|
| الاقتصادية
ينتج العالم اليوم نحو ألف وخمسمائة طن من الذهب في كل عام منها 700 طن في المنطقة المحيطة بجوهانسبرج من جنوب أفريقيا وما يقرب من 400 طن في الاتحاد السوفيتي وإذا كان إيجاد الرقم التقريبي للإنتاج سهل بعض الشيء فليس هناك من هو قادر على حسبان حجم الجهود الحقيقية التي تبذل في سبيل إنتاج الذهب سواء تحول هذا الذهب إلى حلي ام نقود أم إلى سبائك، فإنتاج الذهب يحتاج إلى عمليات كيماوية وصناعية بالغة التعقيد قبل أن تتحول التربة التي تحمله إلى اللون الأصفر البراق، والطن من التربة لا ينتج في المعدل العام أكثر من 12 جراما من الذهب أما السبيكة الصغيرة منها تزن قبل الاستخراج نحو 80 طناً من الصخور التي ينبغي تحطيمها، والسبيكة قبل الاستخراج تكون شيئاً مخيباً للآمال بلونها الأسود ومظهرها العتيق، ولكي يصبح الذهب براقاً يحتاج الأمر في جنوب أفريقيا إلى 420 ألف عامل منجم منهم 380 ألف يجلبون من قبائل البانتو ومن المناطق الأفريقية الإستوائية ويخضعون لنظام عمل وسكن ومكافآت تجعل حياتهم جحيماً وتجعل أي أبيض غير راغب في منافستهم للحصول على نفس العمل, ويعتبر العمل في الأعماق ذات الرطوبة والحرارة العاليتين من أصعب الأعمال بالرغم من توافر أحدث التقنيات، ولا يحصل إلا الأقوياء في البنية على هذه الوظيفة بعد خضوعهم للاختبار والتدريب على ارتفاع الحرارة التي تصل إلى 30 درجة مئوية وفي المناطق الأكثر عمقا تبلغ 50 درجة مئوية، وتتحكم بالأسعار وتحددها بلندن أكبر خمسة شركات وهي شاربز بسكلي وجونسون مانزي وروتشيلد وأبناؤه وموكاتا وغولد سميد وصامويل مونتيغو، وقد أكدت المعطيات التاريخية فعالية الذهب كأداة تثمين تحمي المستثمرين من مخاطر التضخم وتدني القيمة الشرائية، فإذا أخذنا الولايات المتحدة مثلاً تبين أن سعر أونصة الذهب كان 20,76 دولاراً في عام 1914م و 35 دولاراً عام 1934م في حين قفز إلى حدود 400 دولار في نهاية عام 1990م متأثرا بأزمة الخليج وهناك علاقة واضحة بين سعر الذهب وبعض القيّم الأخرى بالأسواق مثل المؤشر الإجمالي للأسعار وسعر النفط الخام بالنسبة للنفط مثلا كانت نسبة التعادل بالنسبة للذهب 23 برميلا للأونصة الواحدة عام 1974م، أما اليوم فالنسبة هي أقل بكثيرة بعد انخفاض أسعار النفط باستثناء الأشهر الأخيرة من عام 1990م عند بداية أزمة الخليج ومراكز الذهب حالية في الشرق الأوسط هي بيروت والكويت والمنامة ودبي وجدة والرياض، وتعمل هذه المدن لمراكز لتوزيع الذهب في سوقها المحلي أو في أسواق جيرانها أو كمحطات ترانزيت للنشاط الإقليمي,, وتعتبر إمارة دبي من أهم الأسواق في العالم ويقدر الخبراء بأن 10% من ذهب العالم يمر بدبي وسوقها يبيع يومياً ما لا يقل عن 50 كيلو جراماً ويدهش الزائر عند مشاهدة 4000 كيلو جرام من الذهب تجتمع تحت شارع مسقوف لا يتجاوز امتدادا 200 متر، وتنتج جنوب أفريقيا 598,000 كيلو جرام والاتحاد السوفيتي 275,000 كيلو جرام والولايات المتحدة 54,000 كيلوجرام وكندا 180,000 كيلوجرام وأستراليا 72,000 كيلو جرام والصين 72,000 كيلو جرام والفلبين 33,000 كيلو جرام وغينيا الجديدة 33,000 كيلو جرام وكولومبيا 26,000 كيلو جرام.
|
|
|
|
|
