| العالم اليوم
لا اعرف هل يمكن اعتبار انتخاب رئيس الولايات المتحدة الامريكية عن طريق المحاكم دليل قوة للنظام الديمقراطي الامريكي,, أم دليل ضعف؟ فالموضوع لا يمكن ان يفتي به سوى المختصين بالشئون الانتخابية وخبايا الديمقراطية الغربية التي يفصلها الغربيون كما يشاؤون او كما يريد اصحاب المصالح,, إلا ان الفضول الصحفي وإشباع رغبة الكثير من المتلقين الذين يتابعون معركة انتخاب رئيس الجمهورية الامريكية يدفعان المراقب والكاتب إلى الإدلاء بدلويهما في هذا المهرجان والعرس الانتخابي الامريكي الذي طال وزاد عن حده، حتى أخذت محطات التلفاز الامريكية تتسابق لنقل عراكه القانوني الذي لا بد ان بعضا من القراء تابعه عندما نقلته فجر اليوم محطات التلفاز الامريكية مع ملايين الامريكيين الذين تابعوا حجج الجمهوريين والديمقراطيين امام المحكمة العليا في فلوريدا.
ولفارق الوقت فإنه سيكون من المتعذر معرفة حكم المحكمة إلا في الساعات الأولى من الفجر, وبما ان هذه المقالة تكتب قبل هذا الوقت بأكثر من اثنتي عشرة ساعة، فلا بد من الاشارة إلى تأكيد الناطق باسم المحكمة العليا في فلوريدا غريغ ويترز الذي يقول بأنه من غير المرجح ان تتخذ المحكمة قرارها مشيراً الى ان الدستور يقضي بأن يحظى الحكم بموافقة اربعة قضاة على الأقل.
وتشكل المحكمة العليا في فلوريدا اعلى سلطة قضائية في الولاية وقد تأسست في منتصف القرن التاسع عشر وهي احدى اقدم المحاكم العليا في الولايات المتحدة وتعقد جلساتها مرتين في العام في تالاهاسي عاصمة فلوريدا.
وتكلف المحكمة السهر على تطابق القوانين في فلوريدا مع دستور الولايات المتحدة والمبادىء القانونية المعتمدة في القانون الانكلوساكسوني.
ويعين حاكم الولاية قضاة المحكمة السبعة بناء على توصية من لجنة من تسعة اعضاء مؤلفة من مسؤولين محليين وممثلين للشعب.
وعين الحاكم الديمقراطي السابق لوتون شيليز خمسة من القضاة السبعة الحاليين وبينهم الرئيس تشارلز ويلز (61عاما) وعين حاكم ديموقراطي آخر القاضي السادس واختير السابع بناء على قرار مشترك من شيليز والحاكم الجمهوري الحالي جيب بوش.
وأفادت وسائل الاعلام الامريكية ان ستة من القضاة السبعة ينتمون الى الحزب الديموقراطي اما السابع ويعتبر مستقلا فقد كان في الماضي جمهوريا.
ويقيم القضاة (خمسة رجال تتراوح اعمارهم بين 52 و70 عاما وامرأتان عمرهما 51 و52 عاما) علاقات متوترة مع جيب بوش شقيق المرشح الجمهوري ومع البرلمانيين الجمهوريين في فلوريدا.
وقام القضاة السبعة بإبطال قوانين تم تبنيها بمبادرة من جيب بوش وكان احدها يهدف الى تسريع تنفيذ الإعدامات عبر تقييد امكانات الاستئناف لدى المدانين بالإعدام وكان جيب بوش قد انتقد مرارا وعلنا المحكمة العليا.
وقد حاول البرلمانيون الجمهوريون في فلوريدا عبثا استبدال اثنين من القضاة الحاليين بغية اقامة توازن سياسي اوسع كما رفضوا طلبات بزيادة الاعتمادات في موازنة المحكمة,وتحت ضغط من العديد من المجموعات المؤيدة للجمهوريين، سيخضع ثلاثة من القضاة لاستفتاء في الاعوام الاربعة المقبلة حول ابقائهم او استبعادهم من مناصبهم,وعام 1992 منيت محاولة مماثلة استهدفت احد القضاة بالفشل بضغط من المدعين ورجال الشرطة.
وفي الجلسة التاريخية التي عقدت فجر اليوم سيكون امام محامي كل من الطرفين مدة ساعة لعرض حججه في حوار مع القضاة السبعة وسيحضر الجلسة جمهور محدود وأقل من ثلاثين صحافيا اختيروا بالقرعة.
ومن الممكن ان يمتنع القضاة عن اصدار قرار الفصل بين الطرفين واعتبار ان وزيرة الداخلية في فلوريدا كاثرين هاريس هي التي تقرر احتساب او عدم احتساب الاصوات عند انتهاء عمليات الفرز.
وقد لا تتوقف المعركة عند هذا الحد اذ اعلن الفريقان انهما قد يقدمان شكاوى جديدة الى محاكم الولاية من دون ان يستبعدا امكان رفع دعاوى على المستوى الفدرالي,وهكذا فسوف يستمر العراك الانتخابي والقانوني,, ولا يزال البحث مستمراً عن رئيس امريكا.
مراسلة الكاتب على البريد الإلكتروني Jaser @ Al-jazirah.com
|
|
|
|
|