| فنون تشكيلية
* جدة مريم شرف الدين:
برعاية صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز وحضور صاحبة السمو الملكي الأميرة مشاعل بنت مقرن بن عبدالعزيز وصاحبة السمو الملكي الأميرة هناء بنت عبدالله بن خالد بن عبدالعزيز انطلقت فعاليات معرض المركز السعودي الجماعي السابع للفن المعاصر الذي ينظمه المركز هذا العام بالتعاون مع مؤسسة الخيرات وكلاء شركة بيبيو الفرنسية وذلك بصالة المركز السعودي للفنون التشكيلية,, وجاء هذا المعرض بمشاركة 39 من الفنانين والفنانات التشكيليين.
احتوى المعرض على ستين لوحة وعدد من المجسمات الفنية تجسدت من خلالها مدارس الفن الحديث والتركيز فيها على السريالية والتأثيرية والانطباعية والتجريدية وتناولها وفق اساليب معاصرة اكدت على قدرات بعض الفنانين التصويرية ومقدرتهم على التعامل مع هوية العمل بتفعيلاتها الدقيقة وخلق ايقاع متناسق بين خطوط اللوحة وابجديات الفكرة واللون والضوء والحركة وتحويلها إلى فلسفة ابداعية وموضوعية ادت إلى خلق حرارية توضح مدى عمق الاحساس الذي يمتلكه كل فنان او فنانة منهم وبشكل ساعد على تكامل بناء العمل ونضوجه.
ثم تفضلت صاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان بن عبدالعزيز وصاحبات السمو الملكي الأميرات بأخذ جولة على أرجاء المعرض والاطلاع على الأعمال الموجودة وقيام الفنانات بشرح أعمالهن وقد أبدت سموها اعجابها بالأعمال.
بعد ذلك انتقلت سموها إلى موقع الحفل الذي أعده المركز السعودي على هامش فعاليات هذا المعرض وبهذه المناسبة القت سموها كلمة ضافية اعربت في مستهلها عن شكرها للفنانة منى القصيبي والفنانات والجهات الداعمة للمعرض والإعلاميات والتعبير في هذا السياق عن سعادتها البالغة وفخرها لما وصل إليه الفن التشكيلي والنقلة النوعية التي يعيشها في مرحلته الحالية بوجود المهتمين بهذه النوعية من الفن.
كما أكدت سموها بأن المرحلة الحالية تعني بأننا في قمة ازدهارنا الثقافي وعدم شعورنا بالعجز نتيجة لتوفر أدوات الثقافة المختلفة التي تمثل نظرة شاملة على ما وصلنا اليه من موقع حضاري رفيع المستوى بما فيها الفن الذي اصبح له دوره في حياة البشرية ولم يعد يعبر عن النواحي الجمالية فحسب وانما عن جميع أوجه حياتنا وجعل الفنان يتوغل بانفعالاته وعواطفه من خلال الأشكال والألوان والخطوط حتى اصبح لهذا الفنان دوره المؤثر وترجمة الخصائص المرتبطة بشخصيته.
وألمحت سموها ان الفنانين على الرغم من محاولاتهم الجادة في نقل هذا المناخ الثقافي إلا ان هذا الجهد الفني مازال في حاجة إلى وجود النقاد الفنيين الذين يقومون بتحليل هذه الأعمال بصورة موضوعية خاصة ان الفن لا يزدهر بدون النقد الواعي المستمر في ذات الوقت الذي لا يعني فيه النقد الاسراف في الكشف عن نقاط الضعف او تضخيمه لها او افتعال قيم غير متوافرة في الاعمال لأن النقد يبقى في حقيقته تحليلا موضوعيا واعتبار سموها له معيارا لقياس العمل الفني معيارا يستوحي الحقيقة الفنية بطرق واساليب مغايرة للنهج المألوف ويحتاج إلى مرونة لفهم شخصية الفنان مستمداً ادراكه لطبيعة الابداع ودلالاته عند المبدعين مما يساعد على ايجاد السمات التي تؤدي إلى خلق هوية مستمدة من مقطوعة عن التكامل الذي يطبقه الناقد واضفاء منهجية على العملية الابداعية واعطاء دفعة للفنان لتحقيق المزيد من النجاح وعدم الاستناد على النقد كوسيلة للهدم او الاهتمام بفئات دونا عن الأخرى واكدت سموها: حتى في حالة سواء كان هذا النقد سلبيا أو ايجابيا إلا انه يعطي اهمية للموضوع.
كما أشارت سموها إلى افتقار الساحة إلى وجود الأبحاث والدراسات المتخصصة التي يمكن التعرف من خلالها بشكل أكبر على الفن لدينا والفنانين وتحليل الاعمال الموجودة ومفرداتها والتعمق في الفن المعاصر خاصة ان موضوع الفنون الجميلة من الموضوعات المهمة والخطيرة وأن المدارس الفنية لم تعد تعبر عن الجمال والابداع فحسب وانما اصبحت لها القدرة التي تمكنها من التعبير عن القضايا الاجتماعية والسياسية والإنسانية.
وأصبحت لها الثقة التي تستند عليها في بنائنا الحضاري مما يتطلب ان نستمد منها فلسفتنا ومحاولة الربط بينها وبين تراثنا الإسلامي حتى لا نهمل في المقابل جذورنا الأصيلة المرتبطة بتاريخنا العريق التي نعتز بها ونشعر بالمسؤولية تجاه حضارتنا ورصيدنا التراثي الذي لن ينضب معينه بمشيئة الله.
وأعربت سموها عن اهتمامها بالنقد لما يشكله من أهمية في عملية تذوق هذه الأعمال ومساعدة المتلقي وتكوين الرصيد الثقافي للتعامل معها وانتهازها حفظها الله لهذه المناسبة وتوجيه دعواتها إلى الجميع للاهتمام بالنقد الفني لما يشكله من اهمية.
ولأنه يعبر عن فكر ووعي ثقافي ومطالبة الكتاب والكاتبات بإعطاء هذا الحيز قدرا من الأهمية لأن هذا مما سيكون له الدلالة على معرفتنا للفن ويمنحنا القدرة الكافية التي تجعلنا نتماشى مع الفن التشكيلي.
كما أبدت سموها ارتياحها للأعمال الموجودة في هذا المعرض، وملاحظتها لعدم تقارب روح الفنان بين هويته وبين اللوحة المناطة به بالإضافة إلى التباعد الملحوظ بين واقع المرأة السعودية في أعمالها وبين شخصيتها الحقيقية، وبالذات في الأعمال السريالية التي تعبر عن حالة خاصة من الكبت بينما مجتمعنا اعطاها الحرية التي تأتي وفق ضوابط وبالشكل الذي لا يتعارض مع شريعتنا وممارسة دورها في الحياة واثبات وجودها داخل هذا الكيان.
وأكدت سموها ان المرحلة الحالية لا تستدعي البقاء او الجلوس او الانطواء وخصوصا في ضوء المتغيرات الحالية وباعتبارنا نعيش في مجتمع إسلامي وعربي يأبى ان يكون في موقع التبعية وانما يحتاج إلى ان يكون لديه الوعي الثقافي ويتطلب منه عدم مسايرة ركب التطور فحسب وانما ايجاد المرتكزات التي يستند عليها وتؤكد على وعينا الثقافي وتمنحنا القدرة على المواجهة وجعل الفن وسيلة للمواجهة وليست للانطواء باعتبارنا لسنا سلبيين.
وألمحت سموها في هذا السياق ان المدارس التشكيلية تحتاج إلى دمجها مع توجهنا العربي العام وضرورة منحها الصبغة التي تمثل هويتنا العربية بتاريخها وتراثها وعدم الاستناد عليها بصورتها الحالية وانما بالصورة التي تجعلنا نبقي على قيمتها الجمالية التي ترتبط بجذورنا الأصيلة وتعبر عن هذه الهوية العربية لأننا لا يمكن ان نتصور انفسنا في عزلة عما يدور في العالم ولاعتبار ان هذه التجارب رصيد بشري ويمكن هضمها واستيعابها، ولكن في نفس الوقت ان يكون لنا طابعنا المحلي وينبغي ترجمتها فيه والاستفادة من ظروفنا وإمكاناتنا وكل ما يحيط بنا، كما أبدت سموها اعجابها بلوحة الفنانة التشكيلية فاطمة عمران تقنيات وعولمة التي استطاعت ان تجسد فيها روح المعاصرة وايصال الفكرة العامة التي يرمي اليها المعرض.
من ناحية اخرى اكدت سموها ان المرأة هي التي بمقدورها ان تصنع مستقبلها كما كان تطورها الشخصي المؤشر الحقيقي لإنجازاتها وحضورها المشرف والمؤثر وتأكيدها,, إن مشاركات المرأة دليل على تطورها.
كما ألقت مديرة المركز السعودي للفنون التشكيلية الفنانة منى القصبي رحبت في مستهلها بصاحبة السمو الملكي الأميرة حصة بنت سلمان وبصاحبات السمو الأميرات والحاضرات.
وشكرت سموها على تكرمها وافتتاحها لهذا المعرض الذي يعتبر من أهم المعارض التي اهتم المركز بتنظيمها بمشاركة الفنانين من مختلف مناطق المملكة واتاحة الفرصة لهم بكل اتجاهاتهم ومدارسهم التشكيلية وطرح عطاءاتهم بأسلوب معاصر لإعطاء المتذوقين فرصة للبحث والتحاور لاكتشاف كل المستجدات ويأتي أيضا بعد تقديم المركز ل150 معرضا .
صاحبة السمو الملكي الأميرة مشاعل بنت مقرن بن عبدالعزيز آل سعود قالت عن المعرض: في الحقيقة ان ما شاهدته اليوم في المعرض يعتبر شيئا مشرفا ومن خلال حضوري المتواصل لهذه المعارض اشعر ان كل معرض من هذه المعارض افضل من المعرض الذي يسبقه وهذا مما يشعرني دائما بالنقلة النوعية التي يعيشها الفن التشكيلي والخطوات التي قطعها ويعبر ايضا عن المرحلة التي وصل إليها وتعبر عن مستوى الوعي التشكيلي الذي يمتلكه الفنان او الفنانة من التشكيليين السعوديين وقدراتهم في إبراز هذه الموهبة من خلال ابداعاتهم وافكارهم المختلفة ومقدرتهم كذلك في تحويل تلك الافكار التي تختزنها مخيلتهم وتقديمها للمتلقي عبر تلك اللوحات من خلال الأدوات التي تجعلهم يتعاملون مع كل فكرة بصورة موضوعية وهذا من وجهة نظري مما يعني ان الفنان السعودي في تقدم.
وهذا من وجهة نظري ان الفن التشكيلي تطور وتقدم وان الفنان يشعر بدوره في حمل هذه المسؤولية الابداعية التي تتطلب الكثير من المثابرة والجد وابراز الفن السعودي بصورة مشرقة والتي تؤكد ايضا على هويتنا نحن وتعبر عن خصوصيتنا السعودية التي تمثل اصالتنا وجذورنا العريقة التي لا تنفصل عن تلك القيم السامية التي خص بها الله سبحانه وتعالى هذه البلاد وتقديم نوعية من الفن الراقي الذي يرقى بهذا الفنان ويرفع من مكانه الابداعي والفن السعودي كما اتمنى من ناحية اخرى مشاهدة اعمال هؤلاء الفنانين وغيرهم في الخارج ومشاركتهم في المعارض الدولية بشكل اكبر حتى نتمكن من ايصال الفن السعودي إلى العالم باعتباره اللغة المشتركة التي من الممكن ان يستوعبها الجميع وتعبر عن مستوى الوعي الثقافي الذي استطعنا ان نصل إليه في هذه البلاد.
|
|
|
|
|