|
| الثقافية
*عرض وتقديم:حسين محمد الحسن
*الكتاب : الكعبة المعظمة والحرمان الشريفان
*المؤلف : عبيدالله محمد أمين كردي
*الناشر : مجموعة بن لادن السعودية
*إصدار: مؤسسة التراث
لقد تقدمت المؤسسات والشركات والأفراد بكتب عديدة بمناسبة مئوية التأسيس، ولكن ما استرعى نظري منها هذا السفر الخالد عن الكعبة المعظمة والحرمين الشريفين، الذي يمثل هدية تاريخية لحاضر العالم الإسلامي أجمع، والأجيال المستقبلية، فهو جزء حقيقة لما تقدمه حكومة المملكة العربية السعودية من منجزات ضخمة، وخدمات جليلة لهذه المقدسات بشكل خاص، وللاسلام والمسلمين في كل صوب بشكل عام، ابتداء من عهد المؤسس الأول جلالة الملك عبدالعزيز يرحمه الله، وابنائه البررة من بعده اصحاب الجلالة سعود وفيصل وخالد يرحمهم الله، ثم وصولاً إلى عهدنا اليوم الذي تسلم مقاليده خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله، وما شهدته مقدساتنا الإسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة من توسعات عظيمة وانجازات ضخمة، قابلها العالم كله بالثناء والتقدير، فكانت ملحمة خالدة من ملاحم الابداع والانجاز، التي آتت ثمارها في ظل دوح خادم الحرمين الشريفين أيده الله بنصره وتوفيقه.
ولقد قدم المؤلف، يرحمه الله، كتابه في اربعة ابواب وكل باب ينقسم إلى عدة فصول، تضمنت في مجملها:
توطئة: عن جغرافية المملكة بشكل عام، وتاريخها ومناخها، وشعارها وسياستها الخارجية.
وحفل الباب الثاني بالكعبة المشرفة شعراً ونثراً وتصوراً روحياً، وعرَّج على مكان الكعبة من الكرة الأرضية قبل الترميم الفهدي لها، اما الفصل الذي يليه فتناول الترميم الشامل والكامل للكعبة المشرفة على يد خادم الحرمين الشريفين.
كما تطرق المؤلف لأسماء مكة المكرمة وبعض لطائف الحوادث المتعلقة بها، وفصّل في الحديث عن مقام إبراهيم عليه الصلاة والسلام، وتحدث بإيجاز عن توسعات وعمارة المسجد الحرام منذ عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، إلى نهاية التوسعة السعودية ثم توسعة خادم الحرمين الشريفين لها، وقد خصص الباب الرابع للمسجد النبوي الشريف فتناوله شعراً ونثراً وتحدث عن مولد المدينة المنورة ونشأتها وأسمائها وفضلها وحرمتها وفضل اهلها وحرمتها، وبعض السمات الجغرافية المميزة لها.
وجاء الفصل الثاني من الباب الرابع ليتحدث فيه عن المسجد الحرام عبر التاريخ إلى بداية توسعة خادم الحرمين الشريفين له.
ثم تلاه الفصل الثالث ليستعرض لنا توسعة خادم الحرمين الشريفين الكبرى, وأورد حديثا مفصلا عن الخصائص المشتركة للتوسعتين في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف في توسعة خادم الحرمين الشريفين ثم ذكر نتائج وآثار هذه التوسعة، وألحق بالكتاب ثبتاً بالزيارات التي تعاقبت على الحرمين الشريفين من بعض الوفود والشخصيات العامة والأفراد.
وفي النهاية كانت الخاتمة وثبت المراجع التي اعتمد عليها المؤلف، وإذا تعددت الكتب المصنفة في هذا المجال إلا ان معلومات هذا الكتاب عرضت بطريقة مميزة وفريدة ولم يعدم إضافة جديدة او معلومة جميلة اضفت على الكتاب قيمة لاتخفى، هذا إلى جانب العنصر الجديد كلية وغير المسبوق وهو اعظم ترميم تاريخي لأول بيت وضع للناس الكعبة بيت الله، واستبدال الهيكل الكامل لمقام سيدنا ابراهيم عليه الصلاة والسلام.
ولقد وضع الكتاب ليكون كتابا تاريخيا وثائقيا بالدرجة الاولى، وشهادة صادقة على منجزات من وفقهم الله ليتركوا لأنفسهم عمراً ثانياً مديداً لا ينقطع بتخليد ذكراهم عن طريق هذا الإنجاز المقدس.
كما اقتصرت ابحاث هذا الكتاب على الحرمين الشريفين موضوع الكتاب دون التعرض إلى تاريخ مكة المكرمة والمدينة المنورة بشكل عام لكيلا يتسع البحث ويخرج عن دائرة موضوعه.
وما يلفت النظر في هذا الكتاب ويشكل دعامة اساسية لنجاحه وتميزه ان الصور الايضاحية لها دور مهم في ايصال الحقائق إلى القراء، وربما صورة واحدة اغنت عن مائة صفحة، وقد وثقت موضوعات الكتاب وأبوابه وفصوله بصور جميلة مناسبة لمواضيعها رافقت كل مراحل الانجاز، ومن هنا فإن استنطاق الصور وقراءتها من الامور التي قد تكون منعت المؤلف من الإطالة ولجوئه إلى الاختصار في الكتاب وإيراد الحقائق الثابتة والروايات الصحيحة بعيداً عن الاطناب.
وجدير ذكره أن الشيخ عبيد الله أمين كردي ومن خلال معرفتي له رأيت فيه نقاء الأطفال، ووقار الشيوخ، وحصافة العلماء ونشاط الشباب، فجاء هذا الكتاب ليعكس بعض ما يتمتع به من سمات، رحمه الله رحمة واسعة.
ومن خلال قراءتي لهذا الكتاب احسب انه جدير بالقراءة,, والاطلاع وانه لجهد مشكور لكل من مؤلفه وناشره والمشرف على إصداره.
|
|
|
|
|
