|
| مقـالات
عرض التلفزيون السعودي ندوة طبية بعنوان الألعاب النارية والعين ليلة الأربعاء 28/6/1421ه وبين الأطباء المخاطر الكبيرة والخطيرة التي تلحق بالعين نتيجة اللعب بالألعاب النارية المختلفة, ولقد عرض الأطباء نماذج مخيفة لإصابات عدد كبير من الأطفال ألحقت ضررا بالغاً بعيونهم, حيث شاهدنا دماراً بالشبكية وآخر بالقرنية وثالثا بكليهما معا بالإضافة إلى تدمير أعصاب العين الداخلية وحروق وتشوهات حول العين من الخارج, كما أفاد الأطباء بأن عشر ولايات في الولايات المتحدة الأمريكية قد منعت تداول الألعاب النارية وسبعا وعشرين ولاية منعت الألعاب النارية جزئياً نتيجة المخاطر الكبيرة التي لحقت بعيون فلذات الأكباد, وقد حث الاطباء الآباء إلى ضرورة أخذ الحيطة والحذر من الألعاب النارية بسبب ما تجلبه لأبنائهم من إصابات.
إنني في الوقت الذي أشارك الأطباء الكرام في تحذير الآباء من مخاطر الألعاب النارية على أبنائهم إلا أنني أرى أن المسؤولية ليست تقع على عاتق الآباء فقط، بل يشاركهم في هذا المسؤولون في وزارة التجارة فهي الجهة المسؤولة عن السماح بدخول هذه الألعاب, كما أن المسؤولية أيضا تقع على التجار الجشعين الذين لا همَّ لهم إلا الربح السريع وبأي طريقة حتى وإن كانت تؤدي إلى عمى كثير من أطفالنا, وأعتقد أن من رأى تلك الندوة وفي قلبه رحمة لن يتردد في التوقف عن التعامل مع الألعاب النارية سواء كان أبا أو تاجراً أو مسؤولاً, إن كثيرا من الآباء لا يستطيع أن يمنع أولاده من شراء الألعاب النارية وهي معروضة في أغلب المحلات, كما أن أبناءه قد يتعرضون لمخاطر الألعاب النارية من أطفال آخرين, لذا فإن المسؤولية تقع بالدرجة الأولى على التاجر والمسؤول على حد سواء.
لا شك أن ضرر الألعاب النارية قد ثبت بطريقة لا تقبل الجدل فهي مضرة للعين ومضيعة للمال ومقلقة للمرضى والمصلين, وأعتقد ان الوقت قد حان لدراسة وضع الألعاب النارية وتداولها في الأسواق قبل أن يستفحل خطرها, والجدير بالذكر ان هناك معاهدة دولية تمنع استخدام الألغام البشرية لما تسببه من بتر الأطراف لكثير من الأبرياء, وأعتقد ان فقدان البصر لا يقل أهمية من فقدان اليد أو الرجل.
والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
*عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة
|
|
|
|
|
