| مقـالات
يلاحظ في الآونة الأخيرة تزايد نشاط دعاة تحرير أو ترجيل المرأة؟! من خلال هيئات ومنظمات ومحطات فضائية هزيلة ومستأجرة لترويج جملة من السلوكيات والمفاهيم الغربية!، وهذه الجهات تدعي بأنها ترعى حقوق المرأة في العالم؟!
وقد سخرت هذه المنظمات امكاناتها في الهجوم على المرأة المسلمة وبالأخص المرأة المسلمة في هذه البلاد الطاهرة القوية بدينها وقيمها وتراثها الإسلامي الحنيف, وكما يقول المثل رب ضارة نافعة فقد فضحت هذه المنظمات نفسها وكشفت اقنعتها عن وجهها القبيح، وإن كان المسلم ولله الحمد يدرك تماما أهداف وخطط هذه المنظمات وغيرها من أفراد وتنظيمات؛ ممن تأثروا بمفاهيم تربوية ودينية ذات مرجعية غربية، أو من يرون في تحرير المرأة المسلمة على النمط الغربي أنموذجاً يُقتدى به، لقد اصبح هؤلاء وللأسف وسيلة لزرع بذرة الشر داخل مجتمعاتهم وربما داخل أسرهم وهذا ما حصل وللأسف في بعض المجتمعات الإسلامية, المسلم يدرك بأن هذه المنظمات الغربية ومن سار على منهجها لا يهدفون لخدمة قضايا المسلمين على وجه العموم وقضايا المرأة المسلمة والحرص عليها ومنحها حقوقها على وجه الخصوص، وإنما يهدفون إلى تفكيك الأسرة المسلمة وتهميش قوامة الرجل المسلم الشرعية وممارسة الضغط على المسلمين وإذلالهم، والدعوة إلى السفور والاختلاط وإبعاد المسلمين عن كتاب الله وسنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وتهييج غرائز الشباب والشابات وإيقاعهم في الفتنة والمعاصي وبالتالي تسخيرهم لخدمة خططهم ومآربهم البغيضة ونشر وتصدير جملة من الأوبئة التي فتكت بمجتمعاتهم وما زالت تعاني من آثار هذه الأمراض المزمنة تحت زيف الحرية.
إنني في هذا المقال المتواضع أسلط الضوء على جزء من الواقع الذي تعيشه المرأة في المجتمعات الغربية التي لها السبق في تحرير المرأة بإخراجها من منزلها لمزاحمة الرجال في ميدان العمل ومنحها كما يدعون كامل حريتها، فما هي نتائج ذلك,,؟.
إليك عزيزي القارئ بعض الاحصاءات الصادرة عن المجتمع الأمريكي والأوروبي ومن منظمات رسمية ودراسات موثقة عن طبيعة وحجم المشاكل التي تعانيها المرأة في تلك المجتمعات الغربية كنتيجة مباشرة لتحرير المرأة على النمط الذي يريده دعاة تحرير المرأة وهوما يوضح حجم المشاكل التي تعانيها المرأة الغربية, ولابد من الإشارة هنا إلى نقطة مهمة قبل الدخول في عرض بعض الإحصائيات ألا وهي الاسباب التي دعت وأجبرت المرأة الغربية على الخروج للعمل، فهي في مجملها استجابة لمطالب عدة، منها ما أفرزته الحرب العالمية الثانية وما أعقب ذلك من ثورة صناعية وكذلك إجبار المرأة الغربية للخروج من منزل العائلة وطردها من قبل والديها عند بلوغ سن السابعة عشرة والبحث عن عمل أو مهنة سواء شريفة أو غير شريفة مثل ممارسة البغاء والاتجار بالمخدرات وكل ذلك من أجل توفير لقمة العيش لها ولأطفالها وهناك نسبة كبيرة من النساء في أمريكا وأوروبا ينجبن أطفالاً غير شرعيين وبالتالي فهي مجبورة للبحث عن عمل حتى لو كان وضيعاً أو على حساب كرامتها وتدمير أنوثتها، وتلك المجتمعات تعاني من تفكك وغياب الترابط والتراحم الأسري، وهذا ما جعل المرأة في وضع يتطلب منها الخروج للعمل لتأمين قوتها وفي المقابل نجد ولله الحمد ان المجتمع المسلم يسوده الترابط والتكاتف والتراحم، والإسلام اعتنى بالمرأة المسلمة وميَّزها واعطاها مكانتها وحقوقها التي تليق بها، ونظرة الإسلام للمرأة والرجل انهما شقيقان فالنساء شقائق الرجال، فهي الأم والأخت والعمة والخالة والبنت والزوجة صاحبة العشرة والشريكة في بناء الأسرة والمجتمع, والإسلام حدد مسؤولية الرجل على الإنفاق والرفق والمعاشرة الطيبة وتأمين متطلبات الزوجة وكافة أفراد الأسرة من الإناث سواء أمهات أو أخوات أو بنات أو محارم أو ذوات صلة رحم.
وتوضح إحصائيات العنف التي تتعرض لها المرأة في الولايات المتحدة الأمريكية، بأنه في عام 1993م، أصدرت وزارة العدل تقريرا أشار إلى ان كل 15 ثانية تضرب امرأة داخل المنازل ولعل في ذلك دلالة على اهانة المرأة وغياب حقوق المرأة من قبل زوجها وفي داخل منزلها, بل إن المرأة في تلك المجتمعات لا تملك حق التصرف والاستقلالية في كثير من الأمور.
وهناك دراسة قام بها (Bachman-s/1995)، بيَّنت ان النساء ما بين 19 سنة إلى 29 سنة سجلن معدلاً عالياً في البلاغات لدى مراكز الشرطة ضد العنف من قبل أزواجهن وشركائهن وهذا يتنافى مع ما تدعيه منظمات حقوق الإنسان؟!!, وفي دراسة للاتحاد النسوي بأمريكا لعام 1999 أوضحت ان كثيراً من الجرائم والانتهاكات التي تتعرض لها المرأة لا يتم إبلاغ مراكز الشرطة بها, وأيضا وجد أن 28,3% من جرائم قتل النساء قد تم بأيدي زوج، أو مطلق، أو صديق,
وفي عام 1993م وجد أن 40% من 481 امرأة قتلن في العمل وأكثر من 80% منهن قتلن في محيط العمل بمسدس، فأين حقوق المرأة يا دعاة حقوق وتحرير المرأة!! هناك دراسة قام بها مركز العمل النسائي في أركانسس لعام 1995م وجد أن 69% من القتلى في أركانسس لعام 1994م نساء وبنات.
كذلك وجد بأن نصف جرائم القتل للنساء من قبل أزواجهن أو أصدقائهن يحدث بعد الانفصال، وايضا 75% من زيارات النساء لغرف الطوارئ في المستشفيات كان نتيجة ضربهن والتعدي عليهن قبل وبعد انفصال الزوجين، ونتيجة لتزايد العنف تجاه المرأة فإنه يوجد (1500) مأوى للنساء المهددات بالضرب والاعتداء في الولايات المتحدة الأمريكية (Schneider/1995).
ويصرف سنوياً ملايين الدولارات للمصروفات العلاجية الناتجة عن الاعتداء والعنف المستمر الذي تواجهه المرأة الأمريكية، ووجد أيضا ان العنف هو من الأسباب الرئيسية للطلاق وذلك بنسبة 22%, من عام 1983م 1991م وجد ان الاعتداء والعنف داخل المنزل من قبل الزوج أو الصديق للمرأة في تزايد كبير حيث بلغ 117%, في عام 1992م قالت الهيئة الطبية الأمريكية بأن 1 من 3 امرأة تعرضن للإهانة والاعتداء المنزلي من قبل شريكها مرة على الأقل، وتقريباً 4 ملايين في السنة.
يشير تقرير FBI لعام 1990م، إلى ان 30% من كل وفيات النساء ضحايا للعنف المتعمد، فقد وجد للعام نفسه أن أكثر من (800) امرأة قتلن من قبل الزوج وأكثر من (400) قتلن من قبل صديق علاقة، هذا هو حال المرأة الغربية المتحررة قتل وإهانة واعتداء وضياع وانحلال أخلاقي واجتماعي.
أشارت بعض الدراسات ان من ارتكب جريمة قتل من الرجال بالنساء فيحكم عليه بالسجن من 2 6 سنوات، أما المعدل للسجن لمن ارتكب جريمة قتل من النساء بالرجال ومعظمها للدفاع عن النفس يحكم عليهن بحد أدنى ضعف محكومية الرجل؟!!، وفي عام 1997م وجد أن 89% من البلاغات للشرطة الكندية كانت من قبل النساء اللاتي تعرضن لمشاكل متنوعة ومتدرجة في حجم الضرر من قبل الرجل في المنزل.
أما ما يخص التحرش الجنسي وإرغام المرأة على ممارسة الجنس من قبل رئيسها في العمل وكذلك زملائها العاملين معها فإن الإحصائيات تشير إلى تزايد هذه الظاهرة بشكل كبير في المجتمعات الغربية؛ ففي عام 1992م بينت دراسة ان المرأة الأمريكية ضحية ل (500200) جريمة اغتصاب أو تحرش جنسي خلال عام، منها 34% اغتصاب كلي و 28% تحرش جنسي مع إصابات خطيرة أو وجود إصابات وعلامات في الجسم وغير ذلك من الجرائم الأخرى.
كما وجد أن 65% من (20000) امرأة تعمل في الجيش الأمريكي ضحية التحرش الجنسي، 15% قد أجبرن على ممارسة الجنس من قبل زملائهن في العمل.
وفي عام 1993م أيضاً، قام مركز ضحايا العنف بأمريكا بنشر تقرير يبيِّن ان 78 امرأة تغتصب بمعدل كل ساعة، و 683000 امرأة تغتصب بمعدل كل سنة, وفي تقرير آخر أوضح ان معدل التحرش الجنسي والاغتصاب في الولايات المتحدة الأمريكية يعد أعلى نسبة بين الدول الصناعية في العالم (Reiso-R/1993).
وأوضح تقرير (Harlan/1995) ان نصف العاملات في المجتمع الأمريكي تعرضن لاغتصاب من قبل رؤسائهن وزملائهن في العمل على حساب مستقبلهن الوظيفي، ووجد أيضا ان 25% من النساء اللاتي تعرضن لتحرش جنسي في العمل قدمن استقالتهن نتيجة ما تواجهه المرأة العاملة من ضغوط نفسية ومضايقة متكررة في العمل, وفي أوائل السبعينيات كانت هناك حملة قوية في المجتمع الأمريكي مطالبين بمساواة المرأة بالرجل في ميادين العمل، وقد قامت شرطة واشنطن بتعيين مائتي امرأة، وبعد ثلاث سنوات بدأت فضائح استغلال ضابط البوليس واستغلال رغبتها أو ظروفها في النقل الوظيفي أو الترقية أو غير ذلك من احتياجات المرأة العاملة، فجميع ذلك مرتبط بموافقتها على إشباع نزوات رؤسائهن جنسياً، بل ان عدداً كبيراً منهن لا يقدم على رفع شكاوى خوفا من انتقام رؤسائهن؟!!، بالإضافة إلى ان المرأة الأمريكية العاملة لا تتمتع بحقوقها كما هو الرجل فهي تتقاضى راتباً ومزايا أقل من الرجل بالرغم من حصولها على نفس المؤهل وتعمل بنفس الوظيفة التي يشغلها الرجل، والمرأة العاملة في الشركات الأمريكية هي الأقرب دائما للفصل في حالة رغبة الشركة في تقليص عدد العمالة لديها لمعالجة الأزمات المالية التي تمر بها!!، والمرأة الغربية تعاني من مشاكل لاحصر لها سواء على المستوى الأسري أو الاجتماعي أوالوظيفي أو النفسي وقد وجد ان معدلات الانتحار بين النساء مرتفعة في المجتمعات الغربية, إضافة إلى ان المرأة الغربية كلما تقدم بها العمر وذهب جمالها فانها تتعرض للإهانة والنبذ والعزلة على عكس المرأة المسلمة التي يزداد وقارها واحترامها في عيون الناس مع تقدمها في السن.
وتشير الإحصائيات عن وجود نسبة كبيرة من الحمل غير الشرعي بين طالبات الجامعات الغربية ونسبة عالية من حالات الإجهاض, وفي تقرير المكتب الحكومي البريطاني لعام 1997م، أوضح ان من بين ثمانمائة ألف امرأة حامل بريطانية، هناك حوالي أربعمائة ألف امرأة حملن أطفالهن بطريقة غير شرعية، أي 50%، وتشير الإحصائيات في بريطانيا ان 25% من الأطفال مجهولو الأب ونسبة عالية من المواليد مسجلين باسم الأم فقط؟!! هذا هو حال المرأة الغربية المتحررة يادعاة حقوق المرأة؟!! والذي ينظر إليه بعض السذج بان المرأة الغربية تتربع على عرش الإكرام والمعزة وهي وللأسف تتربع على عرش الإذلال والإهانة والحرية الزائفة من خلال وقوعها فريسة سهلة لممارسات وشذوذ صارخ من اغتصاب واعتداء على العاملات وسلب للحقوق، بل إنها تُشرى وتُستأجر مفاتنها وعرضها بأبخس الأثمان؟!! إلى غير ذلك مما أدى إلى القضاء على مقومات الأسرة والمجتمع وتخلي المرأة الغربية عن دورها في التربية والإنجاب, وفي دراسة ميدانية لعام 1993م وجد ان 35% من طلاب الجامعات يعتقدون بأنه لا مانع لديهم من التهجم وارتكاب جريمة الاغتصاب إذا كانوا متأكدين بانهم سوف ينجون من العقاب؟! وفي استبيان وزع على أكثر من (6000) من طالبات الجامعات وجد أن 42% منهن قدمن بلاغات عن تحرش جنسي ومحاولة اغتصاب، ولعل البعض تابع ما تناقلته وسائل الإعلام الغربية قبل شهور عن قيام مجموعة من الشبان بالهجوم على نساء في حديقة عامة ومحاولة اغتصابهن وهذا ما جعل المرأة الغربية تعيش في جو من الرعب والخوف الدائم وحالة عدم الاستقرار, كما وجد أيضا ان 43% من (518) طالبة جامعية,, تم وضعهن في تجربة اتصال جنسي وهن مجبرات على ذلك.
وفي دراسة أجريت ما بين 1994م 1996م على سجون إحدى عشرة ولاية لمعرفة ما تعانيه المرأة السجينة في السجون الأمريكية فقد وجد ان المسؤولين الرجال في تلك السجون يمارسون سلطاتهم ونفوذهم في إرغام السجينات على ممارسة الجنس واتضح وجود انتهاكات كبيرة للنظام من قبل المسؤولين عن السجن وعدم التقيد بأخلاقيات المهنة ويمارسون وسائل عدة للضغط على المرأة السجينة واحيانا يكون بالقوة لممارسة الجنس معها, بل ان دور رعاية النساء من ذوي الإعاقات والتخلف العقلي لم تسلم من ذلك حيث يمارس معهن الجنس بالقوة والإكراه من قبل العاملين في هذه الدور والمصحات!!, ومن حقوق المرأة الغربية الزائفة هو حقوق الشاذات جنسيا ممارسة الجنس بين المرأة والمرأة وزواج النساء بالنساء وهو ما ترعاه تلك الدول وتقر له بالأنظمة وتُنشأ من أجله المنظمات الرسمية؟!! وهم سائرون نحو سن القوانين التي تبيح ما لا يتصوره العقل البشري بعد إباحة الزنا واللواط والإجهاض وزواج الرجل بالرجل ومع هذا فمعدلات الانتحار والأمراض النفسية في تلك المجتمعات عالية جدا وانتشار الأمراض الجنسية المهلكة علاوة على التفكك والانحلال الاجتماعي والأسري, فنسأل الله السلامة والهداية وان يحفظ لنا ديننا الإسلامي الحنيف الذي أكرم وأعز وحمى المرأة المسلمة ونظم سائر مجالات الحياة وحدد العلاقات والدور والتوازن بين الرجل والمرأة.
وبعد الاستنتاجات الموثقة بالإحصائيات هذه نتائج تحرير المرأة الغربية التي دأب دعاة تحريرها على إنجازها!!! للمرأة الغربية ومن واقع دراسات في تلك المجتمعات، ففي استطلاع أجري في بريطانيا بين النساء والعاملات لمعرفة الرأي حول الخروج للعمل أوضحت نتائج الاستطلاع ان ما يقارب من 50% يفضلن عدم الخروج للعمل والعودة إلى ما كانت عليه المرأة في الماضي وهناك بعض الدراسات لنفس الهدف أجريت في دول أخرى أشارت إلى هذه النتيجة.
فلاشك ان المجتمعات الغربية تعاني من تخلي المرأة الغربية عن دورها في التربية والإنجاب والحفاظ على تماسك الأسرة وتعاني من تزايد معدلات الانتحار والأمراض النفسية والجنسية وارتفاع معدلات المشاكل بين الأسرة وتدمير أسس الترابط الأسري, فهل ترضى المرأة المسلمة ان ينتهي بها دعاة تحريرها في مجتمعاتنا الإسلامية إلى هذه النتيجة المحزنة، ونساء هذا الوطن الغالي ولله الحمد غير مكترثات بشعارات الغرب البراقة الزائفة وبمن يدعو بتحرير المرأة على النمط الغربي، ومن ورائهم ولله الحمد قيادة هذه البلاد الطيبة وكل المخلصين في هذا الوطن الغالي يعملون ليل نهار على خدمة الإسلام وتحكيمه والذود عنه بكل قوة وهم ضد كل ما من شأنه ان يقود إلى التفكك الأسري والاجتماعي أو المساس بكرامة وعزة المرأة المسلمة, والله الهادي إلى سواء السبيل.
* مدير إدارة الدراسات بمجلس الشورى Alshammarih@Ayna.com ص,ب 45703 الرياض 11522
|
|
|
|
|