| الثقافية
تسعد بلادنا ولله الحمد في هذه الحقبة التاريخية المضيئة بقيادة رشيدة حكيمة تسعى للرقي بها في كل المجالات الحياتية والمناحي المعيشية والفكرية والعلمية وقد أدركت أن الانفتاح على العلم والتقنية هو الأسلوب الأمثل للارتقاء والتقدم بل هو روح العصر شرط الحفاظ على شخصيتها الإسلامية والعربية ورفع راية التوحيد خفاقة عالية وهذا هو أحد أسباب اختيار الرياض عاصمة للثقافة العربية عام 2000م, ذلك الاختيار الذي جاء محققاً لطموحات أبناء المملكة ومقدما للساحة العربية نتاج بلد زاخر بالإنجازات الثقافية التي تأتي على قدر ثقله السياسي والاجتماعي بين العرب والمسلمين ولقد كان للحرس الوطني ولمكتبة الملك عبدالعزيز أثر بالغ وبصمات جلية في إقامة فعاليات هذا العام الثقافية لتتناسب مع هذه المناسبة الثقافية الكبيرة وقد حرصت المكتبة بتوجيه من صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز ولي العهد ونائب رئيس مجلس الوزراء ورئيس الحرس الوطني الذي رعى ودعم هذه المكتبة أن تكون نبراسا وكوكبا درياً يضيء في سماء ثقافتنا العربية والإسلامية.
ولقد كان دعم سموه للثقافة والمثقفين سيلا لم يتوقف عطاؤه بتواصل دفقه ويتدفق نبعه يساعد به أمته من مشرقها إلى مغربها ويدعم به علماءها ويبارك جهودهم ويساعدهم على تنفيذ أبحاثهم, وتقديم عصارة أفكارهم لشعوبهم وللعالم أجمع.
إن الذين يعرفون صاحب السمو الملكي الأمير عبدالله بن عبدالعزيز عن قرب يلمسون مدى اهتمام سموه بالثقافة باعتبارها مناط تقدم العقل البشري نحو آفاق المعرفة الرحبة التي هي سبب بعد توفيق الله في نهضة المجتمعات وتطورها والسعي بها إلى مزيد من الحضارة الإنسانية؛ وأنا أجزم أنه من هذا المنطلق جاءت فكرة هذه الندوة التي تقيمها مكتبة الملك عبدالعزيز العامة تحت عنوان (مستقبل الثقافة في العالم العربي) التي تعنى بقضية ثقافية هامة تشغل بال الكثير من مثقفي الأمة العربية ورجال الفكر فيها فأسأل الله أن يهيء لهذه الندوة أسباب النجاح لتحقق أهدافها وتصل إلى تطلعات منظميها وأن ينفع بما يقدم فيها لتتكامل الأهداف وتتوحد الغايات وصولاً إلى أتم النتائج وأفضل الطروحات.
كما أسأله تعالى أن يجزي قيادتنا الرشيدة خير الجزاء لحرصها على دعم كل ما فيه خير لهذا البلد والرقي به, وأن يحفظ بلادنا عزيزة منيعة الجانب موئلاً للمسلمين ومحطاً لأنظارهم.
د, محمد بن سعد السالم مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
|
|
|
|
|