| عزيزتـي الجزيرة
عزيزتي الجزيرة:
السلام علكيم ورحمة الله وبركاته,, وبعد:
لقد اطلعت على ما كتبه الاستاذ الفاضل سلمان بن محمد العمري في جريدة الجزيرة صفحة مقالات العدد 10280 بتاريخ يوم الاثنين 24 شعبان 1421ه, وقد اثار هذا المقال فيَّ شجوا واحزانا من واقع مجتمعنا الذي تغيّرت في بعض افراده بعض المفاهيم التي ما كنا والله نعهدها في السابق لقد كنا في الماضي نبني علاقاتنا الاجتماعية على المحبة في الله والتراحم والتكاتف والتعاون على البر والتقوى وما كان يخطر في خلد الواحد منا ان يحب انسانا من اجل المصلحة الدنيوية المحضة، بل حتى ولو أحب إنسان انسانا من اجل مصلحة ما فلا يعني هذا ان يتجاهل بقية الجوانب الايجابية الاخرى.
ان ديننا الحنيف كما اشار الاستاذ سلمان يدعونا الى معرفة حق المسلم على اخيه المسلم ويذم صفة (المصلحجية) بالتعبير المعاصر التي تنتهي بانتهاء المصلحة, كما يدعونا رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم الى ان ننزل الناس منازلهم ونعرف لكبارانا قدرهم وقيمتهم حيث يبذل الواحد منهم جل عمره وزهرة شبابه في خدمة امته ووطنه ثم ما يلبث بعد تقاعده عن عمله او انتقاله عنه ان يكون نسيا منسيا حيث يطوى في عالم النسيان وتنسى بصماته التي تركها في الادارة او المصلحة التي كان يعمل فيها انها والله قضية محزنة ان نرى مثلها في مجتمعنا المحافظ والمتمسك بالدين الاسلامي، بل ان الكثير من اخواننا المسلمين في شتى أصقاع الارض ليرونا قدوة حسنة تتمثل فيها اخلاق الصحابة رضي الله عنهم فإذا وصلوا الى بلادنا فوجىء بعضهم بمواقف تتنافى مع ما كان يعتقده قبل مجيئه.
إنني أدعو اخواني المسلمين في هذا البلد خاصة وفي سائر بلاد المسلمين ان يحافظوا على اخلاق الاسلام الحنيف ففيها النجاة والفوز والفلاح يوم القيامة يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان من أحبكم الي وأقربكم مني مجلسا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقا,,) اخرجه الترمذي وقال صلى الله عليه وسلم: (ان المؤمن ليدرك بحسن خلقه درجة الصائم القائم) اخرجه أبو داود.
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحشا ولا متفحشا وكان يقول: (ان خياركم أحسنكم أخلاقا) رواه البخاري ومسلم.
فأين نحن من هذه الاخلاق النبوية الفاضلة قال الشاعر:
وإنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا |
أقول ذلك وأؤكد عليه وقد ذكر اخي قصة ضابط كبير جاء يتسلّم بعض اوراق له عقب تقاعده ونهضنا لنسلم عليه ونقوم بخدمته كما هو واجبنا الاسلامي واذا ببعض الزملاء جالس في مكانه وكأنه لا يعرفه، بل كأنه لم يكن يوما ما مسئولا عنه فلما عاتبناهم في ذلك بعد انصرافه طبعا قال أحدهم: انتهت مصلحتنا منه! ماذا ترجون منه! مع العلم انه كان طيبا في تعامله معهم اثناء ادراته، فهل الى هذه الدرجة تتدنى اخلاق المسلم!
يا من تحب لمصلحة وليس لله الجليل ستموت عنها مرغما ادرك فقد قرب الرحيل تبقى المحبة للإله يوم القيامة كالدليل ومصالح الدنيا تزول اصحابها كل ذليل |
وأخيرا أختم كلامي بقول الله تعالى: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو إلا المتقين).
أسال الله للجميع حسن الاخلاق والتوفيق لما يحبه ويرضاه, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
عبيد بن عبدالعزيز الفيصل أستاذ علوم شرعية بالمعهد الثانوي للمراقبين الفنيين بالرياض
|
|
|
|
|