| مقـالات
وإذا كانت (التقنية) هي وقود العصر فإنها تشكل تحدياً للدول النامية باعتبار أنها تجربة عالم آخر (الدول الصناعية) وتصدر أو تنقل إلى عالم يختلف عن (المصدر) ولذلك فإن النقل يواجه تحديات ومخاطر وإن كان حقق نجاحات استثنائية في بعض الدول كاليابان، وتايوان، وكوريا الجنوبية، وسنغافورة والبرازيل فهو بسبب توظيف التقنية في الإنتاج التصديري حيث قامت تلك الدول باستغلال التقنية في إنتاج سلع موجهة لأسواق الدول الصناعية.
وقد تطرق د,ابراهيم العساف في مقال نشر في مجلة المبتعث إلى (التحديات) أو المشاكل التي تعاني منها الدول النامية عند نقلها للتقنية مثل ضعف إمكانات البحث والتطوير واستخدام الموارد الاقتصادية النادرة واهمال المتوفرة والتأثير على البيئة وتبرز مشكلة البحث والتطوير في أن عملية البحث والتطوير تركز في الغالب على طرق إنتاج سلع وخدمات غير مناسبة للدول النامية مثل السلع الكمالية أو السلع التي لا تأخذ في الاعتبار المشاكل الخاصة لهذه الدول ويورد د,العساف مثالين لتلك السلع والخدمات.
المثال الأول: تتركز البحوث الدوائية على إيجاد أدوية لعلاج الأمراض المتفشية في الدول الصناعية بينما يصرف القليل من الجهد والمال على أمراض المناطق الحارة المثال الثاني، أن الدول النامية لاتحتاج الى الآلات الزراعية المعقدة بما يجعل عملية الزراعة معقدة وشاقة.
ويشترك د,عبدالرحمن يماني مع د,العساف في تلك التحديات التي تواجه الدول النامية مضيفاً الى تلك التحديات ضرورة التأكيد على العلوم التي تقوم عليها التقنية قبل الأجهزة والمعدات ويشير د,يماني الى مسألة في غاية الأهمية وهو انه في كثير من الأحيان يكون تدفق التقنية ومنتجاتها تدفقاً سريعا مما يصعب استيعابها وتزداد تلك الصعوبات إذا كان هناك فروق علمية كبيرة تؤدي إلى قلة المؤهلين لفهم هذه التقنيات المتطورة ومن ثم توافر الفني المتخصص لكي يتعامل مع منتجات هذه التقنية ثم يأتي على مسألة الأجهزة وقلة العدد الكافي من المؤهلين لتشغيل هذه الاجهزة وصيانتها ووضع البرامج والخطط لاستغلالها.
وما من أمة في عالم اليوم الا بحاجة الى التقنية ولكن كيف نخضع التقنية للاستخدام الأمثل هذا ما سوف نتحدث عنه في الأسبوع القادم إن شاء الله.
|
|
|
|
|