أظن أنه بعد كل الذي حدث يجب أن نقلب أخيراً شطر هذا البيت مع اعتذارنا للشاعر ولكن كان ذاك زمانه، وهذا زماننا بكل مافيه من الأشياء المقلوبة,,؟!
فهذه التعليمات العديدة بدأت تسلب شخصية المعلم حقوقها وتقدمها للطالب بكل أريحية، فليس للمعلم أن يضرب، أو يصرخ أو يعاتب أو فقط يرغب ويدلل ويلاطف ولايهم إن أقبل بعد كل ذلك على أدوية الضغط والسكر فهو الذي اقترف بأن يكون معلماً,,,!!
وبالطبع الحديث يشمل المعلمة وإن كان أشد,,؟!
وإلا ماذا تعني كل هذه الجرأة التي عليها الطلاب الآن؟ فله أن يضرب المعلم,,! له أن يسبه,, له أن يترصد له,, والمؤلم ماحدث في إحدى مدارس البنات الابتدائية حين جاءت والدة إحدى الطالبات ظهراً وقد أمسكت بباب المدرسة تهدد وتتوعد المعلمة وتطلب إحضارها حتى من بيتها لتضربها وتهينها، فقد جرحت شعور ابنتها أمام زميلاتها ,, المضحك المبكي أن الأم تصدق ابنتها حتى لو كانت طفلة,, أصبحت الأم التي كانت قبل ذلك تهدي اللحم للمعلمة وتكتفي بعظام ابنتها؟! أصبحت تنتقم هي الأخرى الآن فابنتها لا تُضرب ولاتهان مهما فعلت ومهما اقترفت,,؟!
مرارات عديدة تواجه المعلمات فهي مكبلة حتى في كلامها ولومها، ثم بعد ذلك تلام عند التقصير في النتائج,, لقد تناست الأم أن المدرسة وخصوصا المرحلة الابتدائية تُعنى بالتربية أولاً وثم التعليم.
فإذا كانت تعين ابنتها على الخطأ ولا تقبل بمعاقبتها فمتى ستربيها؟؟
بالتأكيد لا أنكر أن هناك تجاوزات من بعض المعلمين والمعلمات، ولكن لايعني بالضرورة أن يشمل الجميع كما أن أولياء الأمر يجب أن يشعروا أن المعلم كالأب فكما أن الأب يعاقب ابنه إن أخطأ يجب أن يكون المعلم كذلك على ألا يتجاوز الحد المعقول وكل طالب يختلف فيما يناسبه من جزاء تماماً كالإخوة في البيت.
وكما يطالب المعلم والمعلمة بالترغيب والتحفيز والجوائز والتشجيع,,!! ينبغي أن يعطى الصلاحية في التوجيه والتأنيب بالطريقة الملائمة,, إذاً يجب ان تعاد للمعلم شخصيته ليس بإعادة الضرب رغم انه معروف كعقاب في الإسلام، ولكن لابد ان يُبحث عن سبب افتقاره لشخصيته! فهو قائد العملية التعليمية وربان سفينتها؟!
وما أقسى ان يُقصى ربان السفينة هكذا تصبح مهددة بالغرق؟! فما بالك حين يضرب!!
|
