الفنان إنسان
والإنسان يتنامى في داخل الفنان الأصيل.
وفنان لا تتحرك في داخله المشاعر لآلام من حوله ليس إنسانا,, يكون موظفاً,, مؤدياً,, مطرباً,, مهرجاً,, آلة,, أو كل ما تقدم مجتمعة.
وفنان بحجم وقامة محمد عبده السامقة لا يمكن إلا أن يكون إنساناً رائعاً وجميلاً ومرهفاً,.
تتجلى فيه من الصفات الحميدة تجاه قضايا الآخرين ما يجعله في طليعة فناني العرب من الجانب الإنساني ناهيك كونه الفنان العربي الأول فنياً.
مساء يوم الخميس الماضي تحول محمد عبده الإنسان في حفل أوبريت (إلا القدس) إلى مهام أخرى,, لم نعهدها في البعض وإن كنا لا نستغربها من أي فنان,, إلا أن تجليها في شخص محمد عبده جعلنا نقف له إجلالاً وتقديراً وإكبارا, تحول محمد عبده قبل الحفل إلى منظم للحفل من وراء الكواليس يقوم بأعمال صغيرة هي كبيرة في حقيقتها تجاه هذا الحفل ليس لأنه حفل فني ولكن لأنه حفل تضامني مع الشعب الفلسطيني.
رأيناه ينظم الحضور في مقاعدهم,, ويتابع فقرات الحفل بنفسه,, ويؤدي فقراته بروح لم نعدها من قبل,, وينظم مقاعد الجرحى الفلسطينيين ويساندهم بل ويحمل بعضهم الذين يحتاجون لمساندة للوقوف ,, وقام بنفسه بجمع التبرعات للفلسطينيين وكان بشخصيته يحفز الآخرين على التبرعات.
محمد عبده لم يتجل كإنسان فهو كذلك وشاهدنا ولمسنا مواقفه ابان وفاة رفيق عمره الفنان الراحل طلال مداح, أقول لم يتجل كإنسان فهو إنسان رائع وملتصق بهموم الآخرين محلياً وعربياً,, ولكنه ارتفع كثيراً فظهر لنا كبيراً كبيراً.
كلمة أخيرة:
تحية تقدير واعتزاز وفخر لجميع الفنانين الذين شاركوا في الحفل الكبير الجميل.
حسن محني الشهري |