أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 23rd November,2000العدد:10283الطبعةالاولـيالخميس 27 ,شعبان 1421

العالم اليوم

التاريخ عبر ودروس
من خندق الأنا إلى خندق النحن
د, اسكندر لوقا
تحيا أمتنا العربية هذه الأيام محنة حقيقية إن صحّ التعبير, والمحنة هي، بشكل أو بآخر، حالة فرضت عليها بفعل خارجي, وهذه، ايضا، من مفرزات المحاولات العديدة والمستمرة الرامية الى طمس هويتنا العربية، في خضم التزاحم على احتلال المواقع المتقدمة بين شعوب العالم، وصولا الى وضعية السيطرة على مقدرات تلك الشعوب ووضعها بتصرف الأقوى دائما.
وفي مقابل هذه الحالة التي نحن فيها، كأمة تنتمي الى ماض عريق يشهد له كل العالم، اليوم كما في الماضي البعيد والقريب، في مقابل هذه الحالة, ترانا نملك مقومات الوصول الى المواقع المتقدمة نسبياً ان لم نقل المتقدمة تماما؟ وإذا كان ذلك بالأمر الممكن فلماذا لا نكون؟ وإذا كان ذلك من المستحيلات أو غير الممكن، فماذا ينبغي علينا أن نفعل؟ وماهي بالتالي المقومات المطلوبة؟.
إن التاريخ، عندما نعود الى سجلاته، ينصفنا كوننا أمة أعطت البشرية العديد من الانجازات، في العلوم كما في الآداب, وينصفنا كوننا دعاة سلام وتآلف وخير لنا وللآخرين, ولم يعرف التاريخ يوما عربا كانوا ضد الانسانية جماعات أو أفرادا, فأين هو سرّ هذه المحنة التي نحن فيها، نعاني من نتائجها في أيامنا هذه؟.
ترانا نقرّ أمرا مؤلما إذا نحن اعترفنا بمظاهر الأنا التي تلف بلداننا العربية، والى حد ما، شعوبنا، وان هذه الأنا لم تعد صفة مجردة بل صارت مرضا بكل ما تعنيه عبارة المرض؟.
في اعتقادنا، نحن أبناء هذا الجيل، كدنا نتآكل الى آخر خليّة في أجسامنا، بسبب هذا الداء الذي يجعل أحدنا لا يرى سواه إلا في الملمّات, وفي الملمّات، فإن المعالجة قد تأتي متأخرة أو أنها تمارس بشكل وقائي، بحيث تكون النتيجة غير الوجه المناسب أو المطلوب, ومن هنا كان القول يوما، ان الوقاية خير من العلاج.
والوقاية، كما نعلم، وكما أدركنا ربما متأخرين، بعض الشيء، أن عبارة النحن هي العبارة الفاعلة أو التي يمكن أن تكون كذلك، خاصة في الأوقات العصيبة, وهنا يتنامى السؤال لماذا لا تكون هذه العبارة عنوان الغد كما كانت عنوان الأمس القريب في القاهرة؟ ولماذا لا تكون الدرس والعبرة، بأن المصير المشترك ينبغي أن يماثل معادلة الواقع المشترك واليوم المشترك؟.
إن التاريخ يعلّمنا، بين الحين والحين، أن كلمة الأمة تبقى أقوى من كلمة البلد الواحد أو الشعب الواحد, ولهذا الاعتبار، تعلو أو يجب أن تعلو المصلحة العربية بمجموع أبنائها وأقطارها، فوق كل مصلحة تصب في خندق الالأنا , وصولا الى خندق النحن .

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved