| أفاق اسلامية
التلفظ بنيّة الصيام:
وقد تقدم أن التلفظ بالنية لم يكن يفعله النبي صلى الله عليه وسلم، ولا صحابته، ولا التابعون، ولا أحد الأئمة الأربعة، ولا السلف، فهو محدَث وبدعة، والنية محلها القلب، وهي قصد العبادة.
وقد ثبت في الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم اشترط إجماع وتبييت الصيام قبل الفجر في الفريضة، ومعنى ذلك قصد الصيام ونيته بقلبه أنه يصوم غداً، كما صح عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أنها قالت: قال النبي صلى الله عليه وسلم:من لم يُبَيّت الصيام قبل الفجر فلا صيام له ، رواه أحمد، وأصحاب السنن.
ففي الحديث تبييت الصيام، ومعناه: قصد القلب، كما هو ظاهر معنىتبييت ، والله أعلم.
التساهل بوقت الإمساك:
كما يفعله بعض الناس من الأكل والشرب حتى ينتهي المؤذن من أذانه، وربما تساهلوا فاستمروا في الأكل والشرب حتى يفرغ المؤذنون في المساجد التي يسمعونها، وهذا كله غلط ظاهر، وربما أبطل الصيام، يقول الله تعالى: وكلوا واشربوا حتى يتبيّن لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر , ووقت التبيّن المذكور هو أول وقت الفجر، وهو وقت الأذان للفجر، وحتى تدل على الغاية فإذا شرع المؤذن في الأذان الثاني الذي بعد طلوع الفجر وجب الإمساك والصوم، وهذا المعنى قد جاء في حديث عائشة وابن عمر رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
إن بلالاً يؤذن بليلٍ فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم ، متفق عليه.
وللبخاري:فإنه لا يؤذِّن حتى يطلع الفجر , فقول الرسول صلى الله عليه وسلم:كلوا واشربوا حتى يؤذن,,,, دليل على وجوب الإمساك وبدء الصيام مع سماع الأذان الثاني الذي بعد طلوع الفجر.
ولكن جاءت السنّة بالترخيص لمن سمع الأذان وفي يده أكلة أو شربة أن يقضي حاجته منها، والله الموفق.
|
|
|
|
|