|
| الاقتصادية
* حوار عبدالله الرفيدي
ولدت النهضة العمرانية الكبيرة في الانشاءات والمباني السكنية سوقا ضخمة للأثاث حتى وصل حجم هذا السوق نحو 3 مليارات ريال بمعدل نمو تبلغ نسبته 5,3% سنويا.
وبالمقابل شهدت صناعة الأثاث في المملكة تطورا وازدهارا واضحين حيث نشأت مصانع وطنية ضخمة ذات امكانات تقنية عالية مكنتها من الاستحواذ على 900 مليون ريال من حجم هذا السوق.
وفي السنوات الأخيرة بدأت ظاهرة تقليد الورش والمتاجر الصغيرة لما تنتهجه تلك المصانع الكبيرة من اثاث وذلك من حيث الشكل الخارجي وهنا يكون المتضرر الاول من ذلك هو المستهلك، وهذا الوضع جعل رجال الأعمال ينادون بضرورة وضع تنظيم يصنف هذه الورش الصغيرة ويرتبها حسب فئاتها من حيث الامكانات والآليات المستخدمة فيها.
وقد التقت جريدة الجزيرة في هذا الحوار الأستاذ زامل عبدالعزيز الزامل عضو لجنة الأثاث في غرفة تجارة الرياض المدير العام لشركة بيوت الأثاث الذي تناول فيه العديد من المواضيع الهامة المرتبطة بصناعة الأثاث في المملكة فإلى نص الحوار:
* على الرغم من غزو السوق السعودي بمنتجات مستوردة رديئة الا ان الأثاث المستورد ما زال يستحوذ على نسبة 70% من حجم السوق المحلي,, لماذا؟
سوق الأثاث في المملكة يعتبر من اكبر الأسواق في المنطقة حيث وصل حجمه الى اكثر من 3 مليارات ريال وفي ذات الوقت فان المصانع الوطنية برغم انتاجها الضخم الا انها لم تتمكن حتى الآن من تغطية الحاجة الكلية لهذا السوق ولكن من المؤكد ان الصناعة الوطنية في هذا الجانب ظلت تسجل نموا واضحا بالدرجة التي استطاعت معها من تغطية نسبة تصل الى 30% من حاجة السوق المحلي وهي نسبة جيدة تجعلنا نستبشر خيرا في ان نحقق الاكتفاء الذاتي في المستقبل غير البعيد.
* هل يمكن القول ان قطاع الأثاث في المملكة يحتاج الى دخول استثمارات جديدة عليه؟
مما لاشك فيه ان سوق الأثاث في المملكة سيواصل نموه نتيجة للتوسع في المنشآت والنهضة العمرانية السكنية التي تشهدها المدن الريفية ايضا لذا فان الحاجة تزداد الى الصناعة الوطنية خاصة وانها قد استطاعت ان تكسب ثقة المستهلك بعد مواكبتها للموديلات العالمية واستخدامها للتقنيات العالية في جميع مراحل التصنيع,, ودخول استثمارات جديدة في هذا النشاط سيدعم من مكانة الصناعة الوطنية للأثاث وبالتالي يقلل من حجم واردات المملكة من الأثاث.
* يشكو بعض المستهلكين من غلاء أسعار الأثاث الوطني,, كيف تنظرون الى ذلك؟ وبماذا ترتبط سياستكم التسعيرية؟
اذا نظرنا الى الوضع من زاوية اقتصادية بحتة نجد ان الأثاث الوطني المنتج في مصانع ضخمة تعمل وفق دراسة ومواصفات الجودة يتسم بملائمة اسعاره مع تميزه بجودة عالية تطيل فترة استخدامه اضعاف اضعاف الأثاث المستورد الذي يهدف الى غزو سوقنا المحلي معتمدا على رخص اسعاره دون مراعاة لجانب الجودة في التصميم وان كان احيانا يهتم بناحية الشكل والموديل وبالنسبة لسياستنا التسعيرية فانها ترتبط بالجودة في المقام الاول وذلك من خلال استعمال مواد خام ذات مواصفات عالمية وفق تقنيات متقدمة.
* ماهي حظوظ قطاع صناعة الأثاث لدخول استثمارات جديدة في ظل توجه المملكة نحو استقطاب رؤوس أموال اجنبية جديدة؟
اعتقد ان النجاح الكبير الذي حققته مصانع الأثاث في المملكة حتى وصلت الى مرحلة التصدير لدول الخليج وبعض الدول العربية سيحفز المستثمرين على طرق هذا المجال، وذلك بالاضافة الى ضخامة حجم هذا السوق ونموه بمعدل تتجاوز نسبته 5,3% سنويا موقع المملكة وسط الأسواق الآسيوية والأسواق العربية وضخامة استهلاكها للأثاث يعد ايضا من الحوافز المشجعة للاستثمار في هذا المجال، فضلا عن توافر الجدوى الاقتصادية لقيام مثل هذا النوع من الصناعة من خلال التسهيلات والحوافز التشجيعية التي تقدمها المملكة للمستثمر الاجنبي.
* انتشرت في الفترة الاخيرة ظاهرة تقليد الورش الصغيرة لمنتجات المصانع الكبيرة كيف تنظرون الى ذلك؟
هذه مشكلة شائكة ومعقدة تحتاج الى وقفة من قبل الجهات المختصة لان الضحية فيها هو المستهلك المغلوب على امره فالوصول لصناعة موديل معين يمر بمراحل تتطلب الدقة التامة وتحتاج الى عمل هندسي دقيق بمقاسات ومواصفات محددة وهذا يكلف الكثير ويحتاج الى تقنيات عالية وكل ذلك لا يتوفر في المناجر مما يجعلها تلجأ الى تقليد الشكل الخارجي فقط لايهام المستهلك بأنه مطابق للمنتج الذي رآه في المصنع الفلاني وسرعان ما يكتشف المستهلك الفرق في الجودة خلال اشهر قليلة من الاستهلاك.
وظاهرة التقليد من محاسنها انها رفعت وعي المستهلك الذي لمسنا انه قد بدأ يبتعد عن اقتناء اي منتج مقلد بسبب عدم جودته اضافة الى معناه المستهلك من المماطلة في زمن تسليم المنتج من قبل اصحاب المناجر.
* اذن كيف يمكننا محاربة هذه الظاهرة التي تهدر كثيرا من الأموال؟
بالفعل وكما ذكرت فان ظاهرة التقليد التي تعد غشا تجاريا وقرصنة على حقوق الغير وهي تهدد أموال طائلة ينفقها المستهلكون بجانب تجميدها الى نحو 25% مما تنتجه المصانع الكبيرة صاحبة المنتج الاصلي ومحاربة ظاهرة التقليد تقع مسؤوليتها على وزارة التجارة والغرفة التجارية حيث يجب ان تعمل على تصنيف الورش حسب حجمها وامكاناتها التقنية والمالية وتحديد صلاحيات المناجر حسب الفئات.
وفي الحقيقة فان انتشار عمليات التقليد والغش التجاري اصبحت تهدد السوق السعودي بدرجة كبيرة لذلك وكما ذكر معالي وزير التجارة الاستاذ اسامة فقيه فان انشاء هيئة لحماية المستهلك يعتبر تطويرا للأنظمة التجارية ومواكبة للمتطلبات الحالية والمستقبلية المنسجمة مع ما تدعو اليه خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية الممثلة لاحتياجات ومتطلبات المواطنين ورجال الاعمال.
ونحن كرجال اعمال نتطلع الى هيئة على مستوى عال تقوم بتعزيز وسائل الاشراف والرقابة على الاسواق ومكافحة الغش والتدليس وتحقق التوازن بين مصالح اطراف التعامل في النشاطين التجاري والخدمي.
* ماهي أكثر المواسم التي يرتفع فيها الطلب على الأثاث وماهي نسبة الزيادة في قيمة البيع اليومي مقارنة مع بقية أيام السنة؟
تعتبر بداية الاجازة الصيفية وشهرا شعبان ورمضان من اهم المواسم في سوق الأثاث بالاضافة الى مواسم الأعياد حيث تزداد الرغبة الجامحة في التغيير واقتناء موديلات جديدة او فرش المنازل لمناسبات الافراح والزواج، وكنتيجة لزيادة الطلب ترتفع المبيعات اليومية بنسبة تصل في المتوسط الى نحو 70% مقارنة مع بقية أيام العام.
* ماهي حقيقة التخفيضات التي تعلن عنها الشركات في هذه المناسبات الموسمية؟
التخفيضات ظاهرة جيدة وصحية يستفيد منها المستهلك وقد ولدتها حاجة المنافسة في سوق مفتوح كالسوق السعودي اضافة الى انها سياسة اقتصادية تنتهجها الشركات بهدف كسب ثقة عملائها وكسب عملاء جدد وكذلك تخفيض كمية البضاعة المعروضة والمتراكمة والحصول على سيولة مالية والرغبة التجارية الصادقة في تصريف الموديلات اولا بأول لمواكبة موديلات جديدة كما احب ان اوضح ان كل التخفيضات تخضع لمراقبة من وزارة التجارة وفق اسس واضحة ومعلومة لا يمكن تجاوزها.
* ماهي أهم الدول التي تستوردون منها المواد الخام؟
تستورد الاخشاب من امريكا وكندا وبلجيكا فيما تستورد الستائر والاكسسوارات التي تدخل في صناعة الأثاث والسست من امريكا التي تعد الاولى عالميا في هذا المجال.
* هل هناك أي مصانع سعودية او خليجية للستائر تتعاملون معها؟
هذه مناسبة طيبة لأؤكد تقدم وتطور صناعة اقمشة الستائر في منطقة الخليج اذ تتمتع منتجاتها بجودة عالية وقد تأكد لنا ذلك من خلال تعاملنا مع بعض منها في فترات عديدة خاصة في المواسم حيث يزداد الطلب واتوقع لهذه الصناعة ان تزدهر اكثر واكثر في المملكة وفي منطقة الخليج لتوافر معوقات نجاحها من سوق كبير ومفتوح وتوفر المواد الاولية ورؤوس الأموال التي تمولها.
* ونحن نستشرق دخول شهر رمضان الكريم,, ماذا اعددتم من أثاث لتقدموه للمستهلك في هذه المناسبة الطيبة؟
مثل هذه الشهور يتم الاستعداد لها مبكرا وبالفعل قمنا بعرض موديلات حديثة من غرف نوم وغرف جلوس وكنب كلاسيكي يلائم الذوق السعودي على وجه الخصوص ويلبي طلبات الذوق الشرقي من الجاليات الوافدة في المملكة.
|
|
|
|
|
