* واخيراً كأس الكؤوس العربية (سعودية),, فبعد مرور عشرة أعوام من تاريخ هذه المسابقة التي تمردت على جميع الفرق السعودية التي شاركت فيها,, اليوم يخطب هذه الكأس فريق سعودي بغض النظر عن لون قميصه أصفر كان أم أزرق,, المهم ان هذه الكأس (المتمردة) أضحت سعودية وأنها لن تبرح الرياض,, وسيدخل الفائز بها التاريخ كأول فريق سعودي يحققها منذ انطلاقتها الأولى في جدة,.
* هذا المساء يسدل الستار على نهائي عربي (11) برعاية كريمة من أمير الشباب العربي الأمير سلطان بن فهد,, اليوم تعيش عاصمة العرب الرياض عرساً كرويا شبابياً جميلاً,, كما عاشت بالأمس حدثاً ثقافياً حضارياً تجسد في افتتاح سمو ولي العهد الأمين مركز الملك فهد الثقافي,, الذي يعد منارة ثقافية حضارية تشع خيراً وعلماً وفكراً ونوراً على العالم العربي بأسره,.
فما للمملكة للعرب والعكس صحيح,, واليوم تحتفل جماهيرنا الرياضية على اختلاف فئاتها وميولها بلقاء فرسانها الأبطال وكما توقعنا,, وتوقع الجميع منذ اليوم الأول للبطولة تأهل الهلال والنصر لنهائي الكأس,, كنتيجة حتمية ومنطقية مقارنة بما قدمه الفريقان في مشوارهما الجميل والصعب في عربي 11,, فكان النصر والهلال صاحبي العروض الأجمل والنتائج الافضل,, كلاهما بلغ المباراة النهائية عن جدارة واقتدار,, كلاهما قدم مهر الوصول الى الكأس عداً ونقداً من مهارات لاعبيه وفنيات نجومه,, كلاهما واجه مصاعب وعقبات انتصر عليها بسلاح الإرادة القوية والعزم والتصميم,, كلاهما تفوق على نفسه في اكثر من موقعة,, الهلال على المحمدية العنيد والنصر على العربي المنظم,, كلاهما كان جديراً باللعب على نهائي الكأس,, وكلاهما جدير بالفوز به,, فإن ذهبت الكأس للنصر فهي حق مكتسب,, وان ذهبت للهلال فهي حق مكتسب أيضاًً ولعل أجمل ما في عرس الكرة العربية هذا المساء وجود العبق السعودي في المكان,, العود والهيل والعقال,, فالفريقان من أقطاب الكرة السعودية وزعمائها,, يضمان كوكبة من ألمع نجوم الكرة السعودية مؤهلة فنيا لتقديم نهائي عربي نموذجي من الطراز الأول فناً وابداعاً وسلوكاً,, فرغم حساسية التنافس التقليدي بين الفريقين العملاقين إلا ان ذلك لا يؤثر أبداً على شفافية اللقاء والتزامهما المطلق بالروح الرياضية العالية في أسمى معانيها وأنبل صورها,, فاللقاء سيشاهد عبر الشاشة الصغيرة وتنقل أحداثه على الهواء مباشرة لعشرات الملايين داخل الوطن وخارجه ويشاهده حضوراً في درة الملاعب العالمية نخبة من رموز الثقافة العربية ومن كبار الشخصيات العالمية التي تزور الرياض هذه الأيام,, وكل ذلك يضفي على اللقاء هالة كبيرة من الأهمية,,نثق تماماً أن نجوم الفريقين سيقدمون لوحة كروية زاهية في مستوى هذا الحدث وصورة جميلة لما بلغته الكرة السعودية من تطور وهذا في حد ذاته مكسب كبير لنا جميعاً,, بغض النظر عن شعار بطل الكأس وحامل اللقب,.
الوجه الآخر للقاء القمة
* هذا عن نظرتنا العامة للقاء,, بأهدافه ومعانيه ولكن ماذا عن الوجه الآخر للقاء,, الوجه الفني,, وحظوظ كلا الفريقين بالفوز,, من تابع مشوار الهلال والنصر جيداً طوال البطولة يدرك بعض الحقائق والاشارات,, فهناك تقارب شديد في مستوى الفريقين بدءاً بالحراسة وانتهاءً بالهجوم مروراً بالوسط,, واذا كان الفريقان متعادلين في عناصر القوة,, فهما كذلك في عناصر الضعف,, فالدفاع مشكلة مشتركة,, كلاهما عانى من اهتزاز دفاعاته,, وهناك إجماع على ان دفاع النصر والهلال هما أقل الخطوط انتاجاً وفعالية وساعد على عدم دفع ثمن هذه الاخطاء الدفاعية قوة الوسط في كلا الفريقين,, وحيوية الهجوم,, وسلبية المهاجمين في الفرق الاخرى,, اذن هناك قواسم مشتركة بين الهلال والنصر,, الحراسة مطمئنة للغاية وهي مصدر ثقة في المعسكرين,, فقد أثبت خوجلي في عربي 11 انه لا يقل ابداً عن الدعيع,, وان تفوق عليه رقمياً عندما حافظ على شباكه نظيفة في خمس مباريات مسجلاً انجازاً تاريخياً شخصياً له,, خط الدفاع في كلا الفريقين يعاني من أخطاء فادحة في تغطيته البطيئة داخل وخارج الصندوق وعجزه التام عن التعاطي مع الكرات العرضية العكسية التي ترسل من الاطراف,, وأعتقد ان مفتاح الفوز الاول في النتيجة يكمن في نجاح بلاتشي أو آرثر في معالجة أوجاع خط الظهر في المقام الأول لاسيما وأنهما سيواجهان مهاجمين يعرفون طريق المرمى جيداً ويسجلون من أرباع الفرص كعلي يزيد وماجد الدوسري والكاتو والجمعان وفاين ومانجوت ونواف التمياط,, من ينجح فعلاً في ايجاد الحلول المناسبة لخط دفاعه بحيث يكون أكثر تنظيماً وتركيزاً في أداء مهامه في الرقابة والتغطية,, بحيث يصنع لفريقه عمقاً دفاعياً صلباً,, صعب الاختراق سيكون الأقرب للفوز.
الوسط الورقة الرابحة في كلا الفريقين,, وان كان وسط الهلال أكثر انسجاماً وتجانساً لثبات بلاتشي على تشكيلة رباعي الوسط في جميع المباريات التي خاضها الفريق في عربي 11 عكس آرثر الذي يخوض مبارياته بتشكيلات مختلفة,, وربما الوحيد الذي لعب جميع المباريات اساسياً في الوسط ابراهيم ماطر,, وهذه نقطة لصالح وسط الهلال الاكثر انسجاماً وتفاهماً,.
الهجوم,, يمتاز هجوم الهلال ووسطه بوفرة الهدافين أكثر مما لدى النصر,, فهناك أربعة أو خمسة لاعبين يعرفون طريق المرمى جيدا في حين ان النصر يملك عدداً أقل,, وبالتالي تصبح مهمة وسط وهجوم الهلال في التسجيل أسهل نسبياً من مهمة وسط وهجوم النصر,, ولا يعني هذا ترشيحنا للهلال للفوز,, فالنتيجة لا تحسم على الورق,, ولا تحسم بالتوقعات,, والامكانات والأسماء,, وانما بظروف المباراة نفسها وما يحدث على المستطيل الأخضر,, وكيفية قراءة بلاتشي وآرثر للمباراة وقدرتهما على استخدام ورقة البدلاء,, وقبل ذلك أداء اللاعبين لواجباتهم الدفاعية والهجومية والحالة الفنية المزاجية للنجوم المؤثرين,, ولا ننسى دور الاعداد النفسي والمعنوي وهو ورقة رابحة جدا في يد النصراويين لوجود الأمير عبدالرحمن بن سعود الذي يعرف تماماً كيف يفجر كوامن الابداع في أعماق لاعبيه,, بحيث يعطي كل لاعب أقصى ما لديه من جهد,, بل ويتفوق على نفسه,, وهكذا,, تختلط الأوراق والحسابات,, بحيث يعجز (الكمبيوتر) عن ترشيح أحدهما للفوز,, فكلاهما مرشح بالتساوي,, وبنفس النسبة,, ومن يبتسم له الحظ ويعانق الكأس والذهب يستحق من الجميع تهنئة من القلب,, فالكأس ذهبت لمن يستحقها فعلاً,,
|