| مقـالات
** مؤسسات حكومية وأهلية كثيرة تطورت وتحسنت خدماتها، ونحن في عصر التخصص والعولمة ومنظمة التجارة العالمية,,! عدا جهة واحدة هي البريد ,,,!
إن خدمات البريد مع الأسف تراجعت إلى الخلف رغم تزايد أهمية البريد,,!
من يصدق أن رسالة من الرياض إلى جدة تتطلب حوالي عشرين يوماً لوصولها رغم الرحلات اليومية التي لا تنقطع بين جدة والرياض,,!
إذاً ماذا عن الخطابات بين مدن المملكة الأخرى,,!؟!
إنني أقول هذا الكلام عن معايشة مستمرة، فأنا في كل شهر أتلقى اتصالات وخطابات من مشتركين بالمجلة العربية التي أعمل فيها وراقاً، وكلهم يشكون من تأخر وصول المجلة إليهم وعندما أرجع إلى الإدارة المختصة بالمجلة أجد أن المجلة أرسلت في بداية الشهر,, ولكن الشهر يكاد أن ينتهي ولم تصل المجلة,,!
وقد تحدث قبل فترة في عكاظ الكاتب الكبير الأستاذ عبدالله خياط عن تأخر الرسائل البريدية، وأشار إلى حديث تم بينه وبيني حول تأخر المجلة العربية وأنها تحتاج فعلا إلى عشرين يوما لكي تصل إلى جدة من الرياض.
إن البريد هنا لا يعطل مصالح الناس فقط بل يضر بمصالحهم ويحرجهم,, ولا أنسى الحرج الذي نالني عندما اتصل بي رجل فاضل هو معالي الشيخ عبدالرحمن أبا الخيل من جدة يفيدني أن اشتراك معاليه بالمجلة لم يصل إليه ونحن في حوالي العشرين من الشهر، والمجلة أرسلت مع بداية الشهر.
لقد سمعت عشرات الشكاوى عن البريد وتردي خدماته,,!
وأذكر أنني كتبت لمدير عام البريد وهو صديق عزيز خطاباً مدعوماً بالحقائق والتواريخ حول هذا التأخير غير المعقول ولكن لم أجد منه أدنى جواب وربما أن إجابته في البريد لم تصل بعد,,!
** إن الحل في تقديري في ظل الامكانات المتواضعة للبريد التي لا يستطيع بها أن يواكب العصر هو سرعة تخصيصه وإعطائه للقطاع الخاص بجمله وما حمل، وليت ذلك يتم ولو بشكل تدريجي مثلما تم في الوكالات البريدية التي تتسلم الرسائل والطرود وترسلها,, لكن بقي المهم هو إيصال هذه الإرساليات إلى أصحابها ووصولها في وقتها,,!
إن الكرة الآن في مرمى وزيري المالية والبريد والهاتف، فهل نسمع عن البريد ما يسرنا كيلا نستمر في ترديد الأغنية القديمة لي معاكم بريد يوه,,!
مطر
** أرأيتم كيف يجعلنا المطر أطفالاً؟
إن المطر يشكلنا بنقاء الطهر وطهر الصفاء.
إن المطر كما يغسل أوراق الأشجار فهو يغسل صدأ نفوسنا كبشر.
المطر كما يجعل بذور الأرض تورق فإنه يجعل قلوب الناس تورق بالحب والاخضرار.
أرأيتم أكثر عبقاً من رائحة الرمل بعد ليلة ممطرة.
إنه المطر وحده
يعطي للأرض عبقاً لا أروع
وللقلوب ارتواء لا أندى
المطر يروي في نفوسنا ظمأً عاطفياً
تماماً كما يروي المطر جدب الأرض بقطراته فإنه يروي ظمأ نفوسنا بندى الصفاء والارتياح والاشتياق.
إن أجمل عناق في الطبيعة هو ذلك العناق بين حبات المطر وصدر الأرض,!
|
|
|
|
|