| مقـالات
موافقة المقام السامي الكريم على مشاركة القطاع الخاص في إنشاء وتشغيل الوحدات السكنية للطلاب في مؤسسات التعليم العالي تأتي ضمن حرص الدولة على أبنائها الطلاب وتوفير البيئة المناسبة لهم ومساعدتهم في التحصيل العلمي وتذليل جميع الصعوبات التي تقف في طريق نجاحهم وتفوقهم وتخرجهم من الجامعات ومن ثم المشاركة في عمليات تنمية المجتمع وبناء الوطن.
توقف إسكان الطلاب لفترة محددة قد يكون لأسباب رأت الدولة أيدها الله دراستها حتى يحين الوقت المناسب لإعادة تشغيل هذا الإسكان وبما يحقق مصلحة الجامعات ومصالح الطلاب ومصالح المجتمع وهذا ما لمسناه بعد صدور القرار السامي الكريم, وتأتي هذه الموافقة الملكية السامية لتحل الكثير من مشاكل الطلاب الذين توزعوا في أرجاء المدن التي توجد بها الجامعات.
فنجد أن طلبة جامعات مدينة الرياض مثلاًمشتتون في أماكن متفرقة وكل منهم يحاول أن يجد سكناً قريباً من الجامعة بقدر المستطاع والكثير منهم لا يستطيع ذلك وهذا أدى إلى ارتفاع أسعار الشقق القريبة من الجامعات مع ارتفاع أسعار غيرها أيضا, صحيح ان مسألة الشقق وتأجيرها قد تحركت وقد استفاد منها ملاك الشقق والمكاتب العقارية ولكن بالمقابل نجد أن أهالي الكثير من الأحياء السكنية يتذمرون من وجود هذه الشقق قريبة من منازلهم ولا يقبلون هذه المسألة بسهولة ومرونة.
هذا بالإضافة إلى الإعلانات الموجودة لدى المكاتب العقارية وعلى واجهات البنايات بأنه يوجد لدينا شقق عزاب, وقد كثرت هذه الإعلانات واللوحات حتى انها أصبحت تشوه البنايات وواجهات المكاتب العقارية, ومن دون شك فسيفرح طلاب الجامعات بهذا القرار السامي حيث انه سيوفر عليهم الكثير من الوقت والجهد والتعب والمال فالطالب عندما يدرس بجانب الجامعة وأبنيتها ومكتباتها وتسهيلاتها فهو سيعيش ويستمتع بالجو الجامعي ويستفيد من التسهيلات الموجودة بالجامعة من مرافق رياضية وصحية وثقافية.
بالإضافة إلى انه سيصل إلى محاضراته وقاعات الدراسة في وقت قصير وفي هذا منافع كثيرة منها أنه لن يضطر للغياب نتيجة لبعد المكان واستيقاظه من النوم متأخراً وعجلته في الذهاب إلى الجامعة وقد يؤدي هذا لتعرضه لمخاطر الطريق ومخاطر السرعة ويعرض غيره لها.
وأيضا ستتوفر له فرصة البقاء في الحرم الجامعي أو الذهاب إلى البيت بدون عناء أوالبقاء في المكتبة أو المعمل لوقت متأخر لإنجاز متطلباته التعليمية دون أن يفكر في وسيلة النقل لمن لا يملك سيارة.
إن الإيجار الرمزي الذي سوف يفرض على الطلاب مقابل السكن في مساكن الجامعة سيفيد الجامعة مالياً لتنمية مشروعاتها والإنفاق على الوحدات السكنية في عمليات الصيانة والكهرباء وأيضا يجعل الطالب يحس بقيمة السكن الجامعي وتقدير هذه الخدمة الموفرة له إذا قارنها بالسكن الخارجي من جميع النواحي التي ذكرت, وسيجعل الطالب يحافظ على هذه الغرفة التي يسكن فيها بمرافقها وينظر إليها كبيته الحقيقي في فترة الدراسة فقد تعرض الإسكان الجامعي في كثير من الفترات لعدم اكتراث الطلاب بمرافقه والعبث بها لأنها كانت خدمة مجانية وإن كان الإيجار سيكون رمزياً إلا انه يجعل الطالب يقدر ويحس بقيمة هذه المباني المادية والمعنوية, مشاركة القطاع الخاص في عمليات تشغيل الوحدات السكنية القائمة وتحفيز المستثمرين للدخول في هذه المشروعات إلى جانب إنشاء وحدات سكنية متكاملة من حيث التجهيزات والمرافق وتشغيل وصيانة هذه الوحدات تحت إشراف الجامعات كما صرح بذلك معالي وزير التعليم العالي سيعطي دفعة قوية لهذه المشاريع وللإسكان الجامعي ويعطي بعداً تنظيميا وإدارياً آخر وقد يكون مختلفا عما كان معمولا به سابقاً والذي نأمل أن يكون باتجاه تطوير وتحديث هذه الخدمات الطلابية.
وستؤدي إعادة الإسكان الجامعي إلى تفادي الكثير من المشاكل الاجتماعية التي يعيشها أو يسببها هؤلاء الطلاب نتيجة لفصلهم وإبعادهم عن الحرم الجامعي.
بارك الله في خادم الحرمين الشريفين، فهذه بشرى سارة لأبنائه الطلاب كما عودهم على ذلك دائماً, وعلى الله الاتكال.
|
|
|
|
|