل واحد وقدم في البرنامج وكانت لغة مشري قوية وهو رسام صورة واضحة, ثم أضاف الدكتور قطريه أن ريح الكادي بعد أن قرأها دمعت عيناه، فعند مشري رحمه الله قدرة تصويرية وتقديم وتأخير الاحداث, ثم تطرق إلى قصة اخرى فيها بعض التحدي لإبراهيم الناصر من مجموعته عيون القطط كذلك لشريفة الشملان وأميمة الخميس، وهناك ملاحظة ان القاصات أكثر حظا من القاصين وعن بدرية البشر قال إن لديها جرأة, وهنالك كآبة واحباط وحزن وهي تشمل الكثير من القصص السعودية، ثم حاول الدكتور قطريه ان يتذكر قصة سعيدة لكن لم تسعفه الذاكرة سوى هدى الطاسان في ثورة أخيها الصغير على ما يحدث, وعن المسرح هنالك بدايات مسرحية لكثير من القصص، ولكن القاص غير موجود مشهد لمسرحية، مشهد لما يحدث على المسرح، وأضاف الدكتور عن معلوماته التي قد تكون قديمة، حيث منذ ثلاث سنوات لم يقرأ جديداً.
بعد ذلك تحدث الدكتور عبدالعزيز السبيل قائلا: انني سعيد هذا المساء في هذه الأمسية حيث يسعى الأخ خالد اليوسف بهدوئه وتنظيمه ان يكرمنا هذا المساء، ولكن يبدو هادئا خاصة في لقائه هذا اليوم في جريدة الوطن, ثم قال إن حديثه سيكون محدداً عن تجربته في ترجمة القصة القصيرة إلى اللغة العرية وتحديداً في المملكة العربية السعودية، والحديث كما اشار الدكتور السبيل يطول، وقضية الترجمة قد لا تعني لكثير من مؤسساتنا الثقافية شيئاً، فهي كالالعاب النارية، وفي استعراض سريع لتاريخ الترجمة وليست التعددية ولكن على مستوى الطباعة فهم يسيئون إلى الترجمة، هذه الرؤية الرؤية الغربية حيث منطقة الجزيرة العربية النظرة إليها ما زالت مشوهة ومشوشة بسبب الاعلام، صورة الصحراء، البدوي، النفط، الجمل، التخلف, وطبعا حديث الدكتور عن الإنسان العادي هناك وليس المثقف، لأن الثقافة الأمريكية تملي على الانسان العادي صورة العربي مشوهة.
ثم أضاف الدكتور السبيل إلى انه يأتي بعد ذلك قيمة هذه الاعمال ليس معرض صور ولكن كعمل ثقافي جماعي، وهذه القيمة في الاعمال التالية أول كتاب حسب علم الدكتور صور القصة كتاب الأدب في الجزيرة العربية الحديثة وهذا بلا شك مشروع ضخم لترجمة أدب من الجزيرة العربية، جامعة الملك سعود عنيت بهذا الكتاب معنويا وماديا واشترك كثير من المحررين، حيث صدر عام 1988م، وكان من ضمن الاساتذة المشاركين (أحمد الضبيب، منصور الحازمي وغيرهما) والكتاب ينقسم إلى شعر قصة، ومن الأسماء التي ترجمت لهم (محمد علوان، فوزية البكر، حمزة بوقري، خليل الفزيع، منصور الحازمي، حسين علي حسين، إبراهيم الناصر، عبدالله السالمي، خيرية السقاف، رقية الشبيب، شريفة الشملان، أحمد السباعي) والكتاب متوفر وموجود في امريكا.
والكتاب الآخر اغتيال الضوء وهو عنوان لقصة من قصص خيرية السقاف، وهذا الكتاب مجهود من الدكتور ابوبكر باقادر، والكتال فيه كثير من الأخطاء، وهذا الكتاب خاص بالقصة القصيرة في المملكة وهو أول كتاب يتناول ترجمة للقصة المحلية (تناول حوالي عشر قصص) محمد علي قدس، محمد علي مغربي، فؤاد عنقاوي، لقمان يونس، أحمد السباعي، شريفة الشملان، محمود عيسى المشهدي، محمد مليباري، إبراهيم الناصر، حجاب الحازمي، محمد علي شيخ.
الكتاب الثالث والأحدث عن القصة النسائية في المملكة العربية السعودية أصوات التغيير وهو عبارة عن قصص قصيرة لكاتبات من المملكة العربية السعودية، وهذا الكتاب قام بترجمته الدكتور أبوبكر باقادر، وكاتبتان، وطبع الكتاب عن طريق احدى المطابع التي أفلست فيما بعد عام 1998م وهو الأحدث، والكتاب كان عدة أجزاء، عن الحب، القضايا الاجتماعية، الذكريات ,,,الخ.
وورد في الكتاب بعض الاسماء النسائية منها (نجاة خياط، بدرية البشر، جميلة فطاني، نورة الشملان، فاطمة العتيبي، أمل عبدالحميد، خيرية السقاف، قماشة العليان، لمياء باعشن، سميرة خاشقجي، حسنى التركي، سارة بوحيمد، رجاء عالم) وكان مجموع القصص 26 قصة, واستعرض السبييل بعد ذلك اغلفة الكتب حيث شاهد الحضور الأغلفة.
1 غلاف أحد الكتب عبارة عن (جمل + صحراء + امرأة) صورة نمطية كقصص ألف ليلة وليلة.
2 غلاف آخر (صحراء قاحلة) حكت عن الجمل وليس بها اي دلالة.
3 الغلاف الأخير ونظراً لانه صادر عن جامعة أخذ بعداً آخر.
بعد ذلك ترك الحوار لمداخلات الاخوة الحضور حيث كانت كالتالي:
(الاستاذ عبدالحفيظ الشمري) طلب لمحة تاريخية عن الترجمة من الدكتور قطريه، بالاضافة إلى المقارنة بين الناقد والمترجم، وشكر الدكتور السبيل على جهوده في هذا المجال.
(الاستاذ طلق المرزوقي) تساءل عن سبب عدم انتشار الادب العربي في الغرب وكيف يتعامل المترجم مع دلالات اللغة.
(الاستاذ حسين مناصرة) طلب ان تكون هنالك ترجمة جادة لكل قاص مبدع على حساب مؤسسات، كما يجب ان نلاحظ ان الوضع الثقافي يجب يتصل بالعالم الآخر، ودعا ان تكون هنالك قراءة جادة لتصل للعالم الغربي.
(الفنان التشكيلي ناصر الموسى) تحدث عن مجال الفن التشكيلي حيث قال ان ترجمة النص لها مدلولاتها الأدبية، فالقصة تحتاج إلى مترجم وخصوصا إذا وقع المترجم تحت ضغط معين ولكن الصورة لا تحتاج إلى مترجم فهي تعطي البعد الأوضح لها.
(محمد العثيم) قال بأن لديه موقفا من الترجمة، حيث ان اللجان التي كونت للترجمة في جامعة الملك سعود هي إعلامية فقط، وهذا الجانب لا يخدم اعمالنا، والحاصل إذا تم ترجمة الأدب السعودي فسوف يتم ترجمة نصوص لاشخاص معينين بمعنى آخر للمشاهير السعوديين، أما الصغار فلن يروا النور.
(الدكتور سلطان القحطاني) قال بقدر سعادته بهذه الامسية فإنه ساءه موضوع الشليلة في لجان الترجمة، وبكل الاحترام للدكتور باقادر ولكن ما كان يجب ان تحال الترجمة لانسان متخصص في الاجتماع وتساعده في ذلك امرأة هنقارية، فهذه البادرة استاء منها لأنها فردية ثم بعد ذلك ترك المجال للدكتور السبيل والدكتور قطريه للاجابة على تساؤلات الاخوة الحضور.
وأخيراً كانت الامسية من الأمسيات الجيدة التي تضاف إلى أمسيات أخرى احتضنها نادي القصة.
|
|
|
|
|