أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 23rd November,2000العدد:10283الطبعةالاولـيالخميس 27 ,شعبان 1421

مقـالات

بوح
النموذج الغربي
ابراهيم الناصر الحميدان
احسب نفسي من السعداء الذين زاروا اكثر الدول العربية ووقف على حالة المواطنين فيها عن قرب وربما تحسس مشكلاتهم بالاضافة إلى ان الانتاج الفكري لأدبائها قد يكون اسهم في طرق جوانب من حياة السواد الاعظم الذي يركز عليه في العادة المبدعون الواعون لرسالتهم الأدبية، ومن البديهي ان لكل دولة عربية نهجها وتوجهها لملاحقة خطوات العصر التحديثية وما يعنيه ذلك من تراكم قد يفقدها بعض خصائصها وثوابتها التراثية وبطبيعة الحال فان دول الخليج اصبحت تواجه بسبب وضعها الاقتصادي والجغرافي هجوماً ثقافياً كاسحا من عناصر العمالة التي اضطرت إلى استقدامها للمشاركة في تنفيذ خططها التنموية, وهو وضع لم تجد بُداً من خوضه لتحقيق تلك الاهداف, ولسنا هنا في معرض تناول النتائج التي تمخضت عنها تلك الخطط لأن التطور الحاصل يغني عن اي تساؤل، انما الذي يهمني هنا القاء الضوء على ثمن تلك الثقافة الوافدة وما تأتي من تأثيراتها، ففي قطر خليجي ناهض وبالتحديد دبي على سبيل المثال نرى ذلك التقدم الاجتماعي والاقتصادي الذي جعل منها قطباً تجارياً ملموساً في منطقة الخليج، وهو امر نفرح له ولا يسعنا سوى التمني ان تحذو حذوه الدويلات الأخرى مع اننا لا نؤيد ذلك الاندفاع التحديثي الذي يمثل العولمة في اوضح صورها, فهذه الامارة الصغيرة تمضي بخطى حثيثة نحو التجديد في اساليب معيشتها وتطوير نظمها إلى الدرجة التي طمست معها هويتها العربية حتى انك حين تتلفت يمنة او يسرة تتساءل هل انت فعلاً في قطر عربي طالما انك لا تتخاطب مع اكثريه المقيمين فيها سوى بلغة اجنبية اصبحت هي الرابطة التي ينضوي تحت لوائها معظم السكان وهو امر خطير ارجو ان يتنبه له قادتها وذلك بالاستعاضة عن العمالة الاجنبية بعمالة عربية حتى تحافظ على هويتها العربية من التلاشي بالتدريج وهو ما يكاد يلمسه اي زائر أو مراقب من النظرة الأولى , اذ ان فتح باب الاستقدام والهجرة اليها من دول كثيرة على مصراعيه حتى وان كانت مجاورة واسلامية مثل ايران وتركيا فان لذلك تأثيره بالاضافة إلى العمالة الآسيوية المتكدسة انطلاقاً من الهند وباكستان والفلبين وغيرها وقد لا اغالي حين ازعم بأنني في زيارتي لهذه المدينة لم اتحدث باللغة العربية الا نادراً حيث ان العمالة الوافدة تسيطر على اكثر المرافق السياحية فنادق، مطاعم ، منتزهات، عربات الأجرة,, الخ ولعلها تأخذ بالرأي المطروح في الآونة الأخيرة والذي يدعو إلى استيعاب العمالة الفلسطينية التي تعيش اوضاعاً سيئة في فلسطين تحت نير الغطرسة والاحتلال الصهيوني البغيض والذي يسيطر على المصانع والتجارة والزراعة في القطر الشقيق المحتل من قبل هذه العصابة الحاكمة والتي استطاعت بمساندة الدول الغربية والشرقية على حد سواء من اقامة كيان عنصري يكره العرب والمسلمين بصورة خاصة للعداء المستحكم لديه نحو الدين الاسلامي منذ نزول الرسالات السماوية قبل آلاف الاعوام والذي تشربوه جيلا بعد جيل رغم انهم عاشوا مشردين في الشتات انما رضعوا تمسكهم بهذه العنصرية العدوانية في الاماكن والأقطار التي عاشوا فيها تحت شعار اليهود عنصر سامي متفوق على كافة السلالات ولهذا عليه ان يسيطر على الجانب الاقتصادي والاعلامي في كافة اقطار الدنيا حتى يتسنى له تحيق طموحات السيطرة والسيادة على العالم, انها امنية بان تعمل امارة دبي على تحقيق ارادة الامة العربية والاسلامية في استيعاب آلاف العمال الفلسطينيين الذين يحتاجون إلى دعم صمودهم في هذه المرحلة بالذات.
وكذلك بقية دول الخليج العربي التي تضيق بالعمالة الأجنبية الوافدة من دون تخطيط.
*للمراسلة ص, ب 6324 الرياض 11442

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved