| المجتمـع
هناك معدل إصابة عالٍ بداء السكري في المملكة العربية السعودية, ويمكن لهذا الداء أن يؤثر على الرؤية من خلال مرض يصيب شبكية العين نطلق عليه اعتلال الشبكية الراجع للإصابة بداء السكري, وهذا المرض له تأثير على الأوعية الدموية الدقيقة, وتعد السيطرة على داء السكري أمرا غاية في الأهمية من أجل نجاح علاج الاعتلال الشبكي الناتج عن السكري.
وعلى مستوى العين، فإن نجاح العلاج يعتمد على المرحلة التي يكون المرض قد بلغها، حيث ان معظم المرضى تتطلب حالاتهم علاجا للشبكية باستخدام أشعة الليزر وذلك إما لإيقاف الارتشاح أو لمنع حدوث نزيف بها, وقد ثبتت فعالية مثل هذا العلاج منذ سنوات عديدة وذلك وفقا لدراسات موسعة أُجريت في هذا المجال, إن المبادىء التي يرتكز عليها العلاج بالليزر لم تتغير على مدى الأعوام الخمسة عشرة الماضية, ومن الواضح أنه ظهرت طرازات جديدة من أجهزة الليزر مثل أجهزة الليزر متعددة الموجات التي يتم من خلالها عمل الإجراءات التي كانت تتم باستخدام الأجهزة القديمة ولكن بإسلوب أكثر فعالية، إلا أنها لا تعتبر لازمة لنجاح هذا النوع من العلاج, وجميع هذه الأجهزة متوفر، ولله الحمد في العديد من مراكز العيون الحكومية والأهلية بالمملكة, ومن الواضح، وبسبب أنماط المرضى الذين تتم إحالتهم إلى مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون، فإن المستشفى يقوم بعلاج القسم الأكبر من هؤلاء المرضى, ويقوم قسم الشبكية والجسم الزجاجي بهذا المستشفى، الذي يضم ستة من أخصائيي الشبكية الذين يعملون بتفرغ كامل في المستشفى، يقوم بتكريس نصف وقت الأطباء العاملين به والموارد الخاصة به لعلاج مرضى اعتلال الشبكية الراجع للإصابة بداء السكري.
ولقد تم في عام 1999م وحده القيام ب 4700 إجراء علاجي بأشعة الليزر باستخدام جهازي الليزر متعدد الموجات الموجودين بالمستشفى, ومن الجدير بالذكر أن بعضا من إجراءات العلاج بالليزر والخاصة بالحالات العامة والشائعة لمرض اعتلال الشبكية الراجع للإصابة بالسكري، ينبغي أن يقوم بها أطباء العيون العموم، وذلك لمواجهة الطلب المتزايد للمرضى المصابين بهذا المرض، وهذا ما حدا بنا لتدريب الأطباء المقيمين الذين يتلقون تدريبهم في مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون ضمن البرنامج المشترك بين المستشفى وجامعة الملك سعود، على هذه الإجراءات العلاجية بالليزر لكي يكونوا على مستوى جيد فيها عند تخرجهم، حتى ولو لم يكونوا من أخصائيي أمراض الشبكية والجسم الزجاجي, وانه لأمر يدعو إلى الاعتزاز أن نرى خريجينا متواجدين في مناطق المملكة المختلفة لمساعدة هؤلاء المرضى الذين يحتاجون لهذا النوع من العلاج.
إلا أنه علينا أن ندرك أنه إذا كان لدى المريض نزف متكرر ومستمر بالجسم الزجاجي، أو انفصال شبكي، فإنه يحتاج إلى جراحة للشبكية والجسم الزجاجي, ولهذا فإن هؤلاء المرضى ينبغي أن يحالوا إلى مركز متقدم مثل مستشفى الملك خالد التخصصي للعيون والذي تجري فيه مثل هذه العمليات الجراحية المتقدمة بصفة يومية.
ولا يوجد سوى عدد قليل من هذه المراكز في المملكة تجري فيها مثل هذه الجراحات وذلك بالنظر إلى أنها تتطلب وجود مرافق مجهزة تجهيزا خاصا وكوادر ذات مهارات وخبرات عالية.
وبالنسبة لحالات قصور البقعة الصفراء الراجعة للتقدم في العمر فهي أقل شيوعا الى حد كبير في المملكة , ويعد العلاج بأجهزة التنشيط الضوئي لأشعة الليزر، أحد الأنماط العلاجية التي تقدم لبعض هؤلاء المرضى, وقد تم مؤخرا اعتماد هذا الجهاز من قبل إدارة الأغذية والأدوية الأمريكية وربما كان هذا هو السبب وراء عدم وجوده حتى الآن إلا في المراكز والمستشفيات المشاركة في الدراسات البحثية الخاصة بهذا المجال, وبما أنه قد تم اعتماده، فان العديد من مراكز طب العيون حول العالم هي الآن في سبيلها إلى تأمينه وتوفيره لديها, ومستشفى الملك خالد التخصصي للعيون وعدد آخر من المراكز الطبية العامة والأهلية في المملكة هي الآن بصدد الحصول على هذا الجهاز لجعله متاحا لعلاج المرضى من مواطني المملكة, ومن المهم التنويه الى أن هذا الأسلوب العلاجي سوف يمكننا من علاج قسم صغير من المرضى المصابين بهذا المرض، أما بالنسبة للقسم الأكبر من هؤلاء المرضى فليس لهم علاج معروف حتى الآن.
في النهاية ينبغي التذكير أن قيام المريض بزيارات مراجعة منتظمة لمتابعة حالته مع طبيب العيون القريب من محل إقامته هو أمر غاية في الأهمية خاصة في حالات اعتلال الشبكية الراجع للإصابة بداء السكري حيث ان الطبيب وحده يمكنه تقديم المشورة والعلاج المطلوب للمريض أو إحالته إلى مركز متخصص إذا ما دعت الحاجة لذلك.
د, عماد عبود استشاري ورئيس قسم الشبكية والجسم الزجاجي
|
|
|
|
|