أول صحيفة سعـودية تصــدرعلـى شبكـة الانتــرنت صحيفة يومية تصدرها مؤسسة الجزيرة للصحافة والطباعة والنشر

الطبعة الثانيةالطبعةالثالثةاختر الطبعة

Tuesday 21st November,2000العدد:10281الطبعةالاولـيالثلاثاء 25 ,شعبان 1421

العالم اليوم

التاريخ : عبر ودروس
المستقبل كيف يكون؟
قد لا يختلف اثنان على تحديد مفهوم المستقبل من حيث كونه الغد الآتي, ودائما يحتضن المستقبل ما لا يمكن التكهن به بالدقة المتناهية، أو التي لا تحتمل الخطأ، ومع ذلك يبقى رهن التساؤل كيف سيكون عليه الحال في الغد الآتي.
ان قدرة المرء، أو قدرة المجتمع عموما، تتوقف عند هذه النقطة حول قراءته للحاضر، لأن فيه ما يوحي بصورة المستقبل، بشكل أو بآخر.
ولأن الحاضر هو جملة من التراكمات على مدى الأيام السابقة، فإنه يشكل عتبة مرور إلى المستقبل، بطريقة أو بأخرى، ومن هنا يمكن اعتبار الحاضر تاريخا في إطار الرؤية الراهنة وبالتالي دليل المستقبل كيف سيكون.
هذا في حال احسنّا قراءة الحاضر في ضوء الماضي، وأيضا في ضوء ما يتطلبه منّا المستقبل لنكون في مستوى مواجهة مستلزمات التعامل معه.
عند هذه النقطة، إذا ما أحسنا قراءة الماضي، سوف نكتشف، ولا اقول سوف نرى فقط، اننا ننتمي، كأمة عربية طبعا وقبل كل شيء، الى ماض عريق كنا عبر سنواته الطويلة والطويلة جداً، رسل معرفة وحضارة لا تزال آثارها ماثلة إلى أيامنا هذه، على الرغم من محاولات طمسها من قبل أعداء الأمة.
وإذا كان لزاما على الإنسان العربي أن ينطلق من نقطة الزهو بتاريخه وعطاءاته، فإن ذلك من حقه، لأنه لم يكن يوما غازيا على غرار الشعوب التي اعتمدت الغزو والاحتلال شعاراً لها كي تسيطر على العالم بالقهر والظلم والاستعباد المرير.
لقد عرف التاريخُ العرب شعباً مسالماً مانحاً ومجسّداً للقيم المثلى، سواء عبر نتاجه العلمي أو الأدبي، وكان دائما محط أنظار المهتمين بالتطور الحضاري ودورة الحياة بين الأخذ والتمثّل والعطاء، وصولا إلى وضعية التجديد والتجدد, ومن هنا، تأتي الدراسات المتتالية، سواء عبر المستشرقين الموضوعيين، أو عبر الرحالة الذين يرصدون واقع العرب ولا يملكون غير الاعتراف بقدرة هذا الشعب الذي يغطي مساحة واسعة من الكرة الأرضية، بين مشرق الأرض العربية ومغربها، على البقاء حيّاً، رغم كل المحاولات التي رمت وترمي في أيامنا هذه الى تحجيمه وإبقائه في الزاوية الميتة من أركان العالم.
ولا ننسى أن لأعدائنا المتكاتفين، من صهاينة وأتباع ومتحالفين معهم، دوراً في هذه المسألة، الأمر الذي يجعلنا نرتد إلى تاريخنا القديم دارسين لعناصر التقدم بين صفحاته، ليكون المستقبل على النحو الذي نرسمه نحن لأنفسنا وليس الآخرون.
ان الاستجابة لمثل هذه الامنية، لا بد ان تثمر، حفاظا على الهوية والحضور بين باقي شعوب الأرض.
د, اسكندر لوقا

أعلـىالصفحةرجوع


















[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][البحث]
أي إستفسارات أو إقتراحات إتصل علىMIS@al-jazirah.comعناية م.عبداللطيف العتيق
Copyright, 1997 - 2000 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved