| الثقافية
عرفت عبدالكريم الجهيمان منذ ما يقرب من نصف قرن وكنت يافعاً طموحاً وكان هو استاذاً جليلاً يتربع على كرسي رئاسة تحرير أول جريدة تصدر في المنطقة الشرقية جريدة أخبار الظهران وكان ولعي بالكتابة والمتابعة، وحبي لمهنة المتاعب يجعل الالتقاء به لا ينقطع فوجدت فيه نعم الموجه والمربي والحامي الذي يستميت في سبيل الدفاع عن مبادئه وعن زملائه وطلابه، إلى دماثة في الخلق وحسن في التعامل واللقاء، وكانت اللقاءات التي تتاح لي ولأمثالي من الشباب مع هذا الاستاذ لا تتوقف عند حدود المهنة, بل هي لقاءات حميمية تجسد الصداقة بأسمى معانيها حيث تسقط الحواجز ويبقى الصفاء والنقاء في علاقة ليست مشوبة بغرض دنيوي وكانت حاجتي وحاجة أمثالي من الناشئين في ميدان الصحافة إلى استاذنا الجهيمان اكثر من حاجته الينا ومع ذلك لم يكن يبخل علينا بالنصيحة والتوجيه بصورة تقرب من التعليم المستمر واستعمال اعلى درجات الوعي للدخول في معترك الحياة الصحفية بنزاهة وحرية ونظافة اليد والضمير وعندما ضربت بيننا ايدي سبأ صارت اللقاءات نادرة وعابرة الا انني كنت احاول ان التقي به تقديرا لعلمه وصداقته وزمالته التي لم تمتد طويلا مع الاسف وبعد مضي هذا الموقف الطويل فان اضواء كلماته واحاديثه تتردد في خاطري كلما مرت سانحة من السوانح تذكرني بقلم حر نزيه ولا شك ان تكريم هذا الاستاذ الرائد هو تكريم للثقافة والادب فآثار الاستاذ الجهيمان لاتزال شاهدة بفضله متعه الله بالصحة والعافية امين.
عبدالله أحمد الشباط
|
|
|
|
|