| العالم اليوم
إلى أين تتجه الانتفاضة الفلسطينية؟, هذا التساؤل لا يدور فقط في مخيلة الفلسطينيين والعرب والمسلمين المؤيدين للحق الفلسطيني، بل حتى الاسرائيليين أخذوا يتساؤلون عن امكانية تحقيق الانتفاضة الفلسطينية إنجازاً معيناً للفلسطينيين خاصة بعد استمرارها طوال الشهرين الماضيين وتصاعد عملياتها حيث أخذت تتجه المواجهات الفلسطينية الاسرائيلية إلى مايشبه حرب العصابات التي تلجأ إليها عادة الشعوب التي تتعرض للاحتلال إلى القيام بمثل هذه الأعمال لتطهير أراضيها وإجبار المحتلين على الرحيل.
التصعيد النوعي لأعمال الانتفاضة الفلسطينية الذي تمثل في تنفيذ عدة عمليات تفجير في سيارات اسرائيلية وقنص للجنود الاسرائيليين إلى جانب تواصل التظاهر ورشق الجنود بالحجارة يظهر أن سلطات الاحتلال لم تفقد السيطرة على مسرح العمليات في الأراضي الفلسطينية المحتلة، بل إن رجال المقاومة الفلسطينية قد اخترقوا الحاجز الأمني داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948 داخل الخط الأخضر الذي يشكل الكيان الاسرائيلي، والاسرائيليون بدؤوا يقروا علناً بعد أن كانوا يتحدثون داخل غرف الاجتماعات بأنهم لن يستطيعوا منع المقاومة الفلسطينية من تنفيذ هجمات بالقنابل حتى داخل اسرائيل.
واعترافهم هذا يعززه الواقع فقد شهد الأسبوع الماضي وفي غضون ثمان وأربعين ساعة عمليتي تفجير بالقنابل، وان المستقبل يحمل عمليات أخرى ربما تفوق تأثيراتها وإصاباتها مما حصل في العمليتين الماضيتين ويعترف الاسرائيليون أيضاً أنهم وبعدما فقدوا تعاون السلطة الفلسطينية التي كانت تتعاون مع أجهزة الأمن الاسرائيلية لوقف مثل هذه العمليات والآن وبعد أن أصبحت حرب العصابات والتفجيرات أكثر الأسلحة الفلسطينية فعالية منذ اندلاع انتفاضة الأقصى فإن الموقف في الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي بدأ يتحول إلى الجانب الفلسطيني رغم الخسائر الكبيرة التي يتعرض لها الفلسطينيون سواء في عدد الشهداء والجرحى وتدمير البنى الاقتصادية والحياتية والحصار المعيشي المفروض عليهم من قبل الاسرائيليين,, إلا أن المحللين الاستراتيجيين الاسرائيليين أنفسهم يرون أن الهجمات الفلسطينية رغم أنها في بدايتها والمرشحة للزيادة توجه ضربة كبيرة للمعنويات الاسرائيلية في صراع يبدو للاسرائيليين أن لا طائل منه في حين يجد الفلسطينيون أمامهم قضية واضحة للقتال من أجلها.
ويقول افرايم انبار احد الاستراتيجيين الاسرائيليين إن الفلسطينيين يشعرون بالغضب الشديد ومستعدون للمعاناة أكثر من أجل تحقيق أهدافهم في حين الاسرائيليون مهتمون بالعيش في راحة، ولذلك فإن القيادة السياسية والمؤسسة العسكرية الاسرائيلية ستكونان في وضع حرج يتزايد باضطراد بتزايد العمليات القتالية للمقاومة الفلسطينية بحيث لن يكون امامها مفر من تكرار ماحصل في جنوب لبنان وان كان باخراج آخر يحفظ ماء وجه باراك وجنرالاته.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني jaser@al-jazirah.com
|
|
|
|
|