| المجتمـع
* تحقيق:فوزي الشيخ - سند السهلي
تحديد النسل والاكتفاء بعدد معين من الأولاد والبنات أمر مشاع في المجتمع بحيث تقوم معظم الأسر بتطبيقه لعدة اعتبارات وفي مقدمتها الأمور الاقتصادية وكذلك الرغبة في السيطرة على حياتهم وتربيتهم التربية السليمة,, عن موضوع تحديد النسل كانت هناك بعض الآراء التي نتعرف عليها من خلال التحقيق التالي:
هناك مسألتان
بداية ذكر محمد بن سعود السهلي ان الرسول صلى الله عليه وسلم قال: تزوجوا الودود الولود فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة وأضاف هناك فرق بين مسألتين الأولى تحديد النسل والثانية تنظيم النسل فبالنسبة للمسألة الأولى فباتفاق العلماء انه لا يجوز وهذا ما يفعله الغرب الآن، أما المسألة الثانية ففيها اختلاف بين أهل العلم فمنهم من أجازه بضوابط شرعية بحيث لا يتجاوز سنتين حولين كاملين ومنهم من لا يرى ذلك.
وأما عن رأيه الشخصي حول مسألة تنظيم النسل فأرجع ذلك الى عدة عوامل وقال: كلٌ حسب ظروفه الأسرية وكذلك الصحية مع انني أؤيد كثرة الأولاد لأنها أنفع اذا تربوا تربية صحيحة، وأما بالنسبة للمرأة فلا أرى ان هناك داعيا الى استعمال مانع الحمل الا اذا دعت الضرورة الى ذلك مثل أن تكون المرأة ضعيفة الجسم أو مريضة أضف الى ذلك انه لابد من موافقة الزوج على استعمال زوجته هذه الحبوب لكونها تتضرر بالحمل الا ان الزوج له حق في النسل مثل ما لها حق فيه ولهذا قال العلماء: لا يجوز للرجل ان يعزل عن الحرة الا بإذنها.
معارض
كما عارض عبدالله بن علي الغامدي مدير فرع شركة الراجحي المصرفية بحي منفوحة مسألة تحديد النسل لأن الأولاد نعمة من الله وهم زينة الحياة الدنيا وقال: إن للشرع رأياً في مسألة تحديد النسل ولكن كثرة الأولاد أفضل وهذا يدخلنا في مسألة تنظيم النسل وهناك فرق بين الحالتين لأن التنظيم يعطي كل طفل حقه من الاهتمام والتربية والعناية بشؤونه وهو في هذا السن المبكر وأيضا تأخذ الأم فترة راحة بعد تعب الولادة.
وأضاف الغامدي قائلا: ان هناك بعض الدول تطلب من المواطنين تحديد النسل أما بطفل أو طفلين بسبب ظروف المعيشة أو ان عدد السكان أصبح في ازدياد تأثرا ببعض الدول الغربية.
مرتبطة بعدة عوامل
سمعت كثيرا من بعض الأقارب من خلال تجربة شخصية عايشوها ان كثرة الأولاد فيه نظر، هذا ما بدأ به عبدالرحمن منصور القرني وكيل متوسطة ابي ايوب الأنصاري حديثه الذي قال فيه: لأن الأب في هذه الحالة سيقف عاجزا عن المصاريف والتقصير في التربية سيقع فيه لا محالة وأقصد أن يكون فيه تنظيم لا تحديد وأفضِّل ان تطول المدة المحددة من قبل الزوج والزوجة لثلاث سنوات, هناك فهم خاطىء لدى البعض وهو انهم يكثرون الأولاد ولكن ماذا بعد هذا؟!
قال صلى الله عليه وسلم: كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته فهي مسؤولية قبل كل شيء ولا أعتقد ان هناك من لا يريد زينة هذه الحياة الدنيا ولكن الاعتدال مطلوب,
ويواصل القرني حديثه مشيرا الى ان هناك بعض الآباء أصبح لديه عدد كبير من الأبناء وأهمل في تربيتهم وقصر في حقهم ولم يستطع أن يضمن لهم المستوى الذي يتمنونه وهي حياة كريمة تحيطهم براحة البال والاطمئنان.
نعمة من الله
أما المواطن فهد بن عبدالهادي فقال: ان مسألة تحديد النسل لا تصح، أما تنظيمه فهو معمول به في بعض الأسر وذلك لكثرة المصاريف وقلة الدخل الشهري وقال: الواجب على المسلم أن يتوكل على الله ويرضى بما رزقه ربه ويحمده على هذه النعمة، وأيضا عليه الا يدخل على دينه الصحيح من المظاهر الغربية والأفكار كتحديد النسل.
رأي الشرع
كما استضفنا فضيلة الشيخ د, صالح بن غانم السدلان لنتعرف على رأي الشرع في هذه القضية فقال: ان هذه المسألة من الناحية الشرعية تنقسم الى ثلاثة أقسام الأول، تحديد النسل، والثاني، قطع النسل، والثالث، تنظيم النسل، ولإيضاح ما سبق لابد من الحديث عنها بالتفصيل.
فبالنسبة لتحديد النسل فمعناه أن يأخذ الشخص بأسباب تحدد له النسل بأن يقرر الاكتفاء بثلاثة من الأولاد أو نحو ذلك وهذا لا يجوز وهو نوع من الوأد والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: ان الله نهاكم عن اضاعة المال وعن قيل وقال وعن وأد البنات وعن جمع وهات والوأد كان في عصر الجاهلية حيث كانوا يدفنون البنات خشية العار أو الفقر.
وأما عن قطع النسل فذكر فضيلته انه أشد وأقبح من حيث التحريم وقال: معناه ان يستغني الانسان في نظره عن الأولاد ويعمل أسبابا من شأنها قطع النسل رجلا كان أو امرأة وهذان القسمان الأول والثاني يشتركان من حيث التحريم وأسبابهما، أما لضعف الايمان بالله واما الفرار من التربية والتعليم أو خشية العار أو الفقر الى غير ذلك.
وقد قال عز وجل: ولا تقتلوا أولادكم خشية إملاق نحن نرزقهم وإياكم إن قتلهم كان خطأً كبيراً الآية.
كما فصل الحديث في مسألة تنظيم النسل فقال فضيلته: هناك شرط لتنظيم النسل وهو أن يكون ذلك بوسائل مكشوفة ومباحة شرعا فلا تكون من الأشياء التي تسقط الحمل أو تمنعه، ومنها أن يعرض الزوج أمر زوجته على طبيب بحيث لا تحمل بهذا ثم تحمل بالآخر وهكذا ويريد أن يكون بين المواليد فترة طويلة كسنتين أو ثلاث خاصة اذا كان يتعلق بضعف المرأة وعجزها عن التربية أو بأسباب تتعلق بالنفقة ففي الأول اذا كان الحمل سيسبب لها مشاكل أو يعرضها للخطر وبتنظيم النسل يبعد عنها كله وتصبح في مأمن وتستطيع أن تربي أولادها وتضع الحمل بيسر وسهولة وان كان الحمل في شكله العام فيه مشقة وتعب كما قال تعالى: حملته أمه وهنا على وهن وحمله وفصاله في عامين الآية.
ففي هذه الحالة جائز بشرط الاستشارة الشرعية والطبيب المختص لكي يصف لها العلاج المناسب ولابد من الاهتمام بأن يكون المنع قبل حصول الحمل، أما اذا كبر الحمل فلا يجوز بعد ذلك اجهاضه واسقاطه والله أعلم.
|
|
|
|
|