| عزيزتـي الجزيرة
لم يكن مساء يوم الأربعاء 19/8/1421ه مساء عادياً كانت الأنفاس المتلاحقة تنذر بفاجعة تعصر القلوب وتدمي العيون كيف لا وقلوبنا تكاد تنفطر حسرة وألماً بقرب وداع الحبيب بل أغلى حبيب وداعاً أبدياً كيف لا تتقطع قلوبنا أسفاً وحزناً والباب أغلق أمامنا فلم نعد نملك له مفتاحاً ولا نستطيع له كسراً، كيف لانحزن ونحن نودع من قضى ربك بالاحسان إليها وأمرنا بالتذلل لها ونهانا أن نتأفف منها بل أمر بالاحسان ولو جاهداك على الإشراك بالله، فكيف ولو كانا عكس ذلك إيماناً وتقوى كيف لانتحسر على فراق أغلى الحبايب التي دعواتها تمطرنا بالرضا والرحمة من الله وقلبها معين لاينضب من الحب والعطاء,كان ذلك المساء مساء مشهوداً محفوراً في الذاكرة صوراً متلاحقة متداخلة مندهشة نظرات زائغة أكاد لا أصدق لا نفس يتردد ولاصوت يتوجع واختلطت الأصوات بين البكاء والدعاء بالمغفرة والرحمة وعلى موعد بإذن الله ان نلتقي في الفردوس الأعلى مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً.
أماه ها قد ودعناك في موكب مهيب بكتك الجموع هنا وهناك تلهج السنتها بالدعاء لك بالمغفرة والرحمة لقد كنت ولله الحمد والمنة يداً عليا تنفقين بسخاء وتتعبدين تعبد السلف الصالح لايفوتك قيام الليل ولا صيام الهواجر نسأل الله لك الرحمة ولنا الصبر والسلوان ولانقول إلا مايرضي ربنا (إنا لله وإنا إليه راجعون), وإنا على فراقك يا أماه لمحزونون.
عبدالله عبدالعزيز البابطين ابنك الحزين أبو وائل
|
|
|
|
|