| الاخيــرة
* هناك، طاغية، مُخيف
* وهناك، طاغية، حصيف
* وهناك، طاغية، ساديُُّ، ومحترف، ومِهني، إلى أبعد الحدود.
* وعلى الرغم، من أن مهنة الطغيان، قد تعرضت، لاهتزاز كبير، بعد سقوط، حائط، برلين، وانهيار، الأنظمة الشمولية، إلا أن العالم لن يفتقد، بعض البقايا، المتشبثة، بالتراث الطغياني، المخلصة لقواعد المهنة، وأصولها.
* غالباً، ما تكون، تلك البقايا الطغيانية، ذات بنية قوية، تستعصي على الفناء، أو الاستئصال, فالخلايا السرطانية الدقيقة، تستطيع المراوغة، والاختفاء, والميكروبات المتفوقة، تستعصي على المضادَّات الحيوية، بل، وتكتسب، قوتها وقدرتها على المقاومة والبقاء من العراك مع هذه المضادات، وتُعيد، خلق نفسها، وهندسة استجاباتها، نتيجة مجابهاتها المستمرة معها.
*النماذج الطغيانية، المتشبثة بالبقاء، المتمرسة، في مواجهة التحديات، تستثير، إعجابك من قدراتها الإبداعية على اختراع، الجديد، والغريب، كما تستثير تقزُّزك ، ورُبَّما غثيانك، من صُمودها، واستمرارها في امتهان، القيمة الإنسانية وانتهاك، المحرَّمات السياسية الأخلاقية.
* يتسرَّب الملل إلى نفس الطاغية، يسأم من المدائح المتكررة، والهتافات الإكليشية .
* يطول به مقام الاستبداد، بالمكان، والزمان، والأفكار، والأحداث، وترتد، إليه، مراسم الخنوع، والخضوع، بليدة، متثائبة، فلا يجد فيها النشوة القديمة، أو إثارة، أزمنة الاستبداد الطازجة، أو مراهقتها الطائشة والعشوائية.
* استتب له الأمر، وعنَت، له الأوضاع, وانتظم الكيان الطغياني، وفق إجراءات بيروقراطية، وأمنية، وتعذيبية حاذقة.
* تبدأ، المخيَّلة، الإبداعية السادية، للطاغية، في البحث، عن متعة جديدة، ولعبة طريفة، وتسلية مثيرة.
* أنشد الشعراء، وخطب الخطباء، وكتب الكتَّاب، وأبدع، صانعو الهتافات، والشعارات، فأتقنوا صنعتهم، وشذبوها، وهذَّبوها، وغنَّى المطربون، بعد أن لحَّن الملحنون، ونحَتَ الناحتون، فأقاموا التماثيل الشامخة، والنُّصب الباهرة، ودرَس التلاميذ، مآثر الزعيم الأوحد، ومناقِبَه، وخصائصه الجينيَّة المتميزة.
* لكن، يبقى، في نفسه، شيء، من هؤلاء، المتباهين، بالإبداع، والفكرة.
* هناك، مساحات، لم تُحتل,, بعد، ومسافات، لم تُقطع، وإذلالٌ لم يبلُغ مُنتهاه، وامتهانٌ، لم يصل ذروته.
* أعمَل ذهنه، السَّادي، حتى تفتَّق، عن، مشروع مهين، مثير.
* أرسل، في المدائن، والأرياف، والبوادي، وأعلن، أن الموعد الكبير سيكون، ضُحى، يوم الزِّينة الأكبر.
* وأقبل المثقَّفة، والأدباء، والمبدعون، خانعين، خائفين.
* قال لهم: سأكتب الرواية العُظمى، وسأطلبُ منكم، أيها المناضلون، الشَّرفاء، الصادقون، الموضوعيون، أن تنقدوها، وتبحثوها، قبل أن تقرؤوها.
* أما، المتفوقون، البارعون، المتميزون، شرفاً وصدقاً، وموضوعيَّةً:
*فإن عليهم، أن يقرؤوها، ويقيِّموها، ويعلنوا، رأيهم فيها على الملأ، حتى، قبل أن أكتُبها.
* نظر إلى وجوههم، وابتسم، وأيقن، أنَّه، في علم الطغيان، عالِمٌ، مبدعٌ، كبير.
أنور عبدالمجيد الجبرتي
|
|
|
|
|