أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Thursday 23rd November,2000العدد:10283الطبعةالاولـيالخميس 27 ,شعبان 1421

مقـالات

شدو
قديمك نديمك!
د,فارس محمد الغزي
بغض النظر عما اسفرت عنه نتائج (العد اليدوي) للانتخابات الامريكية ، فإنها قد أثبتت بالفعل ان (شعرة من جلد الخنزير فائدة!) وذلك حين أجبرت الجميع على (رَكن) التكنولوجيا جانبا والاعتماد على العد اليدوي الامر الذي لم يرد الاعتبار لعقل الانسان فحسب، بل (ولأصابع) هذا الانسان, ان امرا كهذا يعني بطلان كل الاعتقادات الزاعمة بأن التكنولوجيا قد تفوقت على بني آدم الى حد الدكتاتورية فالاستعباد! بالطبع تعلمون ما أتحدث عنه (ساخرا هنا!) والذي يدور حول ما جرى على إثر انتخابات الرئاسة الامريكية وكيف ان المرشح (آل جور) قد تبرأ من نتائج الانتخابات متذرعا بأنها نتائج (مكائن) طالبا بدلا من ذلك (العد اليدوي) الانساني, إن هذه الانتخابات بالفعل انتصار لما رآه بعض مستشرفي المستقبل الانساني ممن عاشوا في فترة الستينات الميلادية من ان التكنولوجيا التي صنعها الانسان لخدمته سوف ذات قرن تنقلب على هذا الانسان الى حد أكله (حيا!) وبالفعل فقد صدقوا: فكم من انسان أكلته حيا حوادث تكنولوجيا السيارات والطائرات والآلات,,؟! بل ان هناك فوائد قد تتبلور على المدى البعيد من جراء العودة الى (العد الأصابعي!) حيث ان هذه الانتخابات قد بذرت اولى بذرات الرجوع الى كل ما هو يدوي/ تراثي/ انساني مما يعني أنه لدينا امكانية (استنساخ!) قرص الجمر وبراد شاهي الحطب والمقرصة والربابة والنجر والقربة والصميل، وحتى السراج وتلفون (ابو هندل!),, والأخيران يعنيان امكانية اندثار (شفاطي!) الأرزاق: الكهرباء والجوال, بالفعل ستكون عودة انسانية ولا أروع! الى الطبيعة مما سيؤكد انه لا يصح الا الصحيح (المحلي)، وبأن قديمك هو نديمك بل وبأن (اللي ما له أول تراثيا، مالت عليه حضاريا!) وعلى غرار المثل القائل: (اللي ما له اول ما له تالي!) ان اعادة الاعتراف بأهمية (اليد) في هذه الانتخابات قد تبعث لدينا ما ساد ثم باد من امثال قديمة منحت (أعضاء) الانسان (الطبيعية!) الأهمية التي تستحقها، امثلة من قبيل: ما حك جلدك مثل ظفرك!,, والعين ما تعلى على الحاجب، وبالطبع أقصد بالعين هنا العين الطبيعية التي لم (تشوهها!) تكنولوجيا العدسات الملونة بعمى الالوان الحضاري! بل ان هذه الانتخابات (اليدوية) ستدفع بالبشرية الى العودة الى الجمال الطبيعي (ومشتقاته!) مما يعني افلاس كل صنعة مهنتها تزوير الجمال كمراكز ومستوصفات التجميل وحتى مراكز (تصريف وشفط الشحم غير الصحي!).
بالاضافة فهذه الانتخابات اليدوية قد اثبتت صحة النظرية الحاثة على تجنب الأكل بالملاعق وهي نظرية (ياما وياما!) اقصد طالما حاولت الصمود فلم يسعفها الحظ رغم انها لم تترك مجالا للاقناع الا وطرقته ومن ضمنها هذا البيت:


اضرب بخمسك لا تأكل بملعقة
إن الملاعق للنعماء كفار!

وهو بيت شعري قابل للتحوير ليناسب ما يجري الآن وكالتالي:


واحسب بخمسك لا تحسب بتقنية
إن الحواسيب للأرقام (خسار!)

أخيرا، وهل هناك فائدة (ألذ!) من فائدة هذه الانتخابات في كشفها بأن اليهود ليسوا بأذكياء البتة وذلك بدليل انهم رسبوا في الحساب رغم غشهم في هذه الامتحانات، اقصد الانتخابات! فمن المعلوم ان اليهود قد رموا بثقلهم خلف المرشح (آل جور) فقط لتفاجئهم النتائج برسوبه (على الأقل حتى وقت كتابة هذه المقالة!)، بالمناسبة، هناك مقاطعة انتخابية اشتهرت بكون غالبية سكانها من اليهود المؤيدين (لآل جور) ومع ذلك فقد اصيب هؤلاء السكان بفقدان ذاكرة مؤقت مما جعلهم يدلون بأصواتهم لصالح مرشح مستقل يكرهونه (من قلب!) ويكرههم (ومن يلومه!) الا وهو (بات بوكانن!) والذي طالما قَطَّعوا جلده! هؤلاء اليهود متهمين إياه بالعداء للسامية، فقط لتعمى ابصارهم وبصائرهم فيصوتوا له,, اللهم زد وبارك ,, اللهم من هذا ودون!!
ص,ب 454 رمز 11351 الرياض

أعلـىالصفحةرجوع
















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved